بواحد من أعظم المشاهد التي قُدمت بتاريخ الأعمال اللبنانية – السورية المشتركة، تظهر الممثلة السورية القديرة منى_واصف تستقبل ابنها تيم_حسن أثناء عودته إلى الهيبة الذي يُعرض جزؤه الرابع حاليًا عبر أكثر من محطة ومنبر إلكتروني أهمهما (أم تي في) وتطبيق (شاهد).
إقرأ: منى واصف جميلة بكلّ مراحل عمرها
تجلس منى على كرسيها المتحرك، يقترب منها تيم، يتكئ على قدميْه، لا تصدق ما تراه، ففلذة كبدها أمام عينيْها من جديد.
فاضت مشاعر أمومتها، وضعت يديْها على خديْه، لم تصدقْ أنّه أمامها من جديد، بكتْ، ثم رفعتْ ذراعيْها لتتمايل بها، كأنّها ودت أن ترقص مبتهجةً، لتتذكّر بعد ثانيةٍ وأقل أن الغمرة عندها تساوي ألف رقصة.
مشهد نفسي عميق معقّد يجب أن يُدرّس في معاهد التمثيل، ويتعلّمه كلّ من ظنّ أنه أصبح من القديرين لمجرد أنه نجح بعملٍ أو اثنيْن.
منى قامة سورية عربية كبرى يعجز أمامها اللسان عن وصف سحر أدائها، وترتبك الحروف.
عشرات الشهادات أمام عظمة أدائها لا تكفي، ومئات سجادات مهرجانات الجوائز الحمراء لا توفي حقًا من حقوقها، كمبدعةٍ اقتحمتْ تاريخَ هذا الشرق.
أخجلُ عند الكتابة عنها، أبحثُ عن المفردات التي تستحقها، فلا أجد سوى ما لا يمكن كتابته أو التعبير عنه.
مشاعر من الفخر والاعتزاز والشموخ، حتّى أبهى وأجمل الصفات تقلّل من قيمتِها.
الصمتُ في حرمِ الأداء الجميل جمالُ، وكلماتنا في حبّ السنديانة السورية تقتل حبَّنا، إنّ الحروفَ تموت حين تُقال..
استعارةٌ من قصيدةٍ لنزار، لا أدقّ منها كوصفٍ لموهبةٍ شابة جليلة مهما شاخ جسدها لا تشيخ عطاءاتها.
ملاحظة صغيرة أدوّنها للمخرج سامر البرقاوي، تتعلّق بتصوير هذا المشهد التاريخي، ليّتك حرّكتَ الكاميرات قليلًا وعرضتَ لنا وجه منى وانفعالاتها بأكثر من وضعية.
أردنا رؤية ملامح كبيرتنا المجبولة بالإبداع، بضعة لقطات لوحدها دون تيم..
شيء ما فوق الكتفيْن، أو أكثر قربًا..
أردنا منك توثيقًا أفضل لهذه اللحظات التاريخيّة بالدراما العربيّة..
فمشهد كهذا لا يُعاد ولا يتكرّر..
عبدالله بعلبكي – بيروت
https://twitter.com/fatimadaoud/status/1325885252129140738?s=21