لا أعرف من هذا المذيع، لكن منظره كافٍ لتهرب كل نساء السعودية من أشكالهِ.
مثل هذا المذيع، يجب أن يجلس في بيتهِ، أو يُسجن بتهمة توجيه خطابٍ مسموم، لمجتمع ينهض بشاباته وشبابه، وإن كان شيبه لا يريدون، ولا مكان لهم سوى الحفرة مع أمثالهم من طلاب الرجعية.
تعبنا من هذه المناظر، خصوصاً وأننا في زمن شاب تقدمي يحكم وهو الأمير محمد بن سلمان، وفي زمن السعودية الجديدة، لا يجوز أن نتلقى نحن العرب أقولاً مسمومة من هذا المذيع الذي يتناول بخبث ثلاثة أسطر من رواية لأديب، ويعتبرها سبباً كافياً لهرب رهف القنون..
فإذا كانت ثلاثة أسطر، كافية لتقنع صبية على الهرب من وطن وأرض، والتخلي عن دين وعرض، فأي وطن وأي عرض وأي أرض وأي دين كلهم؟
لم يسمح المذيع للروائي عبده الخال، توضيح المعنى الحقيقي لليبرالية، وحين قاطعه ومنعه من الكلام، سمى الفريق الديني في السعودية بالمتطرفين بينما الفريق الليبرالي بالمنحلين. وهذا منتهى السخف والتفاهة والداعشية الفكرية التي تطرح نفسها عن طريق التسلل المرعب في الخطاب التلفزيوني.
أراد الأخ أن يحمل ضيفه مسؤولية هرب رهف القنون لأن الأديب تنوريٌ حمل القلم طوال حياته ولم يحمل العصا ولم يرسخ لثقافة الموت الساري على النساء والضعفاء.
عبده خال، توجيه اتهام له بتحمله مسؤولية هروب رهف القنون، وتمرد الفتيات عامة على المجتمع، بسبب كتاباته ” الليبرالية ” .
عبده الخال أفهمه وعسى أن يفهم، (أن الخطاب الديني المتطرف أدى بآلاف الشباب السعوديين إلى الإجرام) ورفض اجتزاء جملٍ من رواياته، واتهامه بها بأنها سببًا بهروب رهف القنون أو غيرها.