شاهدت الحلقة الأولى من مسلسل (طاقة نور) بطولة النجم المصري هاني سلامة، ميس حمدان وحنان مطاوع بالإضافة إلى عدد من الممثلين المهمين، وقد لفت انتباهي ومنذ اللحظات الأولى سرعة الإنتقال ما بين المشهد والآخر وعدم اعتماد المخرج رؤوف عبد العزيز على التطويل وهو من ميزات الدراما العربية المملة حيث قاربت حركة الكاميرا بسرعة حركتها الأفلام العالمية.
في الحلقة الأولى تخطف قبيلة مصرية – صعيدية صبية واسمها الدكتورة منة الخشن بهدف تصفية حسابات مع والدها بما أن عادات الصعايدة لم تتغيّر بعد، فيعلم والدُها الذي يبادر بالإتصال بمقاتل محترف لينقذ ابنته من الموت المحتم، ويختار هاني سلامة (ليل) لتأدية هذه المهمة.
كانت الأحداث متسارعة، جميلة، وتخطف الأنفاس وكنا نترقب نظرات هاني الذي يدخل القرية حيث يتم احتجاز الدكتورة منة، وينجح بالوصول إليها، ولكن قبل..
عند الدقيقة الـ 4:20 ثانية نرى رجلاً من الخاطفين يدخل غرفة منة فيقترب منها ويخلع عنها الحجاب فيظهر شعرها بجذور سوداء مع خصل متداخلة من اللون الأشقر المائل إلى العاج (كما ترون في الصورة أدناه).. وبعدها يتسلل هاني سلامة (ليل) ويدخل إليها بعد أن يتمكن من إلهاء عناصر الأمن في القبيلة وينجح بتهريبها بعد معركة خيالية لكنها رائعة ويعيد الدكتورة إلى والدها ويقبض أجره.
عند الدقيقة الـ 8:40 ثانية أي عند وصول منة إلى بيت والدها، نرى أن شعرها أصبح أشقر فاتحاً مائلاً (كما ترون في الصورة أدناه)
وهذه الغلطة تُسمى في الدراما Faux Raccord، وتقع المسؤولية على مساعديْ المخرج الأول والثاني اللذين يتحملان مسؤولية الـ Faux Raccord (الراكور) وكلنا يعرف أن المشهد الواحد الذي لا يكتمل تصويره في نفس التوقيت يعمل مساعد المخرج الذي يهتم بهذه القضايا بتصوير الأبطال كي يجبرهم على عدم القيام بخطأ في اللباس أو الأكسسوار أو موديل الشعر أو لونه بحيث يبدو المشهد حقيقياً إذ لا يمكن أن تخرج الدكتورة من معارك ومن بين النيران وتصل إلى والدها بلون شعر مختلف عما كانت عليه قبل دقائق أو ساعات إلا إذا كانت مرت خارج الكاميرا على الكوافير وصبغت شعرها! ولكن..
هل يعقل أن يقع هذا العمل الضخم في مثل هذا الخطأ المعيب.. نقدر أن ثلاثة مخرجين (مساعدان ومخرج أول) لا يمكن أن يكونوا على كل هذا الغباء والأرجح أن الغلطة وقعت في معمل الـ Color Grading حيث يتم تصحيح ألوان المشاهد وركلجتها. وفي تعبير التقنيين المتخصصين أسمعهم يقولون (زحط الماسك) عن الشعر ولا داعي لتفسيرات لا يهتم بها القارئ.. المهم أن مثل هذه الغلطة لا تليق بفخامة المخرج الكبير رؤوف عبد العزيز الذي يقدم لنا عملاً من طراز أجنبي.. هذا اقله ما رأيته في الحلقة الأولى.. ويجب أن نهنئ المخرج الكبير على إنجاز رائع في (طاقة نور).
سارة العسراوي – مكتب بيروت