منذ 7 سنوات 
لم يكن أحد يظن أن هذه الطفلة وليدة لأسرة بسيطة وكانت تسكن في منطقة (زقاق البلاط) في الحي القديم في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، ستصبح فيما بعد من أعظم المطربات في العالم العربي وتنصب في قمة عرش الأغنية العالمية.
فيروز تلهم أغانيها وموسيقاها فنانات من الغرب كمادونا التي أخذت إحدى أغانيها ودمجتها في إحدى روائعها في التسعينات لم تكن السيدة فيروز مطربة غنت للحب فقط كباقي عظيمات جيلها لكنها ساهمت بكلمتها وألحانها لبث روح العروبة والمقاومة في شعوبنا العربية المستعمرة والمشتتة في الحرب اللبنانية، لم تترك فيروز لبنان، بل ظلت فيه رافضة النزوح منه، ممثلة بذلك أعلى درجات حب الوطن والانتماء.
وحتى حين فقدت ابنتها الصبية ليال وحتى بعد أن تعرض منزلها لقصف صاروخي ظلت على موقفها. بقيت طيلة فترة الحرب في لبنان تغنيه رافضة الحرب، ومن أجل لبنان جابت معظم دول العالم لإيصال صوتها فقدمت حفلاتها في العديد من الدول قلما توجد فنانة قامت بمثلها.
كما غنت السيدة فيروز الكثير من الأغاني الوطنية وتعد جميع أغانيها الوطنية خاصة بشعوب ولم تكن موجهة لقادة الدول فهي بنت الشعوب وليس الأنظمة، وكانت قرة عين الجزائر والجزائريين كما بادلتهم هي نفس الشعور وهذا ما جعلها تسافر للجزائر وتقدم واحدة من أعظم حفلاتها في بلد المليون والنصف مليون شهيد في سنة 1968 وقدمت فيها واحدة من أندر أغانيها والتي غنتها مرة واحدة فقط في حياتها. هذه الأغنية بعنوان (القضية) ورغم مرور حوالي نصف قرن على زيارتها للجزائر إلا أن الجزائريين لم ينسوا يوماً الاحتفال بعيد ميلاد الست فيروز ففي عام 2015 واحتفالاً بذكرى ميلادها أحيت المطربة السورية ميس حرب احتفالية كبيرة تكريماً للسيدة فيروز بمناسبة عيد ميلادها.
وأقيم الحفل البهيج الذي شهد حضوراً غفيراً لمحبي الطرب الأصيل في العاصمة الجزائرية بإشراف من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، وبالتعاون مع شركة مقام للإنتاج الفني.
رافق الفنانة ميس حرب ستة عازفين سوريين من فرقة سيد درويش التي يقودها الفنان رشيد هلال في الاحتفالية التي حملت شعار “حفل تكريمي لياسمينة لبنان فيروز”.
وغنت ميس عدداً كبيراً من أغاني الست، وافتتحت المقام بأغنية (سلملي عليه، يا تراب الجنوب، طلعلي البكي) وغيرها.
هكذا ستبقى السيدة فيروز واحدة من أعظم فنانات الكون وشخصية يصعب تكرارها.
سليمان برناوي – الجزائر
)
