قليلًا ما نرى نجمًا شابًا يذكر عمالقتنا من ممثلين وممثلات ومطربين ومطربات، مروا مَرّةً في هذه الحياة، لكنّهم خُلدوا في القلب والوجدان كلّ مَرة دقَ بها القلب وشعرنا بها بحنينٍ إلى ذكرياتنا الماضيّة معهم.
كلّما فقدنا كبيرًا، تتضاعف الحسرة المُرّة على ما ومَن تبقّى..
النجوم موجودون بزمننا لكنّ الأساطير لا، ومعادلة صناعة الأساطير من النجوم فُقدت تمامًا لعدة عوامل منها الزمن التكنولوجي السريع الذي نعيشه ولا نعيشه، مرورًا بتبدّل أذواق الناس وتكوين شخصياتهم ليصبحوا نسخًا مشوّهة عن الغربيين، وصولًا إلى تغيّر مبادئ المنتجين والعاملين في هذا الميدان.
كلّما رأينا صورةً لعملاق، ابتسمنا وحزنا بآنٍ معًا، رفعنا رؤوسنا وأنزلناها بآنٍ معًا، شعرنا بالفخر والخيبة، بمزيجٍ بين نشوة الإنجاز وألم الفشل.
ماضينا جميل وذهبي، وحاضرنا بشع ورديء.
لكنّ ما نشره الممثل المصري كريم_فهمي من صورٍ لأهم عمالقة السينما المصرية، جعلنا نتأمّل مجددًا بجيل شابٍ يعي بأهمية هؤلاء، لا يتجاهلهم، ويفعل المستحيل ليحقق القليل ممّا حققوه رغم قساوة ظروفهم، وكثرة المتطفلين على الدروب التي يسيرون بها بصعوبةٍ، وذهاب الفرص لهؤلاء المتطفلين لا لهم!
إقرأ: كريم فهمي يهنئ شقيقه بعيده وماذا يقول علم النفس عن علاقتهما؟ – صورة
كريم وصف كبارنا بـ(فوق العظمة).
وجّه لهم تحيّة تقدير عبر (السوشيال ميديا) التي خُلقت كمنبرٍ للتواصل البشري، فإذ بها تصبح منبرًا لقطع العلاقات الإنسانيّة ولتهميش رموزنا، ولتسخيف المضامين والثقافات، والعمل على تعميم لغة السطحيات والتفاهات.
شكرًا كريم، ولكلّ نجم لا يزال يجد كم دقيقة من وقته، ليضيء على من أضاء على حضارتنا وفنّنا، وجعلنا سبّاقين منذ عقود، قبل أن نتحوّل لمتخلفين بسبب تخلّينا عن أصولنا، واستنساخاتنا لحضاراتٍ لا تشبهنا، وليّتنا أسقطنا النسخ الأصليّة على ذواتنا!
عبدالله بعلبكي – بيروت