لأول مرة أجد نفسي، أكتب أكثر من مرة عن ممثلةٍ اخترقت القواعد الثابتة، فجعلتني غير قادر على المكابرة، فالخروج عن كلّ الأعراف المهنيّة.
حملت قلمي الإلكترونيّ وبدأت الكتابة وأنا أشاهد مُبهورًا، فنانة عظيمة اسمها ليليان_نمري، ترفع سقف الدراما اللبنانيّة بأداءٍ غير محدود بنسبته، يفوق كلّ مقاييس الإبداع والتميّز.
إقرأ: ليليان نمري المُبهرة الحصان الرابح لمسلسل (ع اسمك)!
(ع اسمك) بدأ بمجموعة من الأسماء الهامة وقصّة أكثر من مشوّقة وواقعيّة كتبتها كلوديا مارشيليان، والآن يستمر نجاحه بليليان التي تقمّصت كلّ أنواع وأنماط الشخصيات، لتقف اليوم بشخصية (جورجيت درباس) أمام كاميرا المتألّق فيليب أسمر، واثقةً، تلعب دورها باتقانٍ، فتستحق ما وصلت إليه، لا بل أكثر.
عبر الرابطيْن أدناه، يمكنكم قراءة تفاصيل القصّة والإخراج وأداء الممثلين بالتفاصيل العميقة وحسب أصول نقديّة سليمة.
إقرأ: كلوديا مارشيليان تصفعنا وفيليب أسمر بطل (ع اسمك) وكارين رزق الله وليليان نمري تتألق!
كارين رزق الله تحترم عقلية المشاهد وتبدع وجيري غزال يتألق!
تتألق ابنة القديريْن اللبنانييْن الراحليْن عبدو وعلياء نمري، تقنعنا أنها سيّدة، تتجاوز السنّ الذي يسمح مجتمعها لها بالحبّ.
كلّ ما نعيشه محكومًا بما يريده المتخلفون وبما وضعوه من شرائع وأعراف وعادات، تشبه رجعيتهم، لا بل تكرّسها.
تحبّ (جورجيت) الشاب الصغير (ماريو) الذي يلعبه نجم ذا_فويس تامر نجم.
يبدو (ماريو) شبيهًا بمجتمعه، مخادعًا كأفراده، يسعى لسرقتها واستغلال عاطفتها الجياشة.
لذا خلع ملابسه أمس أمامه، بمشهدٍ رفع ليليان إلى مصاف أهم نجمات هوليوود العالميات.
عرض جسده وكأنّه أداته الأمتن، للوصول إلى مشتهاه المالي، نحو المصلحة المجبولة بأنانيته.
لأول مرة نرى ممثلةً لبنانيّة تخرج كمية زاخرة من الانفعالات بثوانٍ قليلة: ما بين ما تريده عاطفتها من حريات جسديّة ومشاعريّة، وما فُرض عليها من واجبات أخلاقيّة واجتماعية صارمة.
قُيّدت (جورجيت)، أغمضت عينيها، عادت لتتلصّص بنظرها نحو حبيبها الذي يخدعها، ثمّ التفتت نحو الخلف، لتعود بعد ثانيةٍ نحوه.
ليليان استخدمت كلّ أعضاء جسدها تسخيرًا للشخصيّة الدراميّة، حتّى مكامنها الداخليّة من نبرة صوت وأحاسيس دفينة، كلّها جيّرتها لصالحها.
ما من ممثلةٍ أخرى تتزعّم الساحة الكوميديّة، تمسك بيدها أيضًا خلطةَ الدراما السحريّة بما تحتويه من تراجيديا.
شعرنا بليليان وكأنّها العالميّة فيفيان ماري هارتلي تلعب إحدى المشاهد المُعقدة من فيلمها النفسي العميق (عربّة اسمها اللذة).
أو تضاهي ما لعبته نجمة الجماهير نادية_الجندي بالفيلم المصري المُقتبس عنه (الرغبة).
لم تتفوّق ليليان نمري على رفاقِها فقط، بل على نفسها، كما تفعل دائمًا، فتسجّل نقاطًا تفوق كلّ التوقعات.
إقرأ: توقعات مجد غانم لكل الأبراج للعام ٢٠٢١
أمس اقتحمت كلّ ساحات السوشيال ميديا، فأصبح اسمها الأكثر تداولًا لأنّه الأكثر لمعانًا.
لذا تستحق (الأوسكار) الذهبيّ الأول، لو كنّا في وطنٍ يقدّم (الأوسكارات)!
لو كنّا في وطنٍ يقدّر ليليان وكلّ من بطينتِها الإبداعيّة!
ربما لو كنّا أصلًا في (وطنٍ)!
إقرأ: جومانا وهبي وتوقعاتها لكل الأبراج للعام ٢٠٢١
عبدالله بعلبكي – بيروت
https://www.instagram.com/p/CJhYo1_Hn8r/?igshid=1i5vbe2q7ery8