منذ 7 سنوات نشرت الإعلامية السعودية لجين عمران عبر حسابها الرسمي على تطبيق تبادل الصور والفيديوهات العالمي Instagram صورة جديدة لها وأرفقتها بتعليق قالت فيه: (الله يرحم الي اخترع المكيف ويبرد عليه في قبره آمين مثل ما برد علينا. والي بيتفلسف ويقول إنه كافر ما تجوز عليه الرحمة إن شاء الله مكيفه يخترب ويخيس في الحر ويعرف أن الله حق). التعليق أغضب العديد من متابعيها من المسلمين الذين استنكروا كيف لمسلمة أن تدعو بالرحمة لغير مسلم وتخالف بذلك للشريعة الإسلامية حيث كتب أحد متابعين لجين قائلاً: (الدين واضح والحلال بين والحرام بين الترحم على الكفار حرام ما يجوز والرسول صلى الله عليه وسلم أستاذن ربه ليزور أمه فإذن له واستاذن ليستغفر لها فنهى عنه فلا يجوز الاستغفار للمشركين حتى ولو كانوا والديه والدليل قوله تعالى (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )
والمصيبة أن مخترع المكيف هو المسيحي البروتستاني ويلس كاريار Willis Carrier الذي توفي في 7 أكتوبر 1950 وكان اخترع المكيف سنة 1902 وكان أول مكيف كهربائي في أميركا. ويلس كاريار Willis Carrier كان مهندساً وبعد العام 1902 أي في العام 1915 أسس شركة متخصصة بتصنيع وتوزيع المكيف المدفئ والمبرد. وذاع صيته في كل العالم.
إذاً هل تعتبر لجين أن المسيحي كافر وهل يعتبر المسلم الذي أجابها بآية قرآنية أن ويلس كاريار مشركاً؟ وإذا كان الخطاب الاعلامي على هذا النحو فأين مصيرنا كأمة؟ وإن كنا لا نستطيع العيش دون عقل من يسمونه مشركاً أو كافراً فكيف لا نرحمه وقد رحمنا وأبعد عنا خطر الموت تحت درجة حرارة تفوق الخمسين. من ينقذنا من المصائب ويرحمنا بنور عقله وتفوقه علينا نحن بني عرب هل نهديه الرجم وهو في قبره؟ والأهم.. هل المسيحي كافر حقاً؟ وإذا كان الأمر كذلك ماذا تتوقعون ردة فعل المسيحيين الذين يعيشون بيننا؟ ولماذا لا نحترم الهجوم علينا من مسيحيي الأرض الذين يتهموننا بالإرهابيين وهذا ما يؤكده خطابنا في كل مكان!
كيف نعيش في لبنان ونصفه من المسيحيين وحولنا كل هؤلاء القتلة الذين يكفروننا ويحضرون أنفسهم لقتلنا لو تمكنوا من الوصول إلينا!
مارون شاكر – بيروت
)
