خلال متابعتي لفيديو قديم يعود للعام 2006 لاحظت التالي وأردت قول التالي:

محمد عبده
محمد عبده

ليت الأستاذ إحسان المنذر، المايسترو في كل شيء، عفا أحلام من أن تغني «الأماكن» لمحمد عبده.. ويا ليته حماها ومنتجَ وقصّ الأغنية، خصوصاً وأن برنامج «دندنة» مسجّل ويحتمل التعديل قبل البث..

أتمنى ذلك، لأنني معجبة جديدة تنضمّ إلى مجموعة المعجبين بصوت أحلام، الذي لم أكن أطيقه، لأنها لم تكن تُحسن إسماعِهِ لي، كما لغيري حتماً.. حين غنّت بدون مرافقة الفرقة الموسيقية بعض أغنياتها، وشجت وأحسنَت تعريباً، وحين أحسنت أداءً لما استنسبت ذلك بحسّها العالي، كما كان يفعل العباقرة في الأداء أمثال عبد الحليم حافظ (الذي كان يؤدي فقط لخلوّ صوته من المساحات أو القدرات).

إذاً استمعتُ بأحلام، وقلت لرفاقي، وأنا أشاهدها: «معكم حق، صوت أحلام حلو فوق العادي، وهو ليس صوتاً استعراضياً وقوياً ويرقِّصْ فحسب.. بل إنه صوت قادر وذكي ومثقّف».

محمد عبده
نجم الخليج الأول محمد عبده

لكن حين غنت «الأماكن» مثلاً، عرفت لماذا أحبُ محمد عبده، وعرفت لماذا هو محمد عبده، ولا تستطيع لا أحلام ولا أي مطربة، أن تكون على قدرِهِ وقيمتهِ في الغناء الخليجي تحديداً.. وعرفت، وأنا المتابعة غير القديمة للأغنية الخليجية، لمَ لقّبت الصحافة محمد عبده بفنان العرب..

(الفيديو أدناه عندما غنى محمد عبده الأماكن)

ببساطة، لأنه يستخدم صوته لصالح الأغنية وليس العكس، ولأنه لا يستعرضُ عضلات وترية صوتية، ولأنه غير محكوم بعقدة التسميات أو التصنيفات: مطرب، مغنّ، مؤدٍّ، موسيقار.. كل هذا لا يعنيه.. تعنيه الأغنية فقط وحسن تخريجها ضمن متطلباتها.

ولأنه «شايف حالو» صح، وليس على قاعدة أحلام ومن مثلها على الساحة الذين يرون أنفسهم كما يجب أن يكونوا، وليس كما هم في الحقيقة، وذلك نتيجة عقدٍ آتية مع الفنان منذ نشأتهِ!

(الفيديو أدناه عندما غنت أحلام الأماكن)

حين غنّت أحلام «الأماكن»، كشفت عن عقدتها وعقدة معظم المغنين الذين يريدون أن يكونوا غيرهم لا هم أنفسهم..

الإماراتية أحلام
الإماراتية أحلام

وهذا ما لم يحدث لماجدة الرومي مثلاً، وهي التي أراد صانعوها، أو صانعو صورتها الفنية في البدايات أن تكون فيروز الثانية! فغلبتهم ماجدة، وانتصرت على كل محاولاتهم غير الذكية، واستجابت لصوتها الداخلي حين اتخذت الخطوة الأولى في أوائل الثمانينات، وراحت تتمايل على المسرح، في خطىً راقصة استهجنها المتابعون، لكنهم في نفس توقيت الإستهجان، كانوا ودون انتباه منهم، قد سحبوا ماجدة من خانة فيروز، فصارت الماجدة التي لا تغنّي لغيرها، لأنها تريد أن تكون نفسها لا غيرها.. باستثناء التجربة الخجولة «توبة» لعبدالحليم حافظ..

محمد عبده مرة لم يغنّ لغيرهِ، كما أفادني متابعوه. صباح مرة لم تغنّ لغيرها رغم كثرة إطلالاتها، حسب متابعتي الجادّة لها، ورغم قدراتها الإستثنائية.

الشحرورة صباح
الشحرورة صباح

نوال الكويتية لا أذكر أنني سمعتها تغني لغيرها.

نوال الكويتية
نوال الكويتية

أنغام نادراً ما فعلَتها.

أنغام في الكواليس
أنغام في الكواليس

وملحم بركات، سيد الأذكياء في الغناء، وصاحب الصوت الأقدر على الإطلاق بين كل المطربين.. تحاشى التجربة، فصار الموسيقار.

وتكثر أسماء الكبار من الذين لن يتعرّضوا لانتكاسة الصورة والحضور، لأنهم أرادوا دائماً أن يكونوا هم لا غيرهم، وما كانت تحكمهم صورة الآخر..

«الأماكن» لمحمد عبده «وبس» وما بانت بصوت أحلام إلا “أُنشوزة”.

الموسيقار الراحل ملحم بركات
الموسيقار الراحل ملحم بركات

وما لم أستطع فهمه هو محاولة تجنّب أحلام لنانسي معماري، وإصرارها على الإستماع لسؤال نانسي، والنظر إلى إحسان المنذر خلال إجاباتها.. ما جعلني، مع من يتابع الحلقة، نراهن، في البداية، على أنّ أحلام لا تقصد ما تفعلهُ، وظللنا نراهن على أنها لا تتعمّد تحاشي نانسي ومعاملتها على أنها نكرة.. وأصرّينا على ذلكَ، لأننا لا نُضمر أفكاراً مسبقة عن أحلام ولا غيرها، ولأنني، وقبل أن أنوي النقد، فإنني أحاول أن أجد الأسباب التخفيفية، فقلت في نفسي:

علّ أحلام تدير وجهها عن نانسي باتجاه المنذر لأن الفنانات عادة يحببن «بروفايل» دون غيرِه في وجوههن..!

وما زلتُ أريد الإقتناع بذلك، لأنه لا يمكن لمطربة شعبية أن تكون شعبية إلى هذا الدرك، على هواء واحدة من أهم المحطات..

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار