في العام 2014 كتبت زعيمة الكوميديا في لبنان ليليان نمري قصيدة (يا أمي) في كتابها (لما الروح بتحكي) ووجهت كل كلامها في تلك القصيدة إلى والدتها الممثلة اللبنانية القديرة والراحلة علياء.

ليليان كتبت بإحساس صادق وتجربة مؤلمة جداً، وهي التي جرّبت “شو يعني الواحد يفقد امو” وكل حياته بعدها، والفنان اللبناني الصاعد علي الأحمد أُعجب بالكلمات فلحّنها وغناها بإحساس عال. وأتذكر جيّداً أن (يا أمي) حققت نجاحاً كبيراً وتداولت بكثرة على مواقع التواصل الإجتماعي والكل أشاد بذكاء ليليان نمري وبصوت علي أحمد.

أغنية (يا أمي) من كلمات ليليان وصوت علي أحمد

وبعد 4 سنوات من طرح الأغنية، صُوّرت (يا أمي) منذ فترة على طريقة الفيديو كليب وشاركت ليليان في الفيديو وأدّت دور الأم، وهي التي يناديها كل متابعيها على السوشيال ميديا (بالأم)، وأبدعت ليليان نمري وأبكتنا خصوصاً عندما وضعت يدها على قلبها لتقع على الأرض قبل نقلها إلى المستشفى لتفارق الحياة هناك. لا يمكنني أن أصف الـ Reactions التي بدت واضحة على وجه ليليان في كل مشهد وكأنها تجسد حالة حقيقية بعيداً عن التمثيل. كما نجح علي أحمد بتجسيد دور الإبن الذي عانى من فراق والدته، وكنا علمنا أن علي لم يضع قطرات دموع صناعيىة في عينيه بل بكى بتأثر وأجهش بالبكاء وكذلك ليليان نمري.

الكليب بدأ طرحه على قناة (هواكم) على أن يطرح قبل عيد الأم بأيام على قناة ليليان نمري على اليوتيوب، ولا شك أن الكليب سيبكي الجميع خصوصاً هؤلاء الذين خسروا أمهاتهم فغدرتهم الحياة وسلبت منهم أغلى إنسانة، وكي لا أكون متحيزة لـ ليليان، شاهدت الكليب مع عدد من الإصدقاء وأغلبيتهم فقدوا أمهاتهم وتحولت سهرتنا إلى مجلس بكاء وتذكروا أمهاتهم الراحلات. والكل قالوا: “الله يسامحك يا ليليان ليه فتحتلينا جروحنا”

هنا برومو كليب (يا أمي) وسيطرح على قناة ليليان نمري بعد 10 أيام ويعض حالياً على قناة (هواكم)

Soooooooon #عيد_الاُم #يا_امي Ali Ahmad

Posted by Liliane Abdo Nemri on Thursday, March 8, 2018

ليليان نمري، جسدت دور الأم بإتقان عالٍ، كما لم تفعله أي أم قد أنجبت طفلاً، فليليان رفضت الزواج أو ربما لم تجد الشخص الذي تبني معه عائلة وتنجب منه أطفالاً، ولكنها هي الأم الروحية لكل متابعيها على السوشيال ميديا، وتنادي الكل بـ (يا ابني ويا بنتي).

حرام أن يتم تهميش ليليان نمري وتاريخها الفني الكبير من قبل شركات الإنتاج اللبنانية التي تعتمد على نفس الوجوه دائماً حتى أصابنا الملل منهم، وتتجاهل كل الممثلات القديمات كليليان وغيرها أو مثلاً رينيه الديك التي تعيش أسوأ أيام حياتها وتنتظر من يشتري لها الأدوية لتعيش؟

هل هكذا نرد الجميل لأشخاص أعطوا الكثير من حياتهم خدمة للدراما اللبنانية والسينما؟

هل النجوم القدماء الذين علّموا النجوم الجدد على أصول التمثيل يستحقون التهميش ونسف مسيرتهم الكبيرة وهم الذين عاصروا العصر الذهبي؟

ليليان نمري ظُلمت كثيراً من قبل شركات الإنتاج، وكذلك من قبل الصحافة الحديثة التي تركض وراء النجوم الشباب لمصاحبتهم لأجل مصلحة خاصة ربما أو للقيام بعلاقات عامة، وأنا هنا لا أجمل كل الصحافة. ولكن أعلم جيداً بأنه عندما نتجاهل أحدهم اليوم لأنه كبر في السن فغداً سيتجاهلنا الجيل الجديد لأن الزمن سبقنا وهرمنا.

ليليان نمري الممثلة التي تألقت في سماء الكوميديا، لم تخذلنا يوماً بل ربما الصحافة خذلتها ونست كل أعمالها الخالدة، وتُعتبر من الممثلين من جيل القديم ليس بسبب عمرها بل حرفيتها في التمثيل واتقان دورها دون أي خطأ فوجودها في أي عمل أو مسلسل يحقق إضافة خاصة.

ليليان نمري وخلال 52 سنة من الإبداع والفن لم تكن إلا من المحرضين على الحب والمحبة، كل لقاءاتها وأعمالها كانت مرآة تعكس إنسانيتها، وفي النهاية لا يسعنا سوى أن نقول كل إناء ينضح بما فيه.

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار