منذ 6 سنوات ماغي بو غصن ذكرتنا بالإبتسامة التي تاهت منا في زمن الحروب والمآسي، منذ عامين تنفرد النجمة اللبنانية بمسلسلاتها الكوميدية، وتغرّد خارج سرب المسلسلات وأغلبيتها لا تُحاكي واقعنا، بل تكون مقتسبة أو من نسج خيال الكاتب. ومثل هذه القصص وإن جذبت المشاهد فكي يمضي وقتاً فقط ولا يتذكرها ولا هي تمس وجدانه أو مشاعره ولا يستفيد منها شيئاً ولا تقدّم منفعة له، حتى أن أغلبية المسلسلات العربية التاريخية تضم الكثير من الأخطاء في المعلومات وتأتينا مكتوبة من وجهة نظر تاريخية غريبة.
ماغي بو غصن اشتهرت من خلال أفلامها الكوميدية، وشاركت في مسلسلين درامييْن اجتماعييْن وهما (24 قيراط) و( يا ريت) وفي المسلسلين، برهنت ماغي بأنها نجمة من العيار الثقيل، ولا تعتمد على شهرة أحد كي تُبرز كفاءاتها، بل موهبتها هي من جعلتها ترتقي إلى نجومية درجة أولى. لكن مشاركتها في مسلسل الكوميدي (كاراميل) جعلت منها النجمة الكوميدية الوحيدة في لبنان بعد نجوم كوميديا لبنان في العصر الذهبي ومنهم حسن علاء الدين المعروف بشوشو، فريال كريم، نبيه أبو الحسن المعروف بأخوت شاناي، ابراهيم مرعشلي، عليا النمري، أماليا أبي صالح وفرقة أبو سليم ونبيه أبو الحسن ومن بعد هؤلاء الكبار باتت الساحة الفنية تفتقر إلى نجوم في الكوميديا، وكانت هناك بعض المحاولات إلا أنها فشلت مع أصحابها، حتى دخلت ماغي بو غصن هذا العالم الصعب وانتصرت.
ماغي بو غصن في مسلسل (جوليا) تبرهن لنا عن قدرات تمثيلية هائلة وكبيرة، ولا يمكن لأحد أن ينافسها في ملعبها الخاص، بل تستطيع منافسة الجميع لأنها تقدم لنا الكوميديا والتراجيديا وكل أنواع الدراما وقد تكون جوكر الدراما اللبنانية كما كان الراحل المصري أحمد زكي جوكر الدراما المصرية.
مسلسل (جوليا)، وان أكمل على هذه الوتيرة من الكوميديا الجميلة، فإن ماغي بو غصن ستحقق انجازاً كبيراً، وان اختيارها للعام المقبل سيكون صعباً جداً، لكننا نعتقد بأنها “قدها وقدود” ولن تخذلنا طالما أن نفسيتها لم تتغير بعد، وتعمل بجهد على نفسها، وتدرس دائماً كي لا تعيد وتكرر نفسها، وكي تبقى الرقم الصعب في الدراما اللبنانية.
ماغي بو غصن أنت ضحكة رمضان..
سارة العسراوي – بيروت
)
