اذهبوا إلى التقويم على هواتفكم أو ال Calendar، وعودوا إلى العام ١٥٨٢، ستجدون أن ١٠ أيام قد حُذفت تمامًا في اكتوبر وهي من ٥ إلى ١٤.
اذًا ما سبب حذف هذه المدة من التقويم؟
قبل تعديل التقويم، كان العالم يستخدم التقويم (اليولياني)، والذي كان يحتوي على خطأ في الحسابات الفلكية بسبب اختلاف الزمن الحقيقي بين السنة الفلكية والسنة المدنية. وتراكم هذا الخطأ بمرور الوقت مما أدى إلى انحراف التقويم (اليولياني) عن الأحداث الفلكية بشكل كبير.
وبناء على ذلك، قام البابا غريغوريوس الثالث بإصدار مرسوم يطلب فيه تعديل التقويم اليولياني وإدخال بعض التعديلات عليه لتوافق أكثر مع الأحداث الفلكية وتحسين الدقة الزمنية للحسابات الفلكية والملاحة. وكجزء من هذه التعديلات، تم حذف 10 أيام من شهر أكتوبر عام 1582 لتعويض الخطأ الذي كان ينتج عن تقويم الأيام الزائدة.
وبالتالي، أصبح التقويم الجديد الذي تم إدخاله يعرف باسم “التقويم الغريغوري”، والذي يستخدم حاليًا في العديد من البلدان في العالم. وقد ساعد التعديل الذي أدخله البابا غريغوريوس الثالث على توفير دقة أكبر في الحسابات الفلكية والملاحة، وتجنب الخطأ الذي كان ينتج عن تقويم الأيام الزائدة في التقويم اليولياني.
ما هو التقويم (اليولياني) والتقويم (الغريغوري)؟
التقويم اليولياني الذي كان يستخدم في العصور القديمة والذي تم تعديله بواسطة البابا غريغوريوس الثالث في القرن السادس عشر. بينما التقويم الغريغوري هو التقويم الذي يستخدم حاليًا في العديد من البلدان في العالم.
التقويم اليولياني كان يعتمد على دورة السنة الشمسية التي تبلغ مدتها 365.25 يوم، وقد تم تسمية السنة الكاملة بـ 365 يومًا، والتي تم إضافة يوم كامل كل أربع سنوات (سنة كبيسة) لتعويض اليوم الزائد في الدورة الشمسية. ومع ذلك، كان هناك خطأ في هذا النظام اليولياني الأصلي، حيث كان يتجاهل أن الدورة الشمسية الحقيقية تستغرق حوالي 365.2422 يومًا فقط، ولذلك كانت الفروق الزمنية بين التقويم اليولياني والأحداث الفلكية تتزايد بمرور الوقت.
أما التقويم الغريغوري فقد تم تعديله بناءً على طلب البابا غريغوريوس الثالث في القرن السادس عشر، حيث تم حذف 10 أيام من شهر أكتوبر عام 1582، وتم تعديل النظام الكبيسي ليشمل السنوات القابلة للقسمة على 4، باستثناء السنوات القابلة للقسمة على 100 ما لم تكن قابلة للقسمة على 400. وبهذه الطريقة، يتم تعويض الفرق الزمني بين الدورة الشمسية والتقويم بشكل أكثر دقة. وبالتالي، يحتوي التقويم الغريغوري على مجموعة محددة من الأيام في السنة، حيث يبلغ مجموعه 365 يومًا في السنة العادية، و366 يومًا في السنة الكبيسية. وهذا يتوافق تقريبًا مع الدورة الشمسية الحقيقية، وبالتالي يقلل الفروق الزمنية بين التقويم والأحداث الفلكية.
بشكل عام، يمكن القول أن التقويم الغريغوري هو نظام تقويم أكثر دقة من التقويم اليولياني، ولذلك تم اعتماده كنظام تقويم رسمي في العديد من البلدان في العالم. ومن الجدير بالذكر أن هناك تقاويم أخرى مثل التقويم الهجري والصيني واليهودي والهندوسي والإيراني وغيرها، ولكن التقويم الغريغوري هو الأكثر استخدامًا في العالم الغربي والعديد من البلدان الأخرى.
ما الفرق بين السنة المدنية والفلكية؟
السنة الفلكية والسنة المدنية هما نظامان مختلفان للتقويم. السنة الفلكية هي الوقت الذي يستغرقه الأرض لإكمال دورة كاملة حول الشمس، وهي تساوي حوالي 365.25 يومًا. بمعنى آخر، إذا أخذنا تاريخًا محددًا في الوقت الذي يبدأ فيه العام الميلادي، وانتظرنا حتى يعود الشمس إلى نفس الموقع مرة أخرى، فإن الوقت الذي انقضى بين هذين التواريخ هو السنة الفلكية.
من ناحية أخرى، السنة المدنية هي النظام الذي يستخدمه الناس لتقسيم الوقت والتخطيط للأحداث الاجتماعية والاقتصادية والدينية. وهو يستند عادة إلى دورات الشمس والقمر والفصول والأحداث الأخرى في الفضاء، ولكنه يتم تعديلها وتنظيمها بطريقة تتناسب مع الاحتياجات البشرية.
في السنة الميلادية أو التقويم الغريغوري، يتم استخدام السنة الفلكية كأساس للتقويم، ولكنها تعتبر قريبة جدًا من السنة المدنية المعتمدة في الحياة اليومية، وهي 365 يومًا في السنة العادية و 366 يومًا في السنة الكبيسة. ويتم إضافة يوم كبيسة في السنة الكبيسة لتعويض الفرق بين السنة الفلكية والسنة المدنية، حيث يتم إضافته في فبراير من كل 4 سنوات.
بالتالي، يمكن القول أن الفرق الرئيسي بين السنة الفلكية والسنة المدنية هو أن الأولى ترتكز على الحركة الفلكية للأرض حول الشمس، في حين أن الثانية ترتكز على الاحتياجات البشرية والاجتماعية والاقتصادية وتعتمد على التعديلات اللازمة لتحقيق التوافق بين الوقت المدني والوقت الفلكي. ومن المهم أن تكون السنة المدنية متناسبة تمامًا مع السنة الفلكية لضمان أن الأحداث والعطلات والمواسم تحدث في نفس الفترة كل عام. وهذا يتطلب أحيانًا إجراء تعديلات مثل إضافة يوم إضافي كل 4 سنوات في السنة الكبيسة، أو إجراء تعديلات أخرى في التقويم الذي يتم استخدامه للحفاظ على التوافق بين السنتين.
على الرغم من وجود هذه الفروق بين السنة الفلكية والسنة المدنية، إلا أن الهدف الأساسي لهما هو تحديد الوقت وتقسيم السنة بطريقة منطقية ومتناسبة مع الاحتياجات البشرية. وتعتبر السنة المدنية والسنة الفلكية أساسًا لتحديد التواريخ والأحداث في العالم، سواء في الحياة اليومية أو في المجالات العلمية والدينية والتاريخية.