مذ أيامٍ عديدة قررتُ أن أطفئ التلفزيون، وأضع جهاز تحكمه في الدرج تحت أغراض عديدة أحزّنها (ولا أعرف لماذا)، علّني أنسى لحظةً مكانه، فلا أسعى لتشغيل شاشة أرهقتني بأخبارها المريرة.
نحن نخسر وطنًا الآن بعدما كنّا نربح كلّ شيء به، ولو خسرنا.
ها نحن اليوم نخسر كلّ شيء بخسارته.
لكنّ التقدّم التكنولوجي في مجتمعٍ يتخّلف سياسيًا وثقافيًا وفكريًا، فرض عليّ حصارًا، وجعلني أتلقّى المعلومات البشعة نفسها عبر شاشةٍ أصغر، أمسكها في يدي وتنقلني إلى العالم، الذي أبعدتُ نفسي عنه، بضغطة زرٍ.
وسط كلّ هذه الطاقات السلبية، انتشلتني الفنانة القديرة ليليان_نمري من حفرة الكآبة، فأعادت إليّ التفاؤل الذي فقدته، والابتسامة التي ما عادت تلامس وجهي.
بإعلانها الترويجي الجديد، أضحكتني بشخصيتها الفكاهيّة (جورجيت درباس) التي تقمّصتها بمسلسل (ع اسمك)، وكانت الشخصية الأنجح لا عن العمل وحده، بل عن سلسلة من الأعمال قدّمتها الدراما اللبنانية خلال سنوات.
إقرأ: ليليان نمري تُكسب الـMTV وتنقذ (ع اسمك) وليس دور عمرها! – صورة
بلباسها الغريب، وإعجابها بكلّ شابٍ وسيم يصغرها، وانفعالاتها الصادقة، استطاعت أن تقلب المزاج العام، ولو لثوانٍ.
ليليان ما من شيء أفقدها الأمل..
ما من خبرٍ أعجز روحها الطيبة عن خلق الفرح..
أؤمن أنّ الفنان الحقيقي وحده من ينتشلنا من مستنقع الآلام، لا يغرقنا في دوامته.
أكثر فناني الكون تعاسةً، أكثرهم قدرةً على إسعاد الآخرين.
أكثرهم تشاؤمًا في أنفسهم، أكثرهم تفاؤلًا في نفوس الآخرين.
لذا تبقى ليليان نجمةً تلمعُ في كافة أفلاك الحياة.
لذا نكتب لها شاكرين على لقطاتٍ أجهضت آلامًا، ما ملّت بعد تُرهق أرواحنا رغم تعبها.
لقطات وجدتُ نفسي بعدها أخرج جهاز التحكم مجددًا وأشعل التلفاز، فأقول مبتسمًا: (ثمّة بعض الآمال بوجود ليليان وغيرها من مبدعين، لن يرضوا أن تُطفأ شاشاتنا فيزداد واقعنا عتمةً).
عبدالله بعلبكي – بيروت
https://www.instagram.com/p/CMeghhNHNUR/?igshid=lf3glod532iy