TL

حرب الميادين في مصر مستمرة بين العازلين والمعزولين، وسقوط قتلى وجرحى وسط تأهب القوات المسلحة في سيناء وجهود للرئيس المؤقت في القاهرة، والتشاور لتسمية رئيسٍ لحكومة الكفاءات تحضر لانتخابات برلمانية ثم رئاسية.

وفي سوريا، ضغط من الجيش النظامي على حمص وكلام للمعارضة على استعماله غازات سامة، في وقت انتخب "الائتلاف الوطني" أحمد الجربا رئيسا له وسهير الأتاسي نائبة للرئيس.

في لبنان، لقاء وداعي للرئيس الفلسطيني في القصر الجمهوري قبيل مغادرته، وتطابق في وجهات النظر اللبنانية والفلسطينية حيال كل الأوضاع.

وفي طرابلس، أطلقت النائب بهية الحريري حملة "بيكفي خوف"، عشية اجتماع قيادات قوى الرابع عشر من آذار في مجدليون.

وفي المواقف، المجلس الشرعي انقسم كعادته إلى اجتماعين الأول برئاسة المفتي قباني والثاني برئاسة عمر مسقاوي، والاجتماعان أكدا على الاهتمام بالوضع في صيدا.

وقد أوقف الجيش العسكريين الذين اعتدوا بالضرب على أحد المواطنين اثناء حوادث عبرا، والاعتداء ظهر في صور بثت عبر الانترنت.

LBC

ستة أيام مرت على الثورة المضادة في مصر، فيما بدأت هذه الثورة تأخذ طابعا عنفيا مع تجاوز القتلى الأربعين والجرحى الألف.

ويبدو من خلال المواجهات أن الطرفين بلغا نقطة اللاعودة، فمعارِضو الرئيس المعزول مصرون على خطواتهم، وهم يؤكدون يوما بعد يوم أن الرئيس مرسي أصبح من الماضي اعتبارا من الثلاثين من حزيران الفائت، أما "الاخوان المسلمون" فواضح أنهم يرون أن معركتهم هي معركة حياة أو موت ولا عودة فيها إلى الوراء.

وفي ظل شارع مقابل شارع وميدان مقابل ميدان، يبقى السؤال الكبير: هل سيستطيع الجيش ضبط الاوضاع التي يبدو أن الفوضى فيها تتسع.

في التطورات السورية، وفي ظل تقدم طفيف للقوات النظامية في حمص، نجح "الائتلاف السوري" المعارض في إجراء انتخابات لاختيار رئيس له خلفا لمعاذ الخطيب، ففاز أحمد الجربا المقرب من السعودية بـ 55 صوتا في مقابل 52 صوتا لمصطفى الصباغ القريب من قطر.

في لبنان، ظهور ثان للأسير، ليس بالصوت فقط، بل بالصوت والصورة والكلاشينكوف، مشاركاً مع أنصاره في تعنيف أحد المدنيين. تزامن هذا الظهور مع شيوع فيلم آخر يظهر عسكريين من الجيش اللبناني يعنفون أحد الموقوفين، فيما سارعت قيادة الجيش إلى الإعلان عن توقيف العسكريين المتورطين.

MTV

من يسأل عن مجلس نيابي شغال يحترم القوانين، وعن حكومة تنهض بلبنان من الحفرة التي علق فيها، يحيله أهل الدولة على تشاطرات وخزعبلات والتواءات يقنعون السائل بأنها الطرق الوحيدة للخروج من الأزمة.

وفي هذا الإطار، يجري الحديث على جلسة تشريعية بجدول أعمال مخفف تمرر التمديد للقيادات الأمنية، تعقد قبل الجلسة المقررة في السادس عشر من الجاري. ويجزم مروّجو هذه المعلومات بأن "حزب الله"، وفي معرض سعيه إلى تبريد غضب اهل السنة، سيوافق على عودة اللواء ريفي إلى موقعه.

ويتحدث آخرون، والمعلومة هنا للوكالة "المركزية"، عن اتفاق تم بين الرئيس سليمان والرئيسين بري وميقاتي على الدخول إلى القاعة العامة بجدول الأعمال الفضفاض الذي وضعه رئيس المجلس، بحيث يتم تطيير النصاب فور التمديد للقادة الأمنيين، على أن يوضع التمديد بندا أولا في جدول الأعمال.

لكن أياً من المعلومات لا تشير إلى أن الاتفاق هذا، إذا صح حصوله، سيفضي إلى تشكيل حكومة.

ويجزم مروجو المعلومات نفسها، بأن حركة الموفدين العرب والغربيين، والارادة الدولية باقطابها الأميركيين والروس والأوروبيين، نصحوا الجميع بالواقعية، معتبرين أن تعبئة الفراغات في القيادات الأمنية والحفاظ على حركية الجيش، أهم الآن من تأليف حكومة لا ترضي الجميع، ناصحين بتقطيع الوقت بأقل أضرار ممكنة.

إقليميا، الحدث مصري بامتياز، فبعد إزاحة الرئيس مرسي وانتفاضة "الإخوان" وجنوحهم إلى العنف المسلح، ستمر مصر في مرحلة اختبار صعبة وتحديدا الجيش المصري الذي يتعين عليه ضرب الثورة المضادة بقفازات الملاكمة لا بالرصاص، بحيث يردع الفوضى من دون إهراق الدماء. فإن نجح في مهمته ينقل مصر إلى ما وعدها به، أي الديموقراطية والحرية، وإن فشل تنزلق البلاد إلى فخ الحرب الأهلية

OTV

بسرعة سطع نجم "الأخوان المسلمين"، وبأسرع خبا وانطفأ. الصعود كان سريعاً والسقوط كان عظيماً. من الحمدين في قطر إلى اهتزاز الأرض تحت أقدام أردوغان في تركيا إلى إطاحة محمد مرسي في مصر، إلى تونس التي تنتفض على الإسلاميين الحاكمين، إلى سوريا التي يتجمع فيها الأصوليون من كل حدب وصوب، ويحقق الجيش السوري تقدماً ملموساً بإتجاه معاقلهم، إلى إنهاء ظاهرة الأسير في لبنان.

انتهى الربيع الإسلامي مع خريف "الأخوان الإسلامي" المبكر، أو بالأحرى شعار "الإسلام هو الحل" سقط. وما حصل في سوريا عسكرياً ومصر شعبياً، وضع حداً لـ"الأخوان المسلمين" كمشروع سياسي في العالم العربي، وأعاد الاعتبار للتعددية الإسلامية – المسيحية والإسلام المعتدل، والوحدة الوطنية، على هشاشة هذه الفكرة في العالم العربي إلا أنها تبقى أفضل من حكم "الأخوان واحتقار الإنسان.

وفي لبنان، يقفل الأسبوع السياسي على جملة تطورات ومعطيات، أبرزها تجميد التمديد العسكري، وزيارة السفير السعودي إلى الرابية، وزيارة كسر الجليد التي قام بها العماد عون إلى بعبدا والتي جاءت تتويجاً لتلاقي غير متفق عليه في موضوعي التمديد والطعن به أمام المجلس الدستوري، وصولا إلى دفاع العماد عون عن رئيس الجمهورية في وجه اتهامات التخوين، مروراً ببيان مجلس المطارنة الموارنة الذي أعاد الحرارة للعلاقة بين 14 آذار وبكركي عندما رفض التدخل في سوريا والسلاح غير الشرعي، ما اعتبرته 14 آذار تعويضاً عن موقف الراعي في حاريصا عندما ساوى بين 8 و14 آذار، مع محطة وليم بيريز الذي أبلغ جنبلاط رفض واشنطن مشاركة "حزب الله" في الحكومة، طارحاً المسألة السنية – الشيعية بدلاً من معادلة 8 و14 آذار.

المستقبل

صيدا وطرابلس ضحيتا السلاح، الأولى واصلت لملمة جراحها وبعثت برسالة إلى الثانية حملتها المواطنة بهية الحريري عبر اطلاقها من عاصمة الشمال حملة "بيكفي خوف". الحملة هي بوجه آلة السلاح والحرب والقمع التي تغرق البلاد، طولا وعرضا، وتحاول تركيع المدن المتعاطفة مع الثورة السورية.

وفيما كانت الحريري تعلن إطلاق حملة "بيكفي خوف" من طرابلس، كانت حرب فيديوهات تشن على مواقع التواصل الاجتماعي، المشترك فيها اللجوء إلى العنف غير المبرر.

ومن الشمال إلى الجنوب وصولاً إلى البقاع، حيث استفحلت كتائب الأسد في تعديها على لبنان وشعبه، باحتلالها أرضا لبنانية في مشاريع القاع وتهجير عشرات العائلات من بيوتها. المهجرون استنجدوا بالجيش، وناشدوا رئيس الجمهورية التدخل.

بالتزامن مع الإعتداء الأسدي على لبنان، كان هناك خبر مفرح من سوريا، حيث أعلن "الإئتلاف السوري" عن انتخاب احمد عاصي الجربا، إبن القامشلي، الذي درس الحقوق في بيروت، ويمسك مسؤولية عسكرية رفيعة في الثورة السورية.

NBN

ما لم تستطع واشنطن ومعسكر الحلفاء تحقيقه على صعيد انتخابات "الإئتلاف السوري" المعارض طيلة الفترة الماضية، فرضته تطورات أم الدنيا. في اسطنبول التي تراجع إخوانها عن مشروع ساحة "تقسيم"، وحدت المصيبة قبائل وعشائر "الائتلاف" المتناحرة على "جربا" رئيسا وسقطت طموحات "الإخوان" بالسيطرة، في ظل بداية خريفهم، فاكتفوا بمنصب نائب الرئيس.

جرب "الائتلاف" كل الاحتمالات، وبعد غليون العلماني وسيدا الكردي وصبرا المسيحي والخطيب الإسلامي، جاء دور أحمد الجربا إبن العشيرة. فماذا بعد؟ وهل يسقط كما سقط أسلافه بقوة الواقع السوري الذي بدا في تقدم الجيش من حمص إلى ريف دمشق.

في مصر "عدت" الفتنة كوبري ستة اكتوبر بالأمس، فيما كان متمردو الشعب يرشحون محمد البرادعي لرئاسة الحكومة، ويحشدون لمليونيات الغد في مشهد قد يبدو أنه سيحكم الوضع المصري في المرحلة المقبلة.

وفي الانتظار، السيناريوهات المصرية كثيرة، جماعات تقول إنها إسلامية حاولت فرض واقع جديد على سيناء، ساعية إلى إعلان ما يشبه إمارة، بالترهيب واستهداف الجيش المصري والشرطة ومؤسسات الدولة، وصولا إلى قتل رجل دين قبطي في العريش. فهل بدأت مرحلة الإعداد لفتنة مصرية، لا يريدها الشعب الذي نزل إلى الميادين سلميا لخلع محمد مرسي؟

وفي ظل انشغال أرض الكنانة عن غزة هاشم، كان أفيغدور ليبرمان يتمنى لو انه في منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي ليصدر أوامر باحتلال القطاع. ليبرمان قالها علنا، بينما كل الإسرائيليين يتمنون احتلال الفوضى والخراب كل البلاد العربية.

المنار

لم تهدأ مصر، تبدلت الساحات والأهداف والأصاف ولم يتبدل مشهد الإنقسام والإضطراب. الأحد سيكون يوم "تمرد" من جديد، داعية إلى الإحتشاد الأعظم بدءا من اليوم. أما أنصار الشرعية، فسجلوا يوم الجمعة كماركة حصرية ل"الاخوان".

ما يزيد المخاوف وخطورة الأوضاع، أن بلاد النيل بدأت تعد أرقام الضحايا، وغليان الشارع الذي يفرغ غضبه تظاهرات الميادين، تحول إلى دماء تسيل في الشوارع.

ما يجري في مصر، لم يحجب الحدث السوري، وإن كان بالنسبة لبعض الفضائيات تراجعت أولوياته، فالجيش السوري استعاد معظم حي العقيلة في منطقة حجيرة الإستراتيجية غرب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، التي أعاد الجيش إلى أحضانها منطقة القابون الصناعية، بينما كانت صرخات المسلحين واستغاثتهم تعلو من حي الخالدية في حمص، التي تتقدم فيها وحدات الجيش السوري بشكل سريع.

وفي لبنان، لا تقدم في الملفات الحساسة، خصوصا في مسار تأليف الحكومة، بحسب مصادر الرئيس تمام سلام، ولا معطيات تؤدي إلى تغير الصورة الراهنة، التي زادتها تشويشا المتغيرات المتلاحقة في أكثر من بلد.

الجديد

لا الثورة استقرت ولا "الإخوان" سلموا، والطرفان إلى ميادين مفتوحة، يقف الجيش بينها موقف المقرر والحاسم والقابض على النهايات.

غدا مليونية جديدة ضد مرسي، واليوم صلاة الجنازة في رابعة العدوية عن قتلى ليلة الجمل الذين فاقوا الأربعين ضحية للمعارضة، بينهم الناقة والجمل، إذ إنها تحملت خسارة كبيرة في الأرواح.

مصر لها ميدان يحميها، لكن سوريا بلا ميادين سوى إسطنبول مدينة تفريخ رؤساء المعارضة السورية التي انتخبت اليوم أحمد جربا قائدا للمسيرة من المنصة التركية. وذكر أن فخامته مقرب إلى السعودية ويزكيه المعارض ميشال كيلو.

وانتقالا إلى لبنان، فإن ميادينه ملاعب سياسية واسعة وسلاح الفيديو يكشف يوميا عن مآثر لا تستثني أحدا من أحمد الأسير، الذي أضاف إلى مواهب الدراجات النارية والتزلج، هواية التزحلق على الأجساد والتفنن في تعذيبها، وصولا إلى المؤسسة العسكرية التي تحقق في شريط جديد يتضمن مشاهد ضرب وشتائم بحق أحد مناصري الأسير.

وجرح صيدا، حملته النائبة بهية الحريري إلى طرابلس مع عريضة "بيكفي خوف". وعلى خطى الجنرال غورو الذي أعلن دولة لبنان الكبير عام 1920، وبعد أقل من مئة عام وصلت الحريري إلى أرض الفيحاء لتعلن ضم متصرفية صيدا إلى ولاية طرابلس، وتطلق المواطن الكبير، مواطن يرى في أرضه دولة احتلال، كما قالت، مواطن يشعر بالخوف من البزة العسكرية. ومواطنة بهية تعلن سقوط رسالة الجيش السامية. فهل بسقوط الأسير سقط الجيش أم إن نائبة صيدا ترى أنها هوت مع زوال الحال الاسيرية؟

وفي لبنان، هناك من ينجو من السقوط في تصريحات يعتقد فيها أن ذاكرة الناس مثقوبة، إذ رأى رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن نجاح الثورة المصرية في إسقاط حكم "الإخوان المسلمين"، أثبت أن رهانه كان في محله، ولكن مهما ضربت ذاكرة الشعب بفعل عوامل الزمن، فإنه لا ينسى تصريحاً شهرياً لجعجع يقول فيه "فليحكم الإخوان". حدث ذلك يوم السبت في الرابع من شباط عام 2012، وفي حديث إلى جريدة "الأخبار" برر قائلاً: في منطقة كلها مسلمون، ماذا تنتظرون أن يحكم الإخوان المسيحيون، "الإخوان المسلمون" طبعا، ولا ضير في ذلك ما دامت الديموقراطية وحقوق المرأة بخير.

رهان جعجع الخاسر، غالباً ما يجد له المبررات، في الانقلاب على "الأرثوذكسي" في الجلسات النيابية الشرعية، في تحديده مواقيت سقوط الأنظمة بدءا من حملة "فل" لإميل لحود، وليس انتهاء بالزمن الدمشقي، وكل رئيس توقع له جعجع السقوط صمد وطال عمره.

حنان فضل الله

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار