حلّ الكوميدي والممثل طوني أبو جودة ضيفًا على برنامج زوجته كارلا حداد (Fi Male) بحلقته الثالثة.
الحلقة أعادت تصويب مسار البرنامج كليًا، ورأينا تطورًا واضحًا بأسلوب كارلا وأسئلتها، فحاولت تجنب الوقوع بهفوات حلقتها السابقة مع الممثل السوري باسم ياخور، والتي تضمنت إيحاءات جنسية لا تليق بها ولا بفريق عمل البرنامج.
إقرأ: باسم ياخور تهريج… ويهين سلاف فواخرجي وأصالة حياته، وكارلا حداد والحكي الجنسي
تعتبر الحلقة أكثر نضجًا من الحلقتين السابقتين، لهذه الأسباب:
١- طوني موهوب بالفطرة، لديه قدرة على كسب حبّ وإحترام المشاهد لموهبته، محنك وذكي ويعي كيف يوصل رسالته من دون التدني بأخلاقه ويحترم المنبر الذي يطلّ عبره، يستخدم لغة جسده بذكاءٍ، ولا يقع بفخ (الهزلية) كأغلب الكوميديين في لبنان، مع ذلك نراه لا يأخذ فرصته، ولا يلمع كنجوم الصف الأول كما يستحق.
قلّد أهم النجوم بالوسط الفني والإعلامي، وغنى بصوته الجميل الذي حقق بفضله فوزًا مستحقًا بلقب (ديو المشاهير) بموسمه الثالث، ورقص ليقدّم لوحة إستعراضية باهرة.
٢- بدا الإنسجام واضحًا بين الثنائي الشهير، بدا يعرفان كلّ شيء عن بعضهما، رغم ذلك لم يمثلا، اتسمت ملامحهما بالعفوية، كان الحبّ والإحترام واضحًا، والكاميرا التلفزيونية لا تكذب، تزيد وزن الإنسان وتضعفه، تغير قليلًا من ملامحه، لكنها تنقل المشاعر بصدقٍ، وذلك يكفي إذًا لنفي شائعة طلاقهما، ليتبين أن ما قصدته كارلا أثناء مقابلتها مع هشام حداد، لم يكن سوى خلافٍ حُل لتعود الأمور بينهما إلى نصابها.
٣- كارلا أحبّت ضيفها، ذلك أيضًا كان واضحًا على لغة جسدها فقدّمت البرنامج براحةٍ وإندماجٍ، لم تظهر عليها علامات الملل ولا الإنزعاج، شعرنا أنها خلعت ثوب المقدمة للحظات، وأصبحت الزوجة التي تحاور زوجها وتخبر المشاهدين تفاصيل علاقتهما الزوجية من غيرتها عليه عندما يتلقى رسالةً مجهولة المصدر، إلى نكدها في المنزل، إلى خلافهما المستمر بسبب تفضيلها للنوم بعكسه، ومللها من ممارسته لهوايته المفضلة الرسم، وقضاء أغلب وقتها على هاتفها الذكي، الأمر الذي يزعجه.
٤- الفقرات المسلية والتي خلت من الإيحاءات الإباحية التي أزعجتنا الحلقة الماضية، رغم انهما متزوجان، حتّى مشهد السرير الذي توقعنا أن يُقدّم بإسفافٍ، قُدّم بطريقة فكاهية وعالج خلافًا يعاني منه أغلب المتزوجين، بخصوص مراقبتهما لهواتف بعضهما.
٥- الشفافية التي بتنا نفتقدها ببرامجنا على الشاشة، والتي لمسناها مطولًا بحلقة أمس. إنتقد كلّ من طوني وكارلا طباع بعضهما المزعجة، فرأت إنه يحبّ الفوضى وعصبيٌ بشكل لا يطاق، رغم رومانسيته وتقبيلها بشكل مستمر وإهتمامه الكبير بإبنتهما ليا، ورآها مزاجية وتكره الروتين اليومي، وتقضي ساعات من يومها على مواقع التواصل.
٦- تصدّرت الحلقة نسب المشاهدة في لبنان، ولم نُصدم عندما علمنا بالفرق الهائل بينها وبين حلقة برنامج مايا دياب (هيك منغني) في لائحة ال(Trending)، فحققت كارلا ٦٤٪ بينما مايا التي تتراجع ٣٦٪.
عبدالله بعلبكي – بيروت