أطلّ الفنان اللبناني محمد إسكندر كضيفٍ على برنامج (Fimale)، والذي تقدّمه كارلا حداد على شاشة (LBC).
كنا أشدنا بتطور كارلا خلال الحلقتين السابقتين، وأحببنا جرأة المواضيع التي طرحتها مع ضيفيها زوجها طوني أبو جودة والممثل بديع أبو شقرا، إلا أنها خذلتنا وعادت عشرات الخطوات إلى الوراء، لتقدّم محتوًى رديئًا هذه الحلقة.
تفاجأنا بإقتحام (بقرة) الأستديو دون سابق إنذار، فهل لأن محمد من (البقاع) اللبناني؟ ولأن البقاعي برأيهم شخصٌ جاهلٌ يرعى البقر ويعيش بإسطبلها وينام جانب المواشي؟ بل الشاب البقاعي متعلمٌ ومثقفٌ وأكاديميٌ وقارئٌ، متى نتخلّص من هذه الصورة النمطية البائسة؟ إستسخفت كارلا به وإستسخف نفسه وقلّل من قيمته، ليضحك مطولًا كمهرجٍ لا يعي حجم الإهانة التي تعرّض لها، وكأنه لم يرَ بقرةً في حياته!
عن إستقلالية المرأة، قال إنه لا يحبّها أن تعمل وإن تحقق أحلامها المهنية، مفضلًا بقائها في المنزل كجاريةٍ تلبي رغباته، تنظف المنزل، وتغسل ثيابه، وآلة تنجب الأولاد، ما يرسخ الصورة النمطية الخاطئة عن الرجل البقاعي، في الحقيقة أصبح العديد من رجال البقاع يمنحون الحريات للنساء، ويساعدونهنّ على تحقيق أهدافهنّ، وعلى النجاح، لكن هل يقولون هذا؟
كارلا صمتت ولم تعقب على تهميشه لكيان المرأة، وبدت وكأنها تلميذة تقرأ الورق المُعد لها والذي تضمن أسئلةً سخيفةً لم نعتادها بالحلقات الماضية، لتتخلى عن مهامها كمقدّمة برامج عليها أن تحاور وتسأل وترد وتحلّ مكان المشاهد المصدوم من محتوى حلقة كهذه تُعرض بمنتصف عام 2019، ونسألها: (هل كانت لتقبل لو أن زوجها أجاب بالطريقة عينها، وهل كانت لتلتزم الصمت؟).
ما أثار إستغرابنا إقترابه منها وغمرها لعدة مرات، فهل يقبل أن يغمر رجلٌ غريبٌ ما زوجته التي يمنعها من العمل مثلًا؟ أم أن كارلا فجأة قبلت التحوّل لجاريةٍ بمواصفات فتاة أحلام إسكندر، إرضاءً لغروره؟
مرّ مشهد البقرة المشمئز (ومرقناها)، لكنهم أدهشونا بحجم وقاحتهم ليدخلوا العديد من الحيوانات الأخرى، وكأننا غيّرنا المحطة إلى (National Geography) دون أن ننتبه، وأصبحنا نشاهد فيلمًا وثائقيًا عن عالم الحيوانات: صناديق زجاجيةٌ فيها أنواع مختلفة منها، واحدة مليئة بالأرانب، وأخرى بالدود، أثارت قرف كارلا، فيما رد إسكندر (الفلاح): (لا شيء يُقرف، عادي)، ليضع يده بداخلها.
ما شاهدناه بحلقة أمس يعد جريمة بحق المشاهد اللبناني والبقاعي تحديدًا، ونعتذر لم نستطع إكمالها لأنها سقطت سقوطًا مدويًا بالمعايير الأخلاقية والمهنية.
فكرنا: هل يوجد تعليقٌ مناسبٌ أمام هكذا إنحطاط؟ وإكتفينا بال(لا تعليق)!
عبدالله بعلبكي – بيروت