الشائعة تعتبر والكذب وجهان لعملة واحدة.
كثيرون لا يعرفون أن النجوم يختلقون حكايات وهمية حول أنفسهم رغبة بالحضور القوي.
معظم الفنانين في الوسط الفني خصوصًا الذين حققوا شهرة واسعة، لدرجة أنهم لو ذهبوا إلى بلاد بعيدة، يعرفهم الناس ويفرحون لرؤيتهم ويسارعون لالتقاط الصور معهم ومبادلتهم عبارات الإعجاب، بل يقفون أمامهم مذهولين بهم.
من أهم الصفات التي تقبع في ثنايا معضمهم، الكذب الذي يدفعهم إلى اختلاق الشائعات عن أنفسهم.
لماذا يختلق فنانون شائعات عن أنفسهم؟
تبين أن لهذا السلوك بحسب علم النفس التحليلي، دوافع كامنة في جذور الشخصية الحقيقية، وهنا لن اتطرق لكل أسباب الكذب لأنها عديدة، بل سأكتفي بتحليل أسباب ودوافع اختلاق الشائعة وهي:
الغرور والنقص العاطفي والخوف وحب المال.
أولاً الغرور :
الغرور يعني حب الذات بشكل غير سوي، ويتطور ليصبح مرض جنون العظمة. حب الذات ينبع بالدرجة الأولى من الإحساس بالنقص لأن الانسان بحب إضافي لنفسه، يعوض النقص. يرافق غالباً حالة الغرور أنانية مقيتة.
أما علاقة الغرور بالكذب فهي أن الفنان يشعر بفترة معينة أنه لم يعد موجودًا بنفس القوة السابقة، وأن الصحافة لم تعد تتحدث عنه أو تنشر اخباره، أو تسعى لاجراء اللقاءات معه، وأن الناس انكفأوا عنه والتفتوا إلى غيره، فيسارع لاختلاق شائعة تعيد اسمه إلى الواجهة من جديد، وتجعل الكثيرين يتواصلون معه بهدف التحقق من صحة الخبر وهمذا يستعيد وهجه السابق.
ثانياً النقص العاطفي:
يعاني الكثير من الناس من نقص عاطفي وتعود اسبابه إلى طريقة التربية والعائلة بالدرجة الاولى ولكن ما علاقة هذا النقص في اختلاق الشائعة.
الفنان إنسان قبل أي شيئ وقد يكون من هذه الفئة التي تعاني من نقص عاطفي فيلجأ بشكل لا شعوري إلى حيلة الشائعة فمثلاً قد يقول إنه تعرض لمحاولة اغتيال أو أصيب بمرض خبيث ليستعطف الآخرين والرأي العام فيتقربون منه ويظهرون له خوفهم ومحبتهم واهتمامهم وبذلك يعوض بعضاً من مشاعره المفقودة ونقصه العاطفي.
ثالثاً الخوف:
الخوف من أكثر المشاعر التي تفرض تسيدها على النفس البشرية، وعلاقة الخوف بالشائعة، علاقة من نوع خاص، فالخوف هنا هو خوف من الفشل، وهو حالة سلبية غالبًا، لأن الفنان عندما يشعر بأن وجوده في الأوساط الفنية مهدد، يسارع إلى اختلاق الشائعات والاكاذيب عن نفسه ليحافظ على بقائه، وقد يختلق شائعات مؤذية عن غيره ليحاول أن يحافظ على مكانته.
مهم جداً أن نميز هنا بين اختلاق الشائعة بسبب الغرور واختلاقها بسبب الخوف، فالمغرور كما ذكرنا سابقاً يخلقها ليحاول أن يتفوق على الآخرين، بينما الخائف يختلق الشائعة كي يحافظ على وجوده نسبياً لو بشكل ضعيف ولا يهتم بالمنافسة والتفوق على أحد.
رابعاً حب المال:
في ظل التطور التكنولوجي الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة ظهرت أسباب جديدة تدفع الفنان لاختلاق شائعة عن نفسه واشهرها حب المال.
فالفنان الذي يختلق شائعة خطيرة عن نفسه من الطبيعي أن تتناقل الصفحات والمواقع والقنوات هذا الخبر ويهولون ويبالغون في احداثه وتفاصيله وينتظر ويترقب اشتعال الاصداء اكثر وبعدها يطل بفيديو مثلاً ليكذب الشائعة فيسارع الناس ومحبينه لمشاهدته ويرفعون اعداد المشاهدات وبذلك يزداد مردوده ويجني مال اكثر.
حيدر حسام ورور – سوريا