ارتفع سعر النفط الخام (WTI) بنسبة 1.46٪ أمس بعد ارتداده من أدنى مستوى يومي عند 77.33 دولار وفي بداية تعاملات اليوم الخميس استأنف الارتفاع ليستقر حالياً بالقرب من 79.90 دولار. بعد ارتفاع حدة المخاطر الجيوسياسية والتهديدات بانخفاض المعروض، كما تجد أسعار النفط دعم من التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ دورة التيسير خلال هذا العام.
ومع ذلك يبقى اتجاه السعر متبايناً، حيث رفعت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي التي جاءت أكثر من المتوقع مخاوف للمستثمرين فيما يتعلق بقدرة الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في يونيو. فتماسك مؤشراS&P 500 وNasdaq بالقرب من مستويات قياسية، حيث ساعدت أسهم الطاقة في تخفيف الخسائر في مؤشرS&P500 مع انخفاض أسهم التكنولوجيا. كما انتعش مؤشر الدولار مع تسارع عمليات بيع سندات الخزانة الأمريكية.
ومن وجهة نظري ينصب التركيز اليوم على أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية وبيانات التضخم في أسعار المنتجين. فمن المتوقع أن تنتعش مبيعات التجزئة بعد قراءة ضعيفة نسبيا في يناير، في حين من المتوقع أن ترتفع أسعار المنتجين في فبراير، مدعومة بارتفاع أسعار الطاقة. وأتوقع أن تؤدي مبيعات التجزئة المرتفعة وبيانات مؤشر أسعار المنتجين المرتفع إلى تخفيف توقعات خفض سعر الفائدة الفيدرالية، ودعم المزيد من الارتفاع في عوائد سندات الولايات المتحدة والدولار، وتحفيز التصحيح الهبوطي في أسواق الأسهم الأمريكية.
وأعتقد أن أسعار النفط، تتمتع حالياً بضغط إيجابي خاصة بعد أن أكدت البيانات انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بمقدار 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، وبعد أن هاجمت أوكرانيا مصافي النفط الروسية الكبرى بطائرات بدون طيار وألحقت أضرارًا بحوالي 12٪ من قدرة معالجة النفط فيها. فاختبر برميل الخام الأمريكي مستوى 80 دولار. ومن الممكن تصفية المراكز القريبة من 80 دولار بسبب تصاعد التوترات، لكنني أشك في أن سعر النفط الخام سيشهد ارتفاعًا مستدامًا فوق هذا المستوى خاصة عندما تختفي آثار التوترات الجيوسياسية من العناوين الرئيسية. أيضاً هناك مقاومة قوية ضمن نطاق 80/82 دولارًا للبرميل في المدى القريب والمتوسط.
أيضاً واصلت الأسهم الأوروبية مكاسبها وسجلت مستوى قياسيا جديدا حيث قادت أسماء شركات الطاقة والسلع الارتفاع يوم أمس. بعد أن كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية(EIA) أن مخزونات النفط الخام من انخفضت بمقدار 1.5 مليون برميل، وأظهرت بيانات أخرى أن مخزونات البنزين انخفضت بنحو ثلاثة أضعاف التقديرات بينما زادت مخزونات الوقود المقطر. فارتفع السعر إلى أعلى مستوى له عند 79.90 دولار لكنه استقر دون مستوى المقاومة بين 80.00 و82.00 دولار.
في الوقت الذي تمسكت فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بتوقعاتها لنمو الطلب على النفط عند 2.25 مليون برميل يوميا في 2024، وهو ما تجاوز توقعات المحللين، وكل هذه العوامل تعزز قوة النفط بطبيعة الحال.أيضاً بمجرد أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيف السياسة، سيتعرض الدولار الأمريكي لضغوط، مما يدعم الاتجاه الصعودي في أسعار النفط في المدى المتوسط والبعيد.