شاهدت الفيلم الوثائقي الخاص بالفنانة اللبنانية ميريام_فارس، والذي يحمل عنوان (ميريام فارس الرحلة): غدارة يا دنيا – Myriam Faris: The Journey)، وينتمي لنوعية تلفزيون الواقع.
اقرأ: ميريام فارس بأول ظهور مع ابنها الثاني واحترموا رغبتها! – فيديو
يرصد الفيلم فترة قصيرة من حياة ميريام أثناء الحجر المنزلي بسبب فيروس_كورونا «كوفيد – 19»، عام ٢٠٢٠، وتحكي فيها عن ظروف حملها بابنها الثاني (ديڤ)، ومراحل تحضير ألبومها السادس المقرر أن يصدر قريباً ويتضمن 10 أغنيات بلهجات مختلفة.
تتحدث ميريام في الفيلم بصوت حزين ونبرة مكسورة كل الوقت، وكأنها تروي علينا قصة مأساوية تقطع القلب! فتبدأ حديثها عن بداية انتشار كورونا في لبنان، وكيف استقبلت الخبر، ثم عن تفاصيل اجهاضها لجنينها الثاني عام ٢٠١٧ حينما كانت تمر بأزمة صحية.
بعدها تحكي عن ما حدث لها خلال الحمل شهرًا بشهر وليلة بليلة وكأن حملها كان معجزة تستحق التعرف على تفاصيلها! فنجد على الشاشة مثلاً يكتبون (الشهر الرابع)، ثم الخامس وهكذا، وتتحدث ميريام بإسهاب عما حدث معها بشكل مفصل خلال كل شهر من الحمل وكأنها أول امرأة تحمل خلال فترة الكورونا أو كأنها المرأة الوحيدة التي حملت وسط انتشار هذا الفيروس، أو كأنها أم كلثوم في سن الستين وحبلت!
اقرأ: ميريام فارس ومشاهد من غرفة ولادتها لابنها الثاني – فيديو
فيلم ميريام، لا يحمل مضمونًا ولا حكاية ولا حكمة ولا توجيه ولا رسالة، ولا محل له من الأعراب، فقط نجد امرأة تحكي لنا تفاصيل أقل ما يقال عنها إنها تافهة وتافهة جدًا!
مثلاً ما الإفادة التي وقعت علينا حينما علمنا أن ميريام ظلت مستيقظة حتى السابعة صباحاً بسبب أرق الحمل؟ وما الممتع بهذا الخبر إن لم يكن فيه فائدة؟
ماذا نفعل لها حين نسمع محادثة صوتية بينها وبين طبيبها تقول له فيها (نفسي عم تلعي طول الوقت؟).
تشعرنا ميريام في الفيلم وكأنها أول من حملت وأول من انجبت وأكثر من عانت، وهي ربما لا تدري ولا تشعر بمعاناة ملايين السيدات اللاتي تعشن ظروفًا قاسية غير الحياة المرفهة التي تعيشها الست ميريام وتعرضها لنا.
تستعرض على شعوب العالم العربي المليء بالجوع والفقر، مشاهد من قصرها الضخم، الذي يضم حمام سباحة واستديو ومزرعة وأكثر من تراس والمطل على جبال لبنان، والجاكوزي والچيم والحدائق، ثم تتحدث بصوتها الحزين معتقدة ربما إنها كانت تعاني خلال فترة الحجر المنزلي!
أي استفزاز هذا؟
الأغرب اسم الفيلم (غدارة يا دنيا)، الذي لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالمحتوى الذي يضم احتفال ميريام واسرتها بعيد الأب وعيد الأم وعيد الفصح وأعياد أخرى، فعن أي غدر دنيا تتحدث وسط كل هذه الاحتفالات والبهجة والثراء الذي تعيشه؟
ساعة كاملة ومعها بضعة دقائق ضاعوا من عمري في مشاهدة فيلم تافه، لا أنصح أحدًا بمشاهدته!
دينا حسين – القاهرة
هنا صور من الوثائقي التافة