نظّم مدير شركة (بوتك) نزار يونس، مؤتمرًا صحافيًا للرد على إتهامات النائبة بولا يعقوبيان له، بعقد صفقة مريبة مع وزير لبناني.
نزار لم يرد على الإتهام بتبرئة نفسه عبر أدلة ووثائق ومستندات تثبت صدقه، بل أهان بولا وإتهمها بشرفها، وقال إنها تعاني من (إلهاب شهيتها)، وسخر منها وأهان شرفها: (لديها جسد طاهر)، وإنها كانت على علاقة مع النائب السابق وديع عقل قبل وفاته.
لم يفهم الناس ما علاقة علاقتها بفضائحه السياسية وبالوثائق التي تدينه، والتي وضعتها بولا بعهدة القضاء اللبناني!
يبدو أنها فضحته ولم يجد لنفسه مهربًا، ليلجأ نحو ترديد أقذر العبارات الذكورية، وليثبت من خلال دناءة أسلوبه في الرد، أنها تسير على الطريق السليم مرة أخرى بمواجهة طبقة سياسية وإقتصادية فاسدة.
بولا أرسلت بيانًا جاء فيه:
(بعدما تقدمت انطلاقا من واجباتي النيابية، بمجموعة تساؤلات وملاحظات حول صفقة مريبة، بين شركة تجارية ووزير، تم رجمي كالعادة بسيل من الشتائم والتهجمات والتهديدات، من الجيوش الإلكترونية المعروفة بسوء سيرتها، ورداءة سريرة القيمين عليها.
لكن المفاجاة المستحدثة، هو المؤتمر الصحافي لمدير شركة “بوتك” السيد نزار يونس. علما أن لا معرفةشخصية لي به، ولا عداوة أو حتى مشكلة عابرة بيني وبينه.
الغريب أنه في مؤتمر صحافي يفترض أن يدفع خلاله الشبهات عن شركته، قدم السيد يونس طرحا سياسيا يصلح ان يكون بيانا انتخابيا لحزب ذكوري نازي، تفوح منه رائحة الاستبداد والافتراء وهتك الأعراض، بغلاف علماني باهت ومضحك.
فالسيد يونس وفي معرض استماتته للدفاع عن الصفقة المريبة، أراد بخفة لا تخلو من الوضاعة الأخلاقية، المفعمة بذكورية مرضية، ان يوحي بعلاقة بيني وبين النائب السابق وديع عقل، الذي تعرفت عليه بعد مغادرته الندوة البرلمانية وكان بالنسبة لي مدرسة بالسياسة وابا، رأيت فيه تواضع الكبار، وقد انهك السرطان جسمه، من دون ان ينال من عزيمته او اخلاقه التي لا يفهمها اصحاب الصفقات والسماسرة وتجار هتك الأعراض.
ولم تنته ذكورية السيد يونس عند هذا المستوى المنحدر، بل تجاوز نفسه عندما تحدث عن الهاب شهيتي، ليصل الى الدرك الأسفل مع إشارته الى حفظ “جسدي الطاهر”، بطريقة سوقية يترفع عن ذكرها زعران الشوارع.
ولو أردت ان اقف على المغالطات والإسفاف الذي تضمنه المؤتمر،البيان الانتخابي، لبدأت وما انتهيت. لكن اكثر ما يرعب في افترائه هو اتهام الحراك الشعبي واشدد الحراك الشعبي الذي تناول الفساد في ملف النفايات، بانه تحول الى فزاعة بيد مافيات الفساد. وهذا ادعاء لم يسبقه اليه هتلر في تعاطيه مع الناس ولا بلغه جمال باشا السفاح خلال بطشه بالفقراء وأصحاب المطالب.
ولو أردت ان اجمل يمكن القول ان السيد يونس ضمّن بيانه الانتخابي كل شيء، من الحديث عن تاريخه الطالبي، الى نضاله السياسي الى سرديات مطولة حول الايديولوجيا العلمانية التي تتبناها شركته التجارية! وصولا الى التاريخ المالي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي للشركة، مرورا بآرائه الشخصية بالمجتمعين السياسي والمدني، وتصنيفه للناس، وتشريحي شخصيا بسكين التاجر السياسي، الذي تلبسه، وصولا الى تقديم اعلان ترويجي لكتابه الميمون “جمهوريتي”.
نعم لقد تضمن بيان المسلخ السياسي الانتخابي للسيد يونس كل ما تقدم وأكثر. ولكنه نسي الإجابة عن امر واحد فقط، هو سؤالي عن الصفقة بين شركته والوزير. وما زلت انتظرالجواب.
تذكير بسيط للسيد يونس وشركائه، منذ ان عقدت العزم على مواجهة الفساد ومافياته في السلطة، استعديت وتحصنت نفسيا، بوجه كل عمليات الترغيب والترهيب. لذلك لن ترعبني مسرحية المليون الدولار التي حاول من خلالها ترهيبي، والمتاجرة الرخيصة بها عبر استدرار عطف الناس باعلان توزيع المبلغ على المدرسة اللبنانية للضرير والأصم. فانت تملك من الملايين من مال اللبنانيين ما يتيح لك ان توزع مليوناً اضافيا لو كنت صادقا في ادعائك.
علما ان اللبناني بات يحسد الضرير والأصم لانه لا يرى ويسمع بالصفقات القاتلة، التي تعبر اليوم فوق صحته، وغدا فوق جثته.
اخيرا، ان السيد يونس لم يخبرنا ايضا من هي الجهة التي أتهمني بالسمسرة لصالحها ؟إلا ان كنت أعمل سرا لصالح منظمة “غرين بيس” وبات حض الناس على الفرز من المصدر ضربا من ضروب السمسرة!!
أشعر بالأسف لتمييع الدكتور يونس القضايا التي تُعنى بمصالح الناس وصحتهم بهذا الشكل. صدقت : لم يعد جائزا السكوت عن الغوغائية كما قلت، ولهذا تقدمت بدعوى قدح وذم وافتراء وتهديد.)
عبدالله بعلبكي – بيروت