أحب تمثيل وشخصية النجم المصري هاني سلامة، ولذا أكون من الحريصين على متابعة كل أعماله وأدوارِهِ، هذه السنة يلعب بطولة مسلسل (طاقة نور) ومعه ميس حمدان من الأردن، حنان مطاوع من مصر بالإضافة إلى عدد من الممثلين المخضرمين..
منذ الحلقة الأولى وقعت عيناي على غلطة مُعيبة وهي تغييّر لون شعر الممثلة التي تجسّد دور الدكتور منة الخشن، حيث كان لون شعرها في الدقيقة 4:20 من الحلقة الأولى نحاسياً، ليتحوّل في الحلقة نفسها وبالدقيقة 8:40 وفي المشهد نفسه إلى أشقر بأكمله.
مسلسل (طاقة نور) يأتي في مشاهد كثيرة منه بنكهة المسلسلات الأجنبية، المخرج رؤوف عبد العزيز نقل إلينا مشاهد بوليسية كتلك التي نشاهدها في الأفلام الأجنبية ونصفّق لها، ما جعل المسلسل يتربع على عرش الصورة كما المضمون الذي ينقل واقعاً مأساوياً نسمع عنه نحن اللبنانيون لكننا لا نصدقه.
هاني في (طاقة نور) قدّم واحداً من أجمل أدوراه، وميزته أنه لا يكرّر نفسه أي لا يكرر أداء الشخصيات غالباً. يفاجئنا هاني سلامة في كل عام بالشخصية التي يجسّدها.
لكن كما اكتشفت الغلطة المعيبة في الحلقة الأولى، لاحظت خطأً آخر في الحلقة 12 التي شاهدتها على الـ YouTube مع زملائي في المكتب والتي أبكتنا جميعاً بعد أن قتلوا الطفلة ملك ابنة هاني سلامة في العمل.
قبل أن أتناول الخطأ، أنوّه بأن (طاقة نور) من أكثر المسلسلات التي أتابعها بدقة وبعناية كبيرة لأنه مبهر، بل إني مولعة بهذا العمل الذي يبشرنا بأعمال درامية عربية مشرّفة.
الحلقة 12 كانت كلّها تراجيدية، وبكيت دموعاً كثيرة كما بكى زملائي بصمت (نحن شعب يبكي بصمت تماماً كما فعل هاني سلامة). كلنا بكى لأننا صدقنا أن هذا العظيم هاني سلامة قتلوا ابنته حقاً وكاميرا المخرج رؤوف كانت لها البطولة المطلقة يتبارز على حلبتها ثلاث ممثلين وهم هاني سلامة وأخته الممثلة المصرية ياسمين خليل وميس حمدان. مشهد مقتل الطفلة كان أمام أعيننا في المكتب مثل كارثة حقيقية لأن المخرج لا نظير له في قيادة كاميراته.
منذ بداية مشهد وقوع الطفلة عن الدراجة التي أطلقوا عليها النار وكلنا يتفاعل مع المشاهد، نراقب الطفلة، نصرخ ونتوسل الله: “يا رب ما تموت”.. وعندما حصلت الكارثة اندهشنا حتى انهمرت دموعنا، هذه مسألة نفسية بحت عندما نرى أطفالاً يقتلون بسبب طمع البشر وقساوة قلوبهم..
ملك الطفلة وحين أطلقوا على سائق الموتو النار وقعت من على (الموتسيكل) على وجهها من الناحية اليمنى، وحين استيقظت (حنان مطاوع) التي رموها هي الأخرى إلى جانب الطفلة حاولت إنقاذها فأمسكتها من يدها اليسرى لتنقلها إلى المستشفى. في هذا المشهد نظرنا إلى وجه الطفلة علّنا نراها بخير خصوصاً وأن وزنها الخفيف قد ينقذها من الإرتطام أرضاً. ورأينا أن وجه ملك الأيمن كان خالياً من أي جروح وارتاح قلبنا جميعاً.. لكن وحين رفعتها حنان مطاوع في المشهد التالي تبين أن جروحاً أصابت خدها الأيسر والذي لم نعرف من أي سماء تلقى الضربة خصوصاً وأن الطفلة رموها أو وقعت على الجانب الأيمن.
ماكيير المسلسل استبدل منطقة الجروح على الوجه من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى.
عذراً لكل فريق عمل (طاقة نور) فأنا لا أتابع العمل لأصطاد الأخطاء، بل أتابعه بشغف كبير واعتبروا أن ما أكتبه نقداً وليس انتقاداً. وعندما يكون أي مسلسل بهذا التميز والإبداع فإننا نزعل من الأخطاء الصغيرة التي لا نسامح عليها.
للمخرج الكبير رؤوف عبد العزيز أقول سامحنا واعتبرنا مساعدين لكَ، أنت خارق وقد صورت مشاهد نعتبرها Master- Scene بالمعنييْن التقني والفني الإنساني. خطأن في مسلسل بهذا الحجم لا يعتبر كارثة، ونحن نكتب عنه لأننا نحب فريق العمل واخترنا (طاقة نور) كما بعض الأعمال الأخرى من بين عشرات المسلسلات التي تقع بأخطاء معيبة في كل حلقة، لكننا لا نذكرها لأنها لا تستحق أن نضيّع عليها وقتنا الثمين وهي لا ثمينة ولا قدر لها ولا قيمة.
سارة العسراوي – بيروت