كمال جنبلاط في المختارة
كمال جنبلاط في المختارة
ولد الفيلسوف والسياسي والشاعر والمناضل اللبناني كمال جنبلاط بتاريخ 6 ديسمبر – كانون الأول من العام 1917 واستُشهد في 16 آذار من العام 1977 خلال الحرب اللبنانية وبعد دخول قوات الردع العربية إلى لبنان تتقدمهم القوات العسكرية السورية. استشهد كمال جنبلاط في منطقة الشوف في قرية (ديردوريت) المسيحية وكانت الحرب اللبنانية في أوجها.

له العديد من المؤلفات والأبحاث والنظريات الفلسفية والمجتمعية، لكن قليلين يعرفون بأنه شاعر صوفي وهنا بعض قصائده من ديوانه (فرح) الذي قدم له الفيلسوف اللبناني ميخائل نعيمة حيث جاء في التقديم ما يلي.

  • مقدمة ميخائل نعيمة لديوان كمال جنبلاط (فرح)

ناظم هذه الأناشيد الصوفيه رجل يدهشك منه تعدد نزعاته واتجاهاته ونشاطاته. هو في صميم السياسة اللبنانية والعربية على ما في تلك السياسة من تشويش والتواء وخبط عشواء. وهو مؤسس الحزب التقدمي الإشتراكي ورئيسه، ومحرر المقال الإفتتاحي في الصحيفة الناطقة بلسانه (الأنباء)، وهو، وفوق ذلك، الرجل المتصوّف الذي يتعشّق الحكمة ويستقيها من مصادرها الدرزية المباحة لـ “العقلاء” والمحجوبة عن الدهماء، مثلما يستقيها من بواطن المسيحية والإسلام، وبخاصة من “الفيدا” الهندية وما يتفرع عنها من ضروب “اليوغا” و”الفيدنتا – أدفيتا”
والمعروف عن كمال جنبلاط  أنه، بروحه، يكاد يكون أوثق صلة بالهند منه بوطنه لبنان وغيره من الديار العربية. فقلما ينقضي عام لا يزور فيه الهند ولو مرة حيث يجتمع بواحد أوأكثر من حكمائها البارزين. ولكن، من غير المعروف عنه أنه يقرض الشعر. ولذلك جاءت أناشيده شبه مفاجأة حتى للمقربين منه.
أما لماذا اختار جنبلاط أن يعبر عن وجده وعن رؤاه بالشعر الموزون زالمنثور، على ما في ذلك التعبير من مشقة بالغة، فعلم ذلك عنده. ولعله رأى مثلما رأى بعض المتصوفة العرب وغير العرب أن الشعر بما فيه من عذوبة الإيقاع وشفافية الصورة هو الأليق بالنفس عندما تحدث عن معاناتها في التدرج من المحدود إلى المطلق، أو عندما تخاطب ذلك المطلق.
كمال جنبلاط يعتني بحديقة منزله
كمال جنبلاط يعتني بحديقة منزله
ولتعلم فداحة المشقة التي كادبها جنبلاط عندما حاصر نفسه في التعبير الشعري ما عليك إلا أن تعود إلى الشروح النثرية الكثيرة التي أثقل بها هذه المجموعة من أناشيده. ثم ما عليك إلا أن تتوقف عند الأبيات التي فيها يصدم الخليل بن أحمد بتكسير أوزانه. وهو يصر على أن يبقى المكسور مسكوراً وحتى وإن كان من السهل جبر كسره. وعذره في ذلك أن البيت المكسور جاءه في تك الصورة لا في غيرها. فكأنه التنزيل.
وكيفما كان الأمر، وصرف النظر عن الشكليات، فالمهم أنك في هذه المجوعة أمام مولود جديد لا يسعك إلا أن ترحب به أجمل الترحيب. وحسبك أن اسمه (فرح) وأنه يطل عليك في دنيا كلها قلق وتشويش وكدر.
ذلك المولود تمخضت عنه تفس تواقة إلى المعرفة – معرفة الحق الذي يحرر من كل قيد، حتى من الموت. لكنها لاقت في مخاضها أشد العذاب قبل أن تهتدي إلى السرمدي في دنيا البدايات والنهايات أو إلى المطلق في دنيا النسبة، أو إلى الواحد الأحد في ازدواجية الخير والشر وسائر المتناقضات.
غرفة كمال جنبلاط في مرستي الشوف
غرفة كمال جنبلاط في مرستي الشوف
فلا عجب أن يغمرها الفرح الأكبر – الفرح الذي لا يوصف – عندما انتهت من تطوافها المضني في ظلمات الأشباح والأخيلة المحسوسة إلى المعرفة التي تتخطى حدود المحسوسات.
ثم لا عجب، عندما شاقت تلك النفس وصف ما لاقته في تطوافها، أنت تراها وجهاً لوجه أمام عقبة كأداة هي عقبة لغة. فاللغة، مهما اتسعت ودقت، لا تعدو كونها مجموعة رموز. فكيف بتلك الرموز إذا أنت حملتها من المعاني فوق ما وضعت في الأصلي للدلالة عليه؟
إنها لتغدو إذ ذلك وكأنها طلاسم في طلاسم.
ويقيني أن الكثير مما في هذه الأناشيد سيبدو لك طلاسم، إلا إذا كنت قد مررت بمثل ما مر به صاحبها من وجع المخاض وغبطة الوضع. ويقيني كذلك أنك ستتوقف طويلاً، مثلما توقفت عند أكثر من صورة وفكرة وبارقة.
وستحس مثلما أحسست، أن الروح الذي يطل عليك من هذه الصفحات المثقلة بالرمز هي روح متعطش إلى الإنعتاق، إلى المشاهدة، إلى بلوغ نقطة الدائرة النورانية التي يستطيع عندها أن يجهر وكله فرح، بحقيقته وحقيقتك:
“أنت أنا يا أخي.
أنت هذا الكون بحقيقته.
أنت وجه الرحمن.”
ميخائيل نعيمة
  • من قصائده:

*الموت المستحيل

أموتُ، ولا أموتُ، فلا أبالي
فهذا العمر من نسج الخيال
هي الأيام تجري في دمانا
أم الحق المكوّن ألف حال؟
كأن الشيء سفر قد تبدّى
وقام الشفّع من وتر التعالي (1)
وكان الفرق حسّاً لا حقيقياً
وكان الأصل كلاً في الوصال
وكان الحب من أنس وجن
هو الشوق القديم إلى المثال
لقد لطف الأديم فصار حقاً
وقد كثف الحقيق في الجبال
وجيم الخمر عنقود تراءى
بروح الراح في أوج الدوالي
كتبها في 25 تشرين الأول – أوكتوبر 1973 قبل بداية الحرب الأهلية في لبنان
1- الوتر: الشفع.. والشفع: الزوج
المعلم الكبير كمال جنبلاط
المعلم الكبير كمال جنبلاط

* قوارير النور:

هذا النعيم
ينسكب عليّ
من قوارير النور
في السماروات العلى
– سماروات عقلي-
وأفلاك المقادير
تجري في خيال أفكاري
وفي مسارا ت أفعالي،
ولا تمسّني
ولا تحجزني
ولا تقيّدني (1)
ألعب في مراقب الحلق
لعبة الألوهة
في مشاركة الإبداع
قبل أن يتجلّى
نوراً وعقلاً ومادة
ثم هدياً سريعاً
في مرايا خلقه (2)
كمال جنبلاط يستقبل الزعيم الهندي جواهر لآل نهرو في مطار بيروت الدولي
كمال جنبلاط يستقبل الزعيم الهندي جواهر لآل نهرو في مطار بيروت الدولي
مولاي، أدر مرآة وجودي نحوك
لكي لا يعود يبصرك أحد سواك
ولكي يزول ظل الضمير
من أنا اسمي، المتطلعة
إلى أعراف مجدك.
1- هي وجهة الشاهد العارف: وهو على كل شيء شهيد.
2- هي مرتبة الوعي قبل أن يتصور ويتشكل ويتعدد في الأفكار والعواطف والصور الحيّة.

* في بهاء الشموع

هذه الشموع، أرلها
فالنور من ناره ينسكب
في بهار الوجود
في نعيم اليقظة
ألف فراشة
من فراشات عقلي (1)
تحوم
تدور
حول نار المجوس
حول نار الحق
لا تحجب عني
في معراجك
رؤية دموع الشمع (2)
وهي تصطلي في جناب الرحمن
هي قطعة من صبا وجدي
من شآبيب بصيرة لروح
تبكي على ما مر من الأزمنة
ونعاقب الأدوار
فبل أن يتسنى لها
أن تعود اليك
لتمحي، وتتجدد
في زمزمة نار مجوس وجودك
في يقظة الكينونة المحض.
مولاي، دنياك هذه
هي من حلم نفسي
ومن حصيد أيامي ولبسي،
أحرقني وإياها
في معراج براق قدسك
واطفيء الشموع
فلا يرى أحد غيرك
في بهائك!
1- هي الأفكار والخواطر والعواطف
2- لأن المتعبد المحب كثيراً ما يرغب في أن يبقى على غرض حيه منفصلاً عن ذاته، عوض أن يتوحد في ذلك الحب.. أي على حد تعبير راكريشنا، يريد أن يبقى يتذوق السكر ولا يصبح هو ذته السكر.
كمال جنبلاط وغرفته الخاصة في المختارة
كمال جنبلاط وغرفته الخاصة في المختارة

*فرح

أشم النسيم ولا رأتوي
كأن النسيم مياه الحياة
أشم النسيم ولا أرتوي كأن النسيم عبير الأزل
شهود Darshan
إيه يا طلعة المهيب،
يا نجوماً بلا قمر
لا أبلي إذا الشموس تغيب
ان في نفسي بهجة السحر
يبرز الحب آية في الجلال
ويحيط الآمال من كل طيب
أرقت الليل طلعة المهيب
يا نجوماً بلا قمر (1)
كتبها في 28 كانون الثاني – يناير 1963
1- هذه الأبيات وردت على ذهني في الصباح، وكنت بين نائم وصاح، على وشك أن أفيق، ولم أحفظ منها إلا بعض هذه الأبيات، وسها غيرها عن بالي، وأكملت يعضها بعد الصحو.
كمال جنبلاط مع الرئيس فؤاد شهاب
كمال جنبلاط مع الرئيس فؤاد شهاب

* الطريق اليه هو أن تنسى الطريق

أبيت فوق السحاب
فموطني في الغيوم
وشعلتي لا ترى
ونور عقلي يدوم (1)
وكم أوقظت، في الكرى
عين لحبي تروم (2)
وكم حكى ما جرى
أطياف من حلم بهيم.
وفوق بيتي العتيق (3)
بنيت بيت الحرم
لكي يوفِّي الصديق (4)
محجّبة من أرم
وينسى الحجاب الرقيق (5)
ويجتاز سور العدم.
فينسى المسافر
وينسى الطريق
ويستحم في النور
بعد القمم.
كمال جنبلاط مع عبد الناصر
كمال جنبلاط مع عبد الناصر
1- نور العقل هو الوعي الذي لا يبدأ ولا يزول
2- دلالة إلى أن النون العميق يتحول إلى مشاهدة
3- البيت العتيق هو رمز لبيت التوحيد وفق المفاهيم التوحيدية الدرزية. أس سترت توحيدي المحض بالضريعة الظاهرة.
4- الصديق أي الصديق.. وتوفيه المحجة من أرم أي منذ تسبسب الولادات والميتات والأقمصة البشرية عبر التقمصات.
5- وهو التوحد الخاطيء بالجسد وبالفكر.
نمضي هكذا
ويمضي كل شأن (1)
وضيوف الزمان عيون لها تنظر (2)
ويمتطي جوادنا الغيم
ويحيط بدنيا الشموس
يلتهم الشعاع في جريه
نحو القرص الذهبي
مسكن الروح
بعد اعتمارها بالحق (3)
ها نحن جلسنا
إلى شاطيء بحر الحقيقة
نفرغ منه، في نفوسنا
أبارق الزلال من نوره،
فنرتوي من ضياء ذواتنا.
ثم ندنو من الجلال
فينفطر الجمال
في محاسن الربيع الإلهي الدائم
فوق أقمصة أجسادنا المشتعلة (4)
آه من النو
كم تغفو عليه ألف حكاية للنجوم،
وكم أسطورة
للشموس الغاربة
تروي تطلّقع الأولياء الأبطال
إلى مرتقى العقل وعروج السراط
ووحدة الوجود القدسي
في غيبة الوجود الظاهر.
كتبها في 18 كانون الأول – ديسمبر 1966
1- كل شيء هو فان، هو محض مظهر متبدل متغير.
2- جميع الكائنات هي ضيوف الزمان، لأنه لولا الزمنان لما كانت.. ترتفع فيه وفيه تزول.
3- وفق قول الأوبانيشاد: “هذا الذي تراه في الشمس هو أنا”، والشكس هنا أي القرص الذهبي هو الحق.
4- كب شيء بما فيه جسدنا وفكرنا هو مصنوع من طاقة نوره.. وهو ما يتفق مع وحدة طاقة الوجود وفراغ الظواهر من محتواها كما أبرزها العلم الحديث.
كمال جنبلاط وابنه وليد جنبلاط
كمال جنبلاط وابنه وليد جنبلاط

*أهازيج الرعود

أهازيج الرعود
تبكي في فراغ قلبي
وتققعقع في عظامي السود
ثم يطويها ظلام الصمت
إلى أن يعود
ذاك الوميض
من لهب قدّاح الغيوم
وقد عبّاتها قدرة الأسطاير
وأطلقتها خيوطاً من نار ونور
تصل الأرض بالسماء
تصل السحاب بالسحاب
فيما يهطل المطر كما لو كانت أصابع الجن
تضرب على نواقيس نوافذ غرفتي وبابي
وهذه الوصلات من المياه
المتنزلة
بين الفضاء والأديم
وهذه الحجارة الصغيرة البيضاء
من مقالع خبيبات الماء
المتجمد في سماءه
وهذه الغبار من قطن الغيوم المندوف
أي ساحر يلعب بالهواء، فيطويه ثم ينشره
ثم ينثره،
ثم يحمّله الطارقات،
السابحات من بحاره، إلى جبال
أوتاد أثيره
حيث يتساقط الهباء المنثور من جديد
والسائل المسجور (1)
فتجري الأنهار مهرولة
في اشتياق العودة إلى البحار
التي منها ارتقع هيامها للجولان في أثيره
وللتوحد بالجبال البيضاء المتحفزة حين انهماره
وإذ تنوعب المثل في الإبداع
وتعدد الأحد في الآحاد
عاد الشوق إلى الوحدة يكوي الألماس
المتألق في النور
من حبيباته
فها هي تعود فتنصبّ
وتضيع في مياه البحار
فاقدة الإسم والشكل (2)
تقودها اليه الوديان
تضيع
في صخب للأمواج
يطوي أقاصيص ملاحم مجاري السواقي
التي روتها الأشجار
من ينبوعها إلى موضع انسكابها
وفناء الماء بمائه
في استقرار المياه
في الصمت
“كالماء الزلال، الذي ينسكب  في ماء زلال
يبقى هو ذاته
كذلك الروح، يا (غوتما)
روح الزاهد الذي توصّل
إلى المعرفة.” (3)
كتبها في المختارة في 7 كانون الأول 1966
1- المسجور أي المنتشر في نظامه
2- على حد تعبير الأوبانيشاد: كالسواقي تجري وتضمحل في البحار الواسعة، فاقدة الإسم والشكل، كذلك الذي يعرف الحقيقة يتوصل/ نحرراً من الإسم والشكل، إلى الكائن الحي الذي هو أرفع من كل رفيع.
3- قول الأوبانيشاد
كمال جنبلاط يستقبل الزعيم الهندي جواهر لآل نهرو في مطار بيروت الدولي
كمال جنبلاط يستقبل الزعيم الهندي جواهر لآل نهرو في مطار بيروت الدولي

*دار القمر على بيتي وغاب

دار القمر على بيتي
وكان في الدير (1)
رهبان
فصعدت صلاتهم
الي
من خلال تدفق موج
نوره
وفي هضبات بيت للدين (2)
بناه الشيوخ
أرباب العقول الشامخة
في تطلعها إلى وجه الحق
دقت أجراس أعراس الشهود
من على مآذن أقفئدة قلوبهم (3)
هنا الطقوس الوردية، على غرار المسيحيين (4)
في قفار اليهودية
وهناك العروس (5)
عروس الوجود
تنجلي في رؤية الزمان
أمام صمت العقول
وبهاء جمال الدنيا والآخرة
دار القمر واستدار
في العمامة البيضاء
وفي تقدمة الخبر
رمز الوحدة الجوهرية (6)
آه، لو كانوا يعفرون
في ما يتعدى الأديان
وفي رقصة الحق في فرح التكوين
في بهجة الولادة
في بيوت الله
أي في قلوب المؤمنين
دار القمر فوق بيتي وغاب
دار القمر وغاب في أفق شمس الحق
كتبها في 18 كانون الأول – ديسمبر 1966
1- يقولون أن أصل دير القمر هو دار القمر. وجاءت هذه القصيدة على طريق دير القمر قبل وصولنا إليها بقليل من الدامور – كفرحيم
2- بيت الدين هي في الأصل قرية للدروز بنى فيها المشائخ المجالس والخلوات، وكانت جزءاً من كفرنبرخ
3- هو تعبير ورد في حكمة الموحدين الدروز
4- أي في دير القمر
5- أي في مقابلها، في بيت الدين، ويشبه الموحودون الإبداع بالعروس التي تتجلى في نورها، فكل شيء هي هو.
6- وحدة الوجود الذي منه انفطر وصنع وجبل كل شيء أي من نوره.
هكذا كان كمال جنبلاط متواضعاً
هكذا كان كمال جنبلاط متواضعاً

*نتسلق الشعاع

في هذه الدنيا مرار (1)
تطويها الحياة، ثم يطويها الفرح، ثم الكدر
وفي عنقنا ألف طاحون (2)
يشدنا إلى أعماق كهوف البحر الصامتة
حيث يلعب الجن لعبة الإختفاء والظهور
ولكن قدرنا أقوى من مياه الطواحين
ومن عتمة الكهوف، ومن مهاوي البحار:
فها نحن، في كل حين،
نمشي فوق السحاب
وتتسلق الشعاع الفضي
إلى موطن القمر
هذا الخلاص الأبدي
جاء به سيد الخلاص
يوم استضاف عقلنا نوره
ورفع محبتنا إلى مستوى نعمته.
آه من رقدة على غبار ترابية قدميه
تشع ذرتها نوراً
في قلوب الخاشعين الصامتين
في وهج الحق
في الطريق إلى المختارة في 18 كانون الأول 1966 
1- جمع مرة أي المر في الحياة
2- يرمز إلى قول الإنجيل: الأفضل أن يربط في عنقك طاحون من أن تجر أحدهم إلى التجربة.
3- الحكيم
4- أي وعياً
كمال جنبلاط مع الملك الحسن الثاني في المغرب
كمال جنبلاط مع الملك الحسن الثاني في المغرب

*ربيع توبة القلب

هذه السواقي مولاي
– سيلان جلد زمهرير الأثير-
تنحدر في الخيال
كأنها الكوثر الموعود – كوثر الإبداع-
يجري من الأصول
يهدر في الأعماق
في فرحة التكوين
يحتوي الإخضرار
واستنارة عين الحياة
بالحركة (1)
وفيه ألف صورة وصورة مطوية
“وجعلنا من الماء كل شيء حي
“وجعلنا من نور الحق كل شي حياً”
وأقمصتنا الشحمانية
من الماء الأجاج ارتفعت،
وهو لا يزال ليجري في العروق
يذكّرنا – في عروقنا-
بأننا من البحر، كالأمواج، اقتطعنا
فلا يفارقنا الحنين إلى مياة أمواجه
واصطحابه، وهدأة الأعماق في الأعماق (2)
هو التذكّر الأفلاطون.. (3)
فسبحان هذا الكائن الحي الأول
الذي احتوت قميصه مياه البحار
قبيل انفصاله عنها
وتربعه في الهواء الطلق
في شهود النجوم
في شهود ذاته
وقد ارتسمت كلها (4)
في طيات خلايا دماغه:
سماء النجوم في سماء عقله تضيء..
وفوق شواطى الوجود
يزهو الربيع
وفينا يزهو ربيع الحياة
وتهب الزهور
من بذور أفكارنا وآمالنا (5)
تتفيّح
وهذا الوشاح
من ندى ونور
يقطر في خلدي
ينساب من قارورة الطيب
وينجلي كالعروس (6)
ويهبط ويتوزع، ويتفرع ويتنوع (7)
أو كأنه صبا الوجود إلى الكينونة ذاتها
ثم تنكشف أكنتّه الروح
قبل أن يعبق بها بخور الصلاة
وتنبت فيها بروق التأمل
فيهب العقل الأرفع ليلتقي بالحبيب (8)
في مروج الوعي الظاهر
– في مروج الذهب-
ويتعطّر
بأريج الحياة السرمدية
الحياة حق وحب
أيهما تبغي، فأنت في الطريق
لا تتوقف عن نفسك
النفس حجاب
فاخلعه في نور ذاتك (9)
هل الشمس التي تدور
في عناية الفلك
أو في فلك العناية (10)
فتسجد ركعة الصلاة الكاملة
كل ليل ونها
هل هي تبطيء خطوها
لتنظر إلى الزهور
ولتشهد الأنهار
في بكور جريانها الدائم
وليكتحل شعاعها بتفتُّق البراعم
ولتتمتع بتألق الندى
وهدير البحار، وتأويب الجبال
وتصور الخيالات (11)
لا إله إلا الحق، ولا وجود إلا هو.
وهل الأرض سوى ذرة
تدور في أفق الحق الواسع
يحتويها، وهي تحج إليه
وكل جزء منها يدور، وكل ذرة تدور
وهل يطوف أحد إلا حول محراب  أحديّة ذاته (12)
فامش معي في صلاة الهنود
لندور حول مقام الحكيم
فيجذبنا إليه
الثقل الجوهري لإستقراره في النعيم
في قرص شمس ذاته
طف معي، يا أخي
كما تدور الأفلاك
حول البيت العتيق (13)
مكة الحق
حجرة الشمس الحقسقية
التي لا تغرب عن وجود الإنسان (14)
وان هام على وجهه
في التنوع
في الجهل
هذا هو حجمك
وهذه هي قبلتك
في القديم عبدوا الشمس
ولكنهم كانوا، كلما يلتفتون إلى صميمهم
يعبدون نورك فيهم
فحاشا للأصنام
أن تتداخل
بين شغاف القلب
وفؤادة
ولا يعبد الإنسان
بدون صنك
ولا يعبد الصنم (16)
واسجد وإياي في صلاة المتصوفة المسلمين
وفي استشراف سورة النورعندما يعلو لهب الشعلة
في المشكاة
في معراج فؤاد نور زجاجه
فيتألق الكون
“كوكباً درياً”
في مشكاة زيت الحكمة
من أصل زيتونة لا شرقية ولا غربي
– والحكمة ليس لها وطن-
وينجلي الحق في صوره:
“فيكاد زيتها يضيء”
زلز لم يمسه نار – نور على نور
وها هي الكينونة الظاهرة
قد تعرّت أمامنا وقينا
من نسيج الحواس
-نلقي شباكه عليها-
فبدت عروس الوجود
كما هي، وكما كانت، وكما ستكون
في بتول أزلها
لم تتنزل
في غلاف الباطن وفي ملابس الظاهرة
تسطع كالقيوم
في فوران أكواب خمره
اذا سكبت
سيّان عندما تسكب في الأقداح
بقيت
أو تبقى في دنِّها
تحكي حكاية الزجاج
الذي يتخذ دائماً
لون شرابه
كمال جنبلاط ويبدو الاكاديمي السوفياتي بلوخين يقلده وسام لينين للسلام في قصر الاونيسكو في بيروت
كمال جنبلاط ويبدو الاكاديمي السوفياتي بلوخين يقلده وسام لينين للسلام في قصر الاونيسكو في بيروت
ولنرفع مع النصارى
قربان الوجود
هذا القرص البدر
في يدي الكهان
في يدي المسيح الحقيقي
العقل الأرفع
-كاهن الكون-
كما كان المصريون القدماء
يكرّمونه عند الفجر (17)
رمز وحدة الوجود
روحاً ومادة
رمز وحدة الحياة
في كل شيء
“أنا وأبي واحد”
“أنا نور العالم”
رمز قرص دائرة الشموس
التي، في صميمهم
تتألق
القرص ليس بين أيديهم
ولا في السماوات العلي
بل عو الوعي=النور
– في صميم كيانهم-
“وفي حجاب العقل
على الدوام، يسطع” (18)
“وكل شيء في نوره
يلمع من بعده” (19)
ولنعرج في صلاة أخواني
أبناء التوحيد، “أهل الحق” (20)
– وهم فرع من أصل فيّوم-
وفي هجعات شهودهمعندما يتسلق فيهم العقل الأرفع
حدود التكوين
– أي حدود نور الوجود في تجلّيه الظاهر-
حدود الهيولي الأولى (21)
المتدرجة، اليهم، وفيهم، في شجرة تكوين الإبداع
عقلاً، ثم نفساً ثم كلمة
ثم سابقاً، فتالياً
ثم جداً وفتحاً
ثم خيالاً، أي تخيّلاً لكل هذه الظواهر (22)
فيلقون الحق في شهود ذواتهم لذاتهم
فتضمحل الذوات
فلم يكن في المنزل
أحد سواه
حنانيك مولاي
افرغ قطرة
من كأس جوهر شرابك
واطلق فبساً من شعلة قدسك (23)
لكي نرتوي
ولكي يخف بنا ثقل التراب (24)
فندخل في الموت الحقيقي (25)
الذي هو اشراق نور الحياة
بل هو قيامة الأبرار
– جميعهم-
فيّ
في هودج شهودك (26)
ربيعنا يمضي مع الفصول
أما ذاك الربيع
فلا تبصره العيون
ولا تغمض عنه جفون العقل
ولا تغرب فيه شمس الأزل
هو ربيعك مولاي
وليس روحي سوى زهرة
تفتقت من التراب
في مسيرة ربيع أقدامك..
كمال جنبلاط في يوغوسلافيا مجتمعا بالرئيس اليوغوسلافي الماريشال تيتو بحضور شخصيات
كمال جنبلاط في يوغوسلافيا مجتمعا بالرئيس اليوغوسلافي الماريشال تيتو بحضور شخصيات
1- عين الحياة أي الدرة الهيولانية الفريدة الأولى وفق التعبير العلمي، ونقطة النور وفق التعبير التوحيدي الدرزي (راجع كتاب النقط والدوائر للشيخ عبد الغفار تقي الدين.) وهذه الذرة الأولى البسيطة أو نقطة النور هذه كانت مجرد طاقة. فلما تجلت فيها الحركة كان الإبداع. وانفجرت الذرة الأولى وكانت منها السدم والمجرات والنجوم والكواكب. ولذا لا تزال بعض السدم والمجرات تبتعد عنا في اللانهاية بسرعة تتجاوز أحياناً سرعة الضوء. راجع نظرية لوماتر.
2- هي الحقيقة التي ترويها لنا قصة الحياة في الماء المالح الذي يجري به الدم في عروقنا. كتاب (رحلو طويلة) لكاتبه ليزلي L’Immesne Voyage par Leisely
3- هو وجه من نظرية التذكر لدى أفلاطون للدلالة والتعبير على المعنى الذي كان يقصده الحكيم اليوناني وهو تذكرنا للحق الذي اشتققنا منه وانبثقنا من نوره
4- أي ارتسمت جميع النجوم في طيات خلايا دماغه، وفي ذلك اشارة إلى الدهش الذي استولى على بعض كبار العلماء السوفيات عندما وضعوا خارطة للدماغ البشري، فظهرت لهم علائق الخلايا السوداء النخاعية تماماً على شاكلة ارتباط النجوم في السماء بالأبراج والصور المعروفة وخصوصاً في سديم درب التبانة (راجع أسرار وحكمة الجسد) للدكتور سلمانوف ص: 161
5- لأن، الأشكال والألوان هي أشكال مرتبطة بحس البصر، وبالتالي بالفكر الذي يدرك عملية الإبصار، أي هو الأحمر أو الأخضر أو أي لون آخر في حقيقة الأشياء. هو مجرد تذبذب من نوع معين أي حركة. أي هو شعورنا بالنور الذي يضيء المحسوسات – نور الشمس أو القمر والنجوم – انه لا شك حس سبجيكيتفي محض، وكذلك بالنسبة للصوت والحرارة والبرودة.
6- رمزاً إلى المثال التشبيهي بحكاية الإبداع في بعض الكتب التوحيدية الدرزية، اذ تنجلي أو تتجلى العروس الإلهية في عرس جمالها أي ابداعها. (سجل الاكسوار والأدوار)
7- التناقض الأولي بين النور والظلمة، بين السكون والحركة، بين الإيجابية والسلبية، يتفاعل ثم ينزل ويتنوع تناقضات لا تحصى في سلم تحقق الإبداع من البسيط وثم إلى الكثيف، على حد تعبير أحد كبار الصوفيين: “ان الحق ابدع الخلق من أصل هو عينه، كالحبة الواحدة تخرج منها الحبوب) ابن عربي.
8- الواسطة والأداة للعودة من حيث تنزل الكائن هو العقل الأرفع، وهو امتداد للوعي الجوهري اللدني فينا
9- “انسلخت عن نفسي كما تنسلخ الحية عن قشرتها، فوجدتني، فماذا أنا هو”.. (أبو يزيد البسطاني)
10- الفلك: السفينة. والفلك مدار النجوم والكواكب.
11- ما من شي بحد ذاته يتعلق بالشيء الآخر في المعنى الصحيح والأخير للكلمة.. في الحقيقة نحن الشاهد لا أكثر، وقد تمثل في كائناته قوله: :”وهو على كل شيء شهيد”.. أما الإرتباط والتعلق الحقيقي قهو بذات الوجود انطلاقاً من كل غرض أو كائن.
12-الكل يتوق إلى العودة من الأثينية إلى الأحدية. ولذا كان مطلب الوحدة على الصعيد الشخصي أو الإجتماعي أو القومي أو الإنساني، هو مطلب كل كائن – هذا طبعاً على صعيد آخر.
13- بيت التوحيد
14- لأن شمس الحق هي قيومية تنير أعمالنا وأفكارنا وعواطفنا ولكنها لا تشترك فيها
15- في مصر والهند وأميركا وسواها.
16- كلمة جوردناثن
17- اشارة إلى المماثلة في التعبير عن نور الوجود: القربان والشمس.
18- تعبير للحكيم الهندي شري شنكارا
19- من قول الأوبانيشاد
20- وردت هذه التسمية في رسالة الهند الموجهة من الحكيم سومر بن رجبال في (ملتان) من أعمال السند إلى القاهرة الفاطمية.
21- هي المادة الأولى للتكوين التي ليس لها شكل ولكنها ستنبثق عنها جميع الأشكال وصالور
22- هذا هو التفسير الحقيقي، في اعتقادي، لتنزل الكون في الإبداع. فالحدود ليست هي حدود الله الذي ليس له حدود، بل هي حدود هولي التكوين
23- أي من العقل الأرفع الذي هو أداة معرفة الحق وفق تعبير شقراط وجميع الحكماء قبله وبعده.
24- ثقل التوحد الخاطيء مع الجسد، مع الفكر
25- موت الأنا الفردية الظاهرة التي لا وجود لها في الحقيقة إلا في وهم تصورنا.
26- كل الكون ينعتق بانعتاق الحكيم.
كمال جنبلاط يعتني بحديقة منزله
كمال جنبلاط يعتني بحديقة منزله

*راحة وماهة

غداً ستمر القواف
ولن أرى بينها هودج قافلة الحبيب
غداً سأرى النوق والكثيبان تتصور
تقرب تحدو
وتنعكس أشكالها ووجوهما
في مياه بردي والفرات ودجلة والنيل
ونهر الغانج واليمونة والبامبا
وفي السراب
غداً ستتنزّل تلك الأحاجي
من سماء عقد السر
في النفوس
وستفكه رموز الأساطير (1)
وسأدرك الألغاز في حكاية الآلهة
المعاصرين والقدماء
وفي تصورات العقل عند البدائيين (2)
وفي حروف كلم البشر. (3)
ثم يعتلي بي الهودج
ويتلعثم في الأسطورة
عندما نقترب من خيام الحبيب
هناك الروح والريحان والطيب
أتنشّقها مع نسائم الحياة
مع شذى ظل الربيع
عندما تمر الريح
على جني النحل – العابث بزهره-
فهي بنا من موطن الغربة
حيث نصطلي إلى نار الشهود
ولندخل إلى نور الهجير
في عنفوان وديمومة أضرامه:
تلك النار ستأكلنا
ولن تبقي على شيء منا
ولكننا نحن أيضاً سنلتهم اللهب
“وأينما تولوا وجوهكم ثثم وجه الله”
به نحيا
وسنعبر جسور الولادة والموت
ونبقى مع الدهر
نمارس طقوس زردشت
المجوسي المحترق بشعلة ناره
رب اغفر لنا من جحيم نارك
فجنتك هي جحيم الفداء
“النار الموقدة في الأفئدة” (4)
وجنّبنا الإنزلاق بحبنا
في فراغ الحب:
حبنا لسواك!
1- الأساطير الميثولوجية وضعت لترشد إلى الحقيقة الأخيرة من خلال نهج الحكاية.
2- تصور البدائيين للكينونة وحدة لا تتجزأ (مفهوم المانا عندهم)
3- الكلمة هي حفيدة المعرفة فينا، وفق تعبير الحكيم رمانا مهاريش تولد من الفكر والفكر من الأنا الظاهرة من المعرفة التي هي جوهر الذات الحقيقية.
4- تعبير توحيدي درزي: هو العقل الأرفع في كل نفس.
كمال جنبلاط وابنه الوليد الذي أصبح رئيساً للحزب بعد اغتيال المعلم
كمال جنبلاط وابنه الوليد الذي أصبح رئيساً للحزب بعد اغتيال المعلم

*في دروب الشمس

وهذه نار الخرافات (1)
– يخوفون بها الأولاد-
تهب مضرمة في النفوس
حبيبات الأفئدة
فارم بذاتك في أتون النار الجوهرية
النار الموقدة منذ الأزل (2)
لعلك تنجو
ولعلك لا تعود
عن مشرق الشمس
تغيب:
– تغيب في الفكر-
– تغيب في الحواس
تنعدم في الجسد
هذا القرص الذهبي اللامع
في ثنايا طلمة الخيال
وفي مرتقيات التواجد
هو كالصورة الدائرة البيضاء
التي يبتلعها المتطهرون بالماء
من أبناء عيسى
رمزاً لوحدة الوعي
لوحدتهم في الحقيقة
– لو يعلمون-
هذا القرس للشمس الجوهرية
كما تعبّدها آخن آتون
وكما كان يرتقبها هرمس ذو الثلاث شعب
من فوق المسلة
– التي اقتطعا من شعاع للهاء- منذ أكثر من خمسين قرناً-
– وكما ينتظرها الموحدون الدروز العاررفون-
يتصعّد من أفق صفاء صحارى الفكر
بعد رقدة الخيال
وذوب الشعور
والتفاته الذات للذات
في الحب الجاذب الشغوف
وهل كنا ننجذب إلى رؤية الكواكب والشموس
لو لم تكن دلالة على الصنع الأول
المتكشف المتجلّي
من نوره اللدني
رب ارحم العابدين
وهج البهاء – أمثالنا-
في قرص جلال شمسك
واجعلنا نسير
في دروب الشعاع
إلى أن نحظى بقوميو الشمس
في أزل أحديتها
في ذاتها، المنيرة
في محراب ذواتنا.
1- أي الحجيم
2- نار الحق
كمال جنبلاط في الصين مصافحا رئيس الوزراء الصيني شو ان لاي
كمال جنبلاط في الصين مصافحا رئيس الوزراء الصيني شو ان لاي

*غداً

غداً، ستمر الرياح الهوج
في بيتي
وتهدم الأثاقل من فوق كتفي
غداً ستسير الخيول الحمر
في الربوع
ويرتوي الباشق من دم العصفور (1)
في ثورة الأحرار
غداً، سأكون ملتحفاً رداء الأرض
وينزل المطر علي
على جسدلا الملهوف الذي ينبري
في حصيد الغاب
اقحواناً وزنبق
ثم تأتي الدوالي العوج
فتغرق خمرها من دمي المحرور
ومن وجنتيّ
آه لسكر خمر الشباب
وعثرة الخيول
في مراكب البطولة
آه للزمرير
يطوي الأسارير
في عتمة رؤية العشاق
وانبلاج شهود العروس الأزلية
في مسابح الآلهة
في 18 كانون الثاني – ينانير 1966 في الطريق إلى المختارة مساءاً مع وليد
1- للدلالة على أن كل ثورة تنطوي على بعض الظلم ويذهب ضحيتها الأبرياء أي العصفور.

 

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار