هذا الكلام، ولكثرة ترداده، وتناقله على الألسن، أقنع الجميع تقريباً أن لا حباً في هذا الزمن، وأن الرجال قليل، لكن هل هذا صحيح؟
هذا صحيح، فقط في مخيلة المرأة الوحيدة، وحين تقول لا يوجد حب في هذا الزمن، فحسب التحليل النفسي، معناها أنها تقول: أنا غير قادرة على أن أعيش قصة حب.
إذاً في المرحلة الأولى، نستنتج أن طريقة التعبير عن عجز المرأة، يأتي في بلاد العرب كالعادة ملتوياً، وهذا لا يعني أنها تكذب، لأنها كذابة. هي لا تتعمد النفاق، لكنها لا تجتهد كي تفهم ماذا يجب تقول.
وهؤلاء النساء اللواتي يرددن هذه العبارة “ما بقى في رجال ولا حب” ينقسمن إلى نوعين:

– النوع الأول: وهن غير المرغوبات بهن، أي اللواتي لا يتلقين الإطراء والمديح بشكل دائم، فيعتقدن أنهن غير مرغوبات، وسنلاحظ أنهن يتحدثن كثيراً عن الحظ كالقول “هيدي مسألة حظ”!.
– والنوع الثاني: وهن النسوة اللواتي تعرضن لخيبات كثيرة في علاقاتهن، ومعظمهن من الذكيات، أو الطموحات، أي غير المستسلمات.
هاتان الحالتان من النساء تشكلن 90 بالمائة من البنات المحترمات.
لماذا أتحدث عن البنات المحترمات؟

لأن البنات السيئات حسب وصف المجتع، هن اللواتي لا يبحثن عن حب، بل يبحثن عن رجل يغيرنه حسب الظروف والحاجات والرغبات.
إذاً أتحدث عن الصبايا والسيدات اللواتي يرغبن بعلاقة محترمة ووقورة وممتلئة بالشغف.
هاته النسوة، اللواتي تشكين من انعدام الحب، وعدم توفر الرجل، لا تنتبهن إلى أنهن فقدنا الرغبة بالإهتمام بأنفسهن، ومن لا تهتم بنفسها، فكيف سيهتم بها الآخر.
من لا تقدر جمالها، كيف سيقدره رجل التقته؟ من تغسل وجهها بالصابون ليلاً وتشد شعرها وتنام “طب” شاكية، أو فاقدة الأمل، ومحولة هذا الكون إلى مكان خال من كل فرح، كيف ستكون في الصباح التالي جاهزة للقائه على الطريق غريباً ماراً يبتسم فيرتجف قلبها ويرتبك أمامها؟

هل بإمكان هذه المرأة أن تقدم على الإقل ابتسامة لرجل تلتقيه، وهي نسيت كيف تبتسم؟ (أكثر ما يعشقه الرجل في المرأة هو ابتسامتها)
أقول ذلك لإيماني العلمي، والبحثي، أن المرأة هي التي تجذب الرجل الذي تشاء، ومن تدعي عكس ذلك، فلأنها لم تقرأ أبحاثاَ علمية عميقة وعالمية، ولم تخاطر، ولم تغامر، ولم تجرب.
ولأنني قرأت كثيرا في أبحاث جادة ورصينة اكتشفت التالي:
– كيف أرى نفسي في المرآة كذلك يراني الرجل.
– كيف أسمع رنة صوتي خلال حديثي، هكذا يسمع الرجلُ صوتي.
– كيف ألحظ مشيتي على الطريق، أو في الكوريدور، أو في مكتبي، أو في الشارع، هكذا يلحظها الرجل.

حتى وأنا في مكان عام، حين أفتح حقيبتي لأتناول منها نظاراتي، أو علبة السجائر، كيف أفعل ذلك، فإن الرجل يلحظ فيحبني أو ينفر مني أو قد لا أعني له شيئاً.
إذا كما أكون أنا عليه في شكلي وسلوكي، يراني الرجل من وجهة نظري أنا، وليس من وجهة نظره هو. الرجل أيتها النسوة لا يعرف المرأة، وكبار الفلاسفة الرجال عجزوا عن فهمنا، واعترفوا بذلك، قالوا أن المرأة كائن غير مفهوم، لأن المرأة التي عرفوها فإنما عرفوها من وجهة نظرها هي، وليس من وجهة نظرهم هم.
نحن من عجزناهم، لكن يبدو أننا نسينا.
هل نسيتِ أن طريقة ضحكتكِ هي التي تجلبُ رجلاً أو تبعده.
“عال” ستقولين كيف أضحك؟ كيف أفتح حقيبتي؟ كيف أمشي؟ و”كيفات” كثيرات؟

الرجل يعشق المرأة الشيك جداً، لكن العفوية جداً، وكي تتعلمي كيف تكونين شيك، فهذه مسألة سهلة.
أما كيف ستكونين شيك وعفوية في آن، فالأمر يحتاج إلى تمرينات.
لو جربتِ الآن، إن كنتِ مدخنة مثلاً، وأمسكتِ بعلبة الدخان والولاعة، جربي كيف تفعلي ذلك، واخبري نفسك إذا كان هذا التصرف شيك!
سيكون تقدريك نسبياً طبعًا، لكن هل تعرفين بأن الأمر لا يتعلق بالعلبة والولاعة وبحركة يدك، هل انتبهت لإظافرك مثلاً، لبشرة يدك، لإلتواء عنقك وأنت تمسكين بعلبة السجائر، كيف فتحتِها؟ وأي أصبع استخدمتِ لسحب السيجارة؟ كيف كبستِ على الولاعة؟ هل ضلَّ عنقُك مرتفعاً وأنت تشعليمن السيجارة أم انحنيت؟ هل لاحظتِ حركة شفتيك وأنت تمسكين بهما السيجارة؟ وماذا عن حركة عينيكِ؟.
إذاً الأمر يحتاج إلى تهذيب للحركة، وهذه الشياكة تحتاج إلى تدريبات سرية في البيت.

لا تعتقدي أنكِ وحين تتصرفين بحرية وأنت وحدكِ، لا يبان ذلك أمام الناس مهما حاولتِ أن نستخدمي من مهارات واجتهادات! كي تتصرفي بطريقة لائقة أمامه،عليكِ أن تتخلصي من الإزدواجية في التصرف، لأن الرجل يشعر بأنكِ تؤدين الدور أمامه، يلتقطكِ الرجل بحسه لا بذكائه.
لن أغالي إذا قلت لكِ أن الرجل يستطيع أن يشم رائحتك من شارع إلى شارع، أقصد بكل هذا الإختصار، أن تعيشي حياتك السرية وكأنك عاشقة دائماً وكأنه سيأتي في كل لحظة ويقتحم خلوتكِ.
كوني جميلة وأنيقة وواثقة وساحرة.. تدربي كيف ستكونين كذلك، وسيأتي حبيبك من طي الغيم، وكما تشتهينه تمامًا.
كل هذا الكلام أوجهه لكل اللواتي يعتقدن بأنهن غير مرغوبات، أقول لكن، لا توجد امرأة على وجه الأرض غير مرغوبة، توجد امرأة هي لا ترغب، وبذلك تجعل الآخرين لا يرغبونها، إذًا عليكِ قبل أن تبدأي بتحسين صورتك من أعلى رأسك إلى أخمص قدميك، أن تتعلمي فن الرغبة.
ابدأي منذ الليلة، بترتيب نفسك قبل النوم، نامي في فراشك الفقير أو الوثير، كمثل ملكة، ضعي العطر قبل أن تنامي، واحلمي بالرجل الذي تشائينه، ثقي أنه سيتصل بكِ، أو سيلتقي بكِ، أو ستلتقين أنت به، وسيأتيكِ طالباً ودكِ.
كل ما تفكرين به سيحدث لكِ، وأن اهتزت ثقتك بنفسكِ لحظة، ستؤخرين نجاح العملية، أقترحُ أن تقفي أمام المرآة وأن تنظري إلى كل الأخطاء فيكِ على أنها امتيازات.

حاولي أن تحسني ما أمكن تحسينه، وبأقل سعر ممكن، وبأقل اجتهاد ممكن، الأمر غير مكلفٍ، إلا إذا أردتِ أن تكوني غيركِ، إلا إذا اعتقدت أن فلانة مرغوبة لأنها هي على الشكل الذي هي عليه! (هذا غير صحيح.. هي مرغوبة لأنها تملك سرها.. هل تملكين سركِ).
اذاً الحب موجود، والرجل موجود، لكن هل أنتِ موجودة بمعنى جاهزة؟
هل ترغبين بأن ترغبي؟
المسألة بين يديك وأنت سيدتُها.

وأما الصنف الثاني من النساء واللواتي يعشن خيبات وفقدن الأمل أو بدأن يشعرن أن الرجل مبعث للحسرة والألم..
فقط أقول لكِ، أنا مثلكِ، لكن وطالما أنا حية، طالما أني أنتظر رجلاً لم ألتقِهِ بعد، هذا يعني أني على موعد دائم مع رجل آخر، ولا يوجد آخر على وجه الأرض يشبه من عرفناهم.
بل أكثر، فإن الست التي تعرضت للكثير من الخيبات، هي الأكثر قدرة على إقامة علاقة صحية وجميلة ومتينة ومحصّنة، وهي الرابحة الكبرى لأنها تملك الكثير من الخبرات، إلا إذا جعلت من خبراتها مصيبة فوق رأسها، كأن وحين تلتقي رجلاً جديداً، يتهيأ لها “أن الرجال كلهم متل بعضن” وهذا أسخف ما سمعته في حياتي.
كوني متعالية عن الأمثلة العامية، والتي صنعها لنا أهلنا الأميون.
إياك أن تعتقدي ولو كنتِ في الستين من عمرك، أن لا حبيباً ينتظركِ.
وراء كل خيبة صعود عظيم.. اغسلي وجهكِ بماءِ الزهر، ومعه أغسلي كل أفكاركِ بكل ما علقَ بها من معتقدات قاتلة تحولنا إلى جثث!

لدي اقتراح قد يكون جديداً على المرأة العربية ذلك أننا نفعل ذلك بالسر ولا نقوله بالعلن.
على كل امرأة غير واثقة من الرجل الذي التقته، وتشك للحظة بأنه لن يكون الرجل الذي حلمت به، أنصحها بإقامة علاقة ثانية مع رجل ثانٍ، وبنفس الوقت، وأن تختبر أي منهما هو الأفضل، قبل أن تقول الـ نعم.
وأنصحك بأن لا تتوقفي عن الإبتسامة.. هذه الإبتسامة تجلب كل أنواع الحظوظ الجميلة.. قبل أن تنامي ابتسمي.. وحين تستيقظين ابتسمي.. كل شي سيتغير في حياتك وستتوقفين عن الندب السري.. والآن وبعد قراءتك لمقالتي ابتسمي لأنه سيأتيك وستعيشين أجمل قصة حب.

Nidal Al Ahmadieh نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار