يمر لبنان بلحظات مؤلمة، هزتهم ونحن معهم من الأعماق. خيمت على أرواحنا ظلمة دامسة. الألم يعتصرنا والحزن يحيط بنا
والدموع سلوتنا.
لا نستطيع أن نفصل أنفسنا عنهم فألمنا واحد ومصيرنا مشترك والضربة قبل أن تصل إلى أجسادهم تمر على قلوبنا.
تضحيتهم كبيرة وجراحهم عميقة وأوجاعهم عظيمة. لكنهم مؤمنون إن هذه التضحيات هي ضريبة العزة والكرامة والشرف.
أختار الشعب اللبناني الصراط المستقيم وطريق الحرية وتمسكوا بالعزة والشرف وجعلوا القدس قبلتهم وساروا معاً نحو هدفهم فأما النصر أو الشهادة.
هذا الطريق الذي أختاروه وعزموا أن لن يتنازلوا عنه مهما كبرت التضحيات هو طريق الأنبياء والأولياء والصالحين والأحرار.
هذه حقيقة الشعب اللبناني وواقعه، لكننا وجدنا من يشمت بهم ويضحك على جراحهم.
فلنعرف من هو الشعب اللبناني؟ ومن هم الشامتون؟
الشعب اللبناني أمة حرة تأبى الذل والهوان.
فعندما تجرأ العدو الصهيوني على أحتلال ارضهم عام 1982 قاتلوه ولم يرفعوا بندقيتهم عنه ولازالوا يعاقبوه إلى يومنا هذا على فعلته النجسة رغم تحرير أرضهم منذ 24 عاماً.
أما أنتم أيها الشامتون فنفس العدو أذلكم وأهانكم وأحتل أرضكم منذ 1967 ولليوم فهو يهينكم ويذلكم بقصفه مدنكم وقتل أهلكم ولم نرى منكم ذرة كرامة ولا مثقال شرف تدفعكم لرمي حجر عليه.
الشعب اللبناني أمة مبدئية. يتوسلهم العالم كله ويقدم لهم عروضاً فيها كل ما يحلم به البشر مقابل أن يرفع بندقيته عن رأس عدوهم وهم رافضون.
يأبون أن يتمتعوا بملذات الدنيا ويتركون العدو ينفرد بأخوتهم في فلسطين ويدفعون لموقفهم هذا يومياً فقد أحبة وجراح شباب ودماء زكية تروي أرضهم الطاهرة.
أما أنتم أها الشامتون فقد بعتم بلادكم بأبخس الأثمان ومن رخصكم
عملوا لكم تسعيرة، كعبيد أذلاء في سوق نخاسة، حسب درجة خيانتكم (راجعوا تصريح الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية
قطر السابق).
الشعب اللبناني مدرسة للأنسانية. تزداد وحدتهم عند الشدائد فلبسوا السواد معاً وبكوا معاً واختلطت دمائهم في اجسادهم وزادوا
ذلك تأكيداً فتبادلوا أعضائهم فيما بينهم، وكل هذه التضحيات من أجل كرامتهم.
أما أنتم أيها الشامتون فبعتم ما لا يعقل أن يباع بميزان ذرة من الشرف، فبعتم نساءكم في أسواق الرق وأطفالكم لتجار الأعضاء وارضكم لمن يشاء وأدخلتم زناة الليل إلى بيوتكم.
فلم يشهد التاريخ سقوطاً أخلاقياً لبشر كسقوطكم.
الشعب اللبناني أمة مطهرون ومتطهرون. يتنجسون من مصافحة المحتل ويدفعوا من أجل ذلك أثمان باهضة منذ عقود.
وهم أمة لا تهتم لقوة عدوها ولا لقوة من يقف وراءه، فطهارة أرواحهم أغلى من كل التضحيات.
أما أنتم أيها الشامتون فشعاركم: (قَبّل حذاء القوي حتى يرضى عنك) فذهبتم إلى الكيان المحتل لأرضكم ورضيتم أن تكونوا مطية يمتطيها ويسيركم كيف يشاء حتى صرتم تنطقون بلسانه وتهلهلون لضرباته وتحزنون لتدميره.
يثبت الشعب اللبناني يومياً للعالم إنهم أسياد يحملون كل القيم الأخلاقية والأنسانية.
وتثبتون أنتم أيها الشامتون يومياُ للعالم إنكم عبيد، تعيشون أذلاء وتموتون جبناء.
مواطن عراقي