على بعد خطوة من تأهل إلى الـ Fifa World Cup 2018 خسر المنتخب السوري أمام نطيره الإسترالي، وكان عدد من النجوم السوريين غنّوا أغنية خاصة لمنتخبهم الوطني على أمل أن يتأهل لكن الفريق خسر.

وكانت المفاجأة عندما أعلن الممثل السوري مكسيم خليل الذي عُرف بتأييده للثورة السورية ضد النظام الأسدي، بأنه أراد الفوز للمنتخب السوري وفي الوقت نفسه أراد خسارته كي لا ينسى العالم ما حصل في سوريا منذ 7 سنوات، وقصد مكسيم خليل ما سُمي أنذاك بالربيع العربي في دمشق وبعض الدول العربية.

وكتب مكسيم خليل نصاً بعنوان (شيزفرونيا في حضرة العارضة) بجرأة غير معهودة، أو لم نرها عند أي نجم عربي، طلب من السوريين مسامحته لأنه خائن. وكتب التالي:

مكسيم خليل: اعذروا خيانتي أيها السوريون خفت أن ينتصر المنتخب السوري
مكسيم خليل: اعذروا خيانتي أيها السوريون خفت أن ينتصر المنتخب السوري

(شيزفرونيا في حضرة العارضة)
عنوان يحمل في جوانبه ذاك العبث الذي يتلاعب بِنَا تراجيدياً وكوميدياً بشقيه السوداوي والتهريجي.. قد يسخّف البعض العنوان وقد يغضب البعض الآخر.. لكني لم أكن أتخيل يوماً أن حدث ارتطام كرة في عارضة سيجعلني ارتطم بعد سقوط حر دام سنوات.. ارتطم بين جدران ضمائر منها من مات ومنها مِن يعتقد أنه على قيد الحياة.. حدث ما كان لينقصني حتى يكتمل ذاك الانفصام.. ذاك الشرخ.. ذاك الجنون.. بأجزاء من الثانية مر شريط حياة كاملة.. رأيت نفسي واقفاً على الشباك المطل على أرض الديار.. أهتف بين أهلي للبرازيل التي طالما مثلتنا في كأس العالم.. وانتصرنا وانهزمنا من خلالها.. مروراً بتلك الأيام التي كنّا نساند فيها منتخبنا على أمل تأهل لم يكن ليكتمل يوماً.. كان سريعاً جداً.. يحمل في داخله مشاعر متضاربة.. وأسئلة وجودية ممزوجةً بعناية إلهية يصعب على أحد فهمها أو حتى إدراكها.. تحمل حزنًا غلفه فرح.. غلفه حزن.. غلفه فرح ليغلفه حزن.. وضمير قتله اللا ضمير ولاضميرا قتله ضمير.. تتلاحق فيه الأنفاس وتتناسب عكسا مع ضربات قلب كاد يخرج من مكانه ببطء.. ليحملني إلى نفق عبره كثيرون قبلي.. برغبة أو بدون رغبة.. بذنب أو بدون ذنب.. سواد قاتم لاينتهي..لا بياض هنا.. ولا شي سوى السواد ووقفت انتظر ذاك اللقاء.. لأعترف..

وتابع مكسيم خليل: نعم أردتهم ان ينتصروا.. بكل سوريتي أردتهم أن يربحوا.. أردت سماع ذاك الهدير: سوريا سوريا. يعبر القارات بحنجرتي.. أردت لذلك الطفل العابر في تلك الشوارع أن ينتصر.. أردت للعائلة المتسمرة حول الشاشة أن تنتصر..
أردت لمن عاش سنوات من الفقر والخوف والذل ان ينتصر.. لذاك الموظف.. لذاك الفلاح.. لذاك العامل.. يحق للشعوب أن تنتصر لشيء.. يحق للشعوب أن تفرح.. يحق للشعوب أن تعيش على أمل ما.. يحق لنا أن نحقق حلماً ما.. كثيرون خسروا أحلاماً.. يحق لنا.. نعم يحق لنا.. فدمي سوري.. دمي سوري.. دمي سوري..

(شيزفرونيا في حضرة العارضة)عنوان يحمل في جوانبه ذاك العبث الذي يتلاعب بِنَا تراجيدياً. و كوميدياً بشقيها السوداوي و…

Posted by Maxim Khalil on Tuesday, October 10, 2017

وأضاف مكسيم خليل مؤكداً: ولذا اعترف أني خفت هذا الفوز.. نعم خفت أن يربحوا.. فتفرح دمشق على أحزان وركام دير الزُّور وإدلب وكل المدن السورية المنكوبة.. مدينة مدينة.. خفت أن يربحوا فيفرح أولائك الذين نسيوا زكي كورديللو وعدنان الزراعي وكل المغيبين قسرًا من فنانين ورياضيين وغيرهم ممن شاركتهم دمي وجيناتي وتاريخي.. خفت “الشكر والشكور” لراعٍ لم يعرف من الرعاية سوى العصى.. خفت الإمتنان المتأصل في الجينات.. القادم من فراغ العبث والمنتقل بعدوى الخوف.. فيحملنا إلى ذاك السرداب الظالم الذي طالما اعتقلنا وفرقنا واستغل أي انتصار ليحوله لنصر إلهي لحق فصل بمقاساتنا. ويعيدنا للصفر.. لم أتمنَ الفرح لسوريين تمنوا الموت لسوريين آخرين وزرعوا مدنهم بطاطا.. لم أودّ ان تؤرق هتافاتهم المترافقة بالالقاب والكنى.. تلك المقابر الجماعية وأرواح مئات الآلاف من أهلي في كل بقع وطن بات أهله يشجعون منتخبه من الغربة.. فدمي سوري.. دمي سوري.. دمي سوري.. لأجل سوريتي أردت لهم الفوز.. لأجل سوريتي أردت لهم الهزيمة.. فاعذرو خيانتي أيها “السوريتين”.

جان معوض – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار