كارين_رزق_الله، الكاتبة والممثلة اللبنانية، شنّت هجومًا ضاريًا على رئيس الجمهورية ميشال_عون، الذي اتهمته بتقاسم السلطة الرسميّة في البلاد مع سماحة السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب_الله، دون أن تسميه.
كتبتْ هذه التغريدة: (كل العالم عندو رئيس جمهورية واحد الا لبنان عندو ٢ ! واحد منعرف وين نلاقيه والتاني ما منعرف وين مخبى).
تغريدةٌ أثارتْ غضب مناصري التيار الوطني الحرّ الذي رأسه وأسّسه رئيس الجمهوريّة، وجمهور حزب الله.
نحن هنا لن نبرّر لكارين أو نناصرها، لأنّها حرّة بكيفية التعبير عن آرائها، ونحن أحرار بكيفيّة تقبّلنا لمختلف الآراء، ونفهم وجعها مما يحدّث في وطنها، بعد الانهيار وتدمير مرفأ بيروت ووقاحة الحكام وسرقاتهم التي تدوم رغم الإفلاس.
إقرأ: كارين رزق الله عودي إلى الكتابة!
كارين شجاعة وتطرح آراءها كما تشاء دون مبالاة بردود الأفعال التي تتجاوز حدّ الأخلاقيات العامة، التي بغرابةٍ كُبرى، كُتبت في دستوريْ الحزبيْن، أي في نصوصّ العونيين والمنتمين للمقاومة اللبنانية.
طعنات قاسية وُجهت لكارين في الشخصي، واتهامات طالت حياتها الخاصة التي نرفض الاعتداء عليها، بحجة الاختلاف السياسي.
لكنّها العاقلة التي لم يُغسل دماغها، التي تقرأ وتكتب، تُخالِف وتُخالَف بوعي، تنتقد ولا تقدّس زعيمًا.
ما أريده طرحه هنا، الخلل الفاضح الذي يعانيه المنتمي للأحزاب اللبنانيّة عامةً، ولن نحدّد فقط الحزبيْن اللذيْن استهدفت رئيسيْهما كارين بتغريدتها، بل الكل!
كيف يؤمن المناصر ويتبع بشكل كلّي غير مجتزأ حزبَه، ولا يلتزم بالأخلاقيات الوطنيّة والإنسانيّة المكتوبة في النصوص، والتي يقرأها كلّ من يفكر بالانتساب إليه؟!
كأي مشروع يقدّمه أي مرشح للانتخابات في بلاد العالم، تحتوي الأحزاب على أفكارٍ أخلاقيّة وعقائد دينيّة، بحالة حزب الله، تضادي الشتائم وتمنعها، وتروّج للسلوكيات الأخلاقية السليمة.
أي المناصر كما رئيس حزبه ونوابه ووزرائه، لا يفهم من الشعارات سوى حاسة نطقها، فيستعرض بها في كلّ بقاع الأرض، دون ممارستها على نقطة واحدة.
لو قرأ العونيون مبادئ تيارهم مُجدّدًا، ولو أدرك المناصرون لحزب الله فكر الإمام عليّ الذي ينتمي إليه الحزب دينيًّا، لتمنّعوا عن شتم كارين بسوقية، والاعتداء على شرفها بعبارات مُقزّزة.
لو اتبعوا كلّ هذه المبادئ والقيّم الحزبيّة، لصنعوا وطنًا!
ابقوا في أحزابكم، وطبّقوا أفكارها!
لكنهم جهلاء، ومشكلة لبنان الجهل، العائق الأكبر، وكلّ ما سواه يُحلّ!
لذا لن ندافع عن كارين التي تعي جيّدًا أنّها تُشتم من هؤلاء، الذين يوالون شعارات لا يفهمونها، ويهتفون بمبادئ لا يمارسونها، ويطلقون العنان لوعودٍ عالـ (الكمون)، كما نقولها باللهجة اللبنانيّة المحكية (أي يكذبون ولا يصدقون).
عبدالله بعلبكي – بيروت