كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول موضوع فيروس الكورونا الجديد وانتشاره في الصين والخوف من توسعه في العالم والدول العربية، وكانت سجلت الصين أكثر من 450 حالة إصابة جديدة بفيروس غامض خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك بعد انتشاره من مدينة ووهان إلى مدن أخرى، فما هو المرض وما هي أعراض الكورونا؟
ما هذا الفيروس الغامض؟
أظهرت النتائج أن فيروسات كورونا عائلة كبيرة من الفيروسات، لكن ستة منها فقط معروفة حتى الآن. (والتي تكون سبعة أنواع بعد إضافة الفيروس الصيني الغامض).
وتمتد الأعراض التي تظهر على المصاب بفيروسات كورونا من أعراض نزلات البرد، وهي أبسط الأعراض، وحتى الإصابة بمشكلات قاتلة في الجهاز التنفسي أو ما يُعرف باسم السارس الذي قتل 774 شخصا من إجمالي المصابين الذي بلغ 8098 شخصا أثناء انتشار العدوى التي اندلعت من الصين في 2002.
وأظهر التحليل الوراثي للفيروس الغامض أنه قريب الشبه جدا من السارس أكثر من أي نوع آخر من فيروسات كورونا.
هو فيروس غامض ونادر من عائلة “الكورونا فيروس”, وبحسب المعلومات الأولية, الفيروس الجديد شُخّص بأنه تبدأ أعراضه بسيطة كأعراض الإنفلونزا, حيث يشعر المريض بالاحتقان في الحلق، والسعال، وارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وصداع، قد يتماثل بعدها للشفاء. وربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة، بسبب تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشلٍ كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم مسبباً قصوراً في وظائف أعضاء الجسم، ما قد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة.
ما سبب ارتفاع نسبة الوفيات في الحالات المكتشفة؟
حتى الآن لا يُعرف عالميًّا ما إذا كانت الإصابة بـ(كورونا) تؤدي إلى وفيات أعلى من غيرها من الفيروسات، إلا أنه يتضح من الحالات المتوفاة أن معظمها من كبار السن أو ممن يعانون أمراضًا مزمنة أخري تؤثر سلبًا في جهاز المناعة؛ ما يزيد فرص ظهور المضاعفات الوخيمة للمرض؛ ما قد يؤدي إلى الوفاة، وهذا ما يحدث – أيضًا – في حالات الأنفلونزا الموسمية. وقد يكون هناك العديد من الحالات المصابة بالفيروس؛ ولكنها إصابات طفيفة لا تتعدى أعراضها أعراض نزلات البرد، وتشفي تمامًا دون مضاعفات تستدعي الإحالة إلى المستشفيات أو المنشآت الصحية؛ ما يؤدي إلى عدم اكتشافها.
هل يعد هذا التفشي للفيروس عابراً ومؤقتاً أم إشارة أولية حتى الآن عن شيء أكثر خطورة؟
قالت الصين إن الفيروس الجديد، الذي انتشر بالفعل خارج البلاد، “ما زال من الممكن الوقاية منه والسيطرة عليه.
ويسافر ملايين الصينيين مع عائلاتهم لقضاء عطلة رأس السنة الصينية الجديدة التي تبدأ الأسبوع المقبل، والمعروفة أيضا باسم عيد الربيع.”
ورغم أنه لا يوجد علاج نوعي أو لقاح لهذا المرض، فإنه يتم التعامل مع المصابين به كأي مرض تنفسي معدٍ آخر كالإنفلونزا، عن طريق تناول الأدوية الخافضة للحرارة، والإكثار من السوائل، وأخذ قسط كافٍ من الراحة والحفاظ على تناول الغذاء الصحي.
كذلك يجب اتباع الإرشادات المتعلقة بالحد من انتقال العدوى، كاستعمال المناديل عند العطس والسعال، وغسل اليدين جيداً بصفة دورية، وعدم مشاركة الآخرين في الأدوات الشخصية كالمناشف أو الأكواب والملاعق، وارتداء الكمامات الواقية في حالة الإصابة بأي مرض.
ما هي أعراض المرض؟
أغلب الحالات المسجلة ظهرت بهذه الأعراض.
– ارتفاع في درجة الحرارة.
– كحة (سعال).
– ضيق في التنفس.
– أعراض رشح أو زكام مثل العطاس وسيلان في الأنف.
ماذا أفعل إذا ظهرت هذه الأعراض؟
– زيارة المركز الصحي أو طبيب الأسرة.
– تناول الأدوية المخفضة للحرارة والمسكنات وفق إرشادات الطبيب.
– الإكثار من السوائل.
– أخذ قسط كافي من الراحة.
– تجنب الإختلاط مع الآخرين خاصة الأطفال وكبار السن أو من لديهم أعراض مزمنة.
متى أذهب للطوارئ؟
– إذا اشتدت أعراض المرض.
– أو إذا كان المصاب كبير في السن أو يعاني من أمراض مزمنة أو لديه نقص في المناعة.
– أو إذا كان هناك مخالطة بشخص مصاب أو مشتبه بالإصابة بالمرض خلال الأسبوعين التي سبقت ظهور الأعراض.
ما هو العلاج؟
– لم يتم إكتشاف علاج مخصص لهذا المرض إلى الآن، والذي يتم هو علاج الأعراض المصاحبة وتقديم المغذيات والعلاجات الداعمة لتقليل المضاعفات.
هل المرض خطير وقاتل؟
– من بداية اكتشاف المرض قبل سنتين في أبريل ٢٠١٢ وإلى تاريخ ٢٧/ مارس / ٢٠١٤ تم تسجيل ٢٠٦ حالة إصابة على مستوى العالم حدثت الوفاة في ٨٦ منها أي بنسبة تقريبية (٤٢٪)، أكثر الوفيات كانت في كبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة.
– هناك احتمال أن تكون نسبة الوفاة أقل في حال وجود حالات كورونا خفيفة لم تستدعي الفحص والعلاج.
كيف أحمي نفسي ومن حولي من المرض؟
١- لا يوجد إلى الآن مصل (تطعيم) خاص بهذا المرض، لكن يمكن أخذ تطعيم الإنفلونزا الموسمية للوقاية من أنواع الإنفلونزا الأخرى كإنفلونزا الخنازير (H1N1) وغيرها.
٢- تجنب مخالطة الجِمال والإبتعاد عن أماكن تجمعها وينبغي التأكد من غليان وتفوير الحليب في حال شربه، وطبخ اللحم بشكل جيد قبل الأكل. ذلك لأن الدراسات ترجح وجود علاقة بين انتشار فيروس كورونا والجِمال كناقل للمرض.
٣- ينصح أيضاً باتخاذ الإجراءات الوقائية العامة لأي مرض صدري معدي وهي كالتالي:
– غسل اليدين بالماء والصابون أو بالمعقمات بشكل مستمر.
– تجنب ملامسة العينين والأنف والفم قبل غسل اليدين.
– تجنب مصافحة أو مجالسة المرضى المصابين.
– تغطية الفم بمنديل عند الكحة أو العطاس مع التخلص مباشرة من المنديل.
– ارتداء الكمامات عند الإختلاط بتجمعات كبيرة.
د. وليد ابودهن