أمس أطلقتْ النجمةُ اللبنانية كارول_سماحة أغنيةً جديدة تحت عنوان (أيام الشتي)، يضمّها ألبومها الأحدث الذي يلائم الأجواء الميلاديّة، أي عيد الميلاد المجيد الذي يحتفل به المسيحيون والمسلمون معًا، بمناسبة ميلاد السيد المسيح.
إقرأ: كارول سماحة الأجمل في مصر – صورة
العمل من كلماتِها وألحانِها لأول مرة، لتخوض تجربةً غنائية أشرفتْ عليها بالكامل منذ بدءِ الفكرة حتّى آخر لحظة من مرحلة التنفيذ.
فاجأتنا كارول التي كتبتْ حالات إنسانيّة نمضيها أو نسمع عنها، وطرحتْ قضيّة الوحدة والجفاف العاطفي وحاجة البعض الماسّة لعاطفةٍ ناقصة.
النجمة اللبنانية ناقشتْ قصصًا لأناس يسمعون عن العيد ولا يتلذذون طعمَه، يسمعون أصوات بهجته ولا يمكنهم مشاركتها، لأن مناديلهم مُبللة بالدموع.
إقرأ: كارول سماحة كفتيات العشرين وكيف تصبحين أصغر مثلها؟ – صورة
بألحانٍ هادئة سلسّة، اعتمدت كارول الغناء على الطبقة الدنيا، دون أن تعرض طاقاتها الصوتيّة التي ندرك مداها ومساحاتها الشاسعة جيّدًا.
لذا بدا غناؤها مُفعمًا بالأحاسيس، أكثر قدرةً على اختراق القلوب.
كما يحتوي العيد على شجرة مزيّنة وضحكةٍ ولمّة ولقاءٍ بعد شوقٍ وانتظار، يتضمّن شجرةً فقيدة وحيدة ودمعة وفراقًا نواجه مرارتَه بأوهام لقاءات لن تحدث.
كتبتْ كارول الكلمات الموجعة وكأنّها قصدت وصف حالة اللبناني إجمالًا بعيده، دون أن تذكره.
الغالبية الساحقة من أبناء وطننا لن يحتفلوا هذه المرة بعيدٍ حُرموا حق الاستمتاع به كما سلبوا المال والأرض، وحقوق العيش.
حكام فاسدون يجتمعون مع أفراد أسرهم بأبذخ المنازل، يجلسون أمام أفخم الموائد، يضحكون، يصرفون الأموال المسلوبة، يشربون نخبَ سعادة صنعوها على جثثنا.
وشعب يسمع أغنية كارول، يدمع قليلًا متأثرًا، يمسح دمعته، يصلّي، يتأمّل أن يحمل العيد خلاصًا.
متّى يحين موعد الخلاص؟
هل يصادفُ هذا العيد؟
أم علينا الانتظار بعد لأعياد متواترةٍ ملّلنا عدّاداتها، ولم يملوا بعد عدّادات أطماعهم!
فليكتب هذا العيد نهايتَهم وبدايتنا!
حقًا هرمنا!
عبدالله بعلبكي – بيروت