لم يفاجئني ملحم_زين عندما أثبت استحقاقيّة جلوسه جانب الكبار ضمن لجنة تحكيم برنامج (ذا_فويس سينيور) المخصّص للمواهب التي يتجاوز عمر أصحابها الستين عامًا.
إقرأ: ملحم زين يطلق الأصغر بين رفاقه في اللجنة! – فيديو
انتقادات واسعة طالته قبل بدء البرنامج الذي عُرضت حلقته الثانية أمس، بسبب سنّه الصغير الذي لم يتجاوز بعد الأربعين، أمام رفاقه في اللجنة والذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والخمسين والستين وما فوق.
هذا الفرق الكبير بين عمر الأجساد – لأن الروح لا عمر لها – لم يحدثْ بأي برنامج عربي للهواة منذ سنوات طويلة، لذا اعتقد كثيرون أنه سيسقط، لأننا نعيش بمجتمع نقيّم به الأفراد حسب أعمارهم، وكأن الأكبر دائمًا من يفهم أكثر ويمتلك خبرة أوسع والأصغر من يحتاج دائمًا للاستماع والتنصّت لمن يكبره حتى لو كان أكثر الناس تخلفًا وجهلًا!
ملحم أسقطَ هذه المعادلة بنجاحٍ يُحسب له، ليظهر الأنضج والأكثر وقارًا واستقامةً بين أعضاء اللجنة.
أمام نقيب الفنانين المصريين هاني_شاكر، وأمام الفنانة القديرة سميرة_سعيد، وأمام نجوى_كرم، ظهر ملحم الأكثر نضوجًا وتقييمًا للمشتركين، وكانت تعليقاته الأكثر احترافًا، ليحلل طبقات الصوت وخامته فيما اكتفى الآخرون بالإشادة بصوت الهاوي عبر صفات تبجيلية عديدة.
إقرأ: ملحم زين الخجول يحقق إنجازًا نوعيًا! – فيديو
ربما لأنه تخرّج من (كأس النجوم) أولًا على يد لجنة من الاختصاصيين، ثمّ عاد واشترك ببرنامج (سوبر ستار) ونال نصائح مهنيّة من الملحن الكبير إلياس الرحباني مثلًا، لا من فنان يغني وُضع على رأس لجنة تحكيمية، كما حدث بعد برنامجه!
رغم عمق تعقيباته ومهنيتها، ورغم أننا شعرنا ولأتكلّم عن نفسي وكأنني أمام ملحن كبير أو موسيقي من طينة الكبار لا فنان عادي يقيّم بجملةٍ أو جملتين من الغزل بهدف أن يحظى بتصفيق المشاهدين، إلا أنه حافظ على تواضعه، فكان يلتزم الصمت أمام رفاقه عندما يتحدثون، ويمازحهم باحترامٍ دون أن يعتدي.
حتى أمام المواهب الكبيرة أمثال الفنان اللبناني القدير عبدو ياغي الذي اشترك كهاوٍ، وقف وصفّق له وأبدى احترامًا جليلًا لمسيرته، عكس الذين جلسوا أمامه، ونفهم جهل سميرة وهاني لاسمه، كونهما من خارج حدود هذا الوطن، لكن الآخرين لم يوّجهوا تحية قلبيّة عميقة يستحقها ياغي كما فعل ملحم، ولا نفهم السبب!
ملحم زين نجم لبناني يمشي على درب الكبار، يفاجئ الغالبية من المشاهدين، لكنه لم يفاجئني لأنني عهدتُه دائمًا كبيرًا بأخلاقه وفنه ورقيه ونبل شخصيته.
نافسَ رفاقه وأشرقَ بينهم ليصبح الأكثر تميزًا ووقارًا وهدوءً واحترافًا.
عمر الجسد لا يساوي شيئًا أمام عمر الثقافة والعلم والمعرفة، لذا بدا ملحم كبيرًا بحجمِ من جلس أمامه وأحيانًا أكبر!
عبدالله بعلبكي – بيروت