منذ 8 سنوات من جديد عاد الثنائي أحمد السقا ومنى زكي، ليلتقيان سوياً في عمل سينمائي مشترك، في فيلم (من ٣٠ سنة)، بعد آخر أفلامهما (تيمور وشفيقة)، والذي طرح قبل ثمان سنوات، ليعتبر بذلك (من 30 سنة)، هو التعاون السادس بين السقا ومنى، اللذان شكلا أجمل ثنائي عربي على الإطلاق.
(من ٣٠ سنة) يُشارك به نخبة من أهم النجوم، من بينهم: شريف منير، اللبنانية نور، ميرفت أمين، رجاء الجداوي، صلاح عبد الله، جميلة عوض، محمد مهران، ومن تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج عمرو عرفة، وانتاج وليد منصور في أولى تجاربه الانتاجية.
أقيم العرض الخاص بالفيلم على مدار يومين، الأول تواجد فيه بعض أبطال الفيلم وهم أحمد السقا، شريف منير، جميلة عوض، محمد مهران، بالإضافة للفنان محمد حماقي الذي شارك بأغنية الفيلم، والفنانة لطيفة التي تربطها علاقة صداقة مع فريق عمله، أما اليوم الثاني فكان مخصصاً للإعلاميين والصحافيين، ولم يحضر فيه أي من أبطال الفيلم، وتواجد فقط بعض الفنانين الذين أرادوا تهنئة أيمن بهجت قمر، ووليد منصور بفيلمهما، خصوصاً وأن علاقة ود واحترام تربط وليد بأغلب نجوم الغناء، كونه بالأساس منظم حفلات ومالك شركة تنظيم الحفلات (Talent W.M)، وكذلك يجمع بين أيمن وعدد كبير من النجوم علاقة صداقة، كونه شاعراً قبل أن يكون كاتباً ومؤلفاً للأفلام.
من بين النجوم الذين تواجدوا في العرض الخاص الثاني، كل من هيثم شاكر، محمد نور وزوجته، أحمد جمال، محمد شاهين، مينا عطا، كنزة مرسلي، سالي أحمد، شحتة كاريكا، حمادة هلال، الممثلة ثراء جبيل، والملحن محمد يحيى.
جرسيات:
– المنتج وليد منصور كان أول الحاضرين، وقام بتلبية طلبات مراسلي القنوات الفضائية، وسجل مع الجميع.
– لم يهدأ وليد لحظة، وكان يجول بين المشاهدين في الاستراحة لمعرفة ارائهم في الفيلم، كالأب الذي ينتظر نتيجة ابنه بفارغ الصبر.
– التف عدد من المشاهدين حول أيمن بهجت قمر ليتلقتوا صور فوتوغرافية معه، ما يؤكد أن أيمن شاعراً ومؤلفاً بحجم نجوم كبار.
– هيثم شاكر وصل العرض برفقة عدد من الحراس، ولم يقف للتسجيل مع أي قناة فضائية.
– نجوم ستار أكاديمي مينا وشاهين وكنزة سجلوا مع عدد من القنوات الفضائية وأكدوا على دعمهم لفريق عمل الفيلم.
– تواجد فريق عمل وليد منصور وشركته لتنظيم الحفلات (Talent W.M)، لمساندته ودعمه في أولى تجاربه الانتاجية، ما يدل على روح الفريق المتعاون المحب لقائده والداعم له طوال الوقت.
عن الفيلم:
– لم أشاهد منذ فترة طويلة، فيلماً مُشوقاً وكوميدياً وراقياً بهذا الشكل، أن يوظف المخرج والمؤلف بعض المشاهد الكوميدية داخل الفيلم، أمراً سهلاً، لكن أن يستطيعا المحافظة على تسلسل الأحداث وتشويقها في ظل المشاهد الكوميدية من أصعب ما يمكن، وهو ما أجاده المخرج عمرو عرفة بحرفية، وساعده عليه النص السلس الذي كتبه أيمن بهجت قمر.
– دقة الصورة وجمال الألوان، ورشاقة حركة الكاميرا، جعلتنا نشعر أن السينما المصرية بدأت تستعيد رونقها بعد فترة من التعثر عقب ثورة يناير.
– تنوع أماكن التصوير، ووضوح الصورة وجودتها، يُبشر بولادة منتج سينمائي لا يبخل على فيلمه، بل يبذل مجهوداً واضحاً في سبيل الوصول لأفضل نتائج ترضي الجمهور وتحترمه.
– منذ فترة ليست بقليلة، لم يجتمع كل هؤلاء النجوم في عمل سينمائي واحد، رغم أن تنوع الأبطال يعد عاملاً جاذباً للجمهور، وهو ما قد يجذب فئة كبيرة لمشاهدة (من 30 سنة).
– حالة من التناغم سادت بين جميع أبطال الفيلم، وكلِ منهم أدى دوره على أكمل وجه فشعرنا للحظات أن صلة قرابة حقيقية تجمع بينهم، وبالتأكيد المخرج عمرو عرفة كان موفقاً جداً في اختيار أبطاله.
– النجم أحمد السقا كعادته، له بريق خاص يُضيف لأي عمل يُشارك به، وأبدع في الفيلم بأداء شخصية الشاب الفقير، وكنا نشتاق لظهوره مع منى على الشاشة الذهبية.
– لعب الفنان شريف منير، واحداً من أفضل أدواره في (من 30 سنة)، واستطاع اقناعنا بتفاصيل شخصيته، وخدعنا كما خدع بقية الأبطال ضمن أحداث العمل، فصدقناه إلى أن اكتشفنا حقيقته.
– منى زكي هي فاكهة الفيلم، التي تثبت من جديد أنها ممثلة من الطراز الرفيع، تجيد تقديم كل الأنواع التمثيلية ببراعة شديدة، ولا يمكن أن يُحصرها المخرجين في أدوار رومانسية فقط، فهي تُجيد تأدية الكوميدي والتراجيدي، والأكشن، وكل الأشكال الدرامية التي وُجدت والتي لم تُكتشف بعد!
– كانت منى بمجرد أن تفتح فمها وتنطق في أي مشهد تهتز أرجاء القاعة من الضحك، واستطاعت أن تقدم شخصية كوميدية دسمة، دون أن تتفوه بلفظ خارج لتُضحك الجمهور كما يلجأ عادة بعض نجوم الكوميديا لذلك.
– أداء جميلة عوض كان جيداً، وأثبتت من جديد على أنها نجمة صاعدة بقوة بعد نجاحها الكبير العام الماضي في مسلسل (تحت السيطرة).
– قام محمد مهران بتأدية دوره بشكل متقن، ومشهد بكائه كان صادقاً وحقيقياً.
– أكثر ما يُميز الفيلم، أنه أعاد “الأفيهات” المضحكة التي لا تخدش الحياء، مثل أفيهات منى زكي:”كل الشكر”، و”ماعنتش”، وإيفيه ميرفت أمين: “ماتقوليش يا خالتي”.
– حرفية المخرج عمرو عرفة كانت واضحة، خصوصاً حينما كان شريف منير يروي لعائلته قصته فعرض عرفة لقطات على طريقة الـFlashBack ثم اختتمها بالتحول تدريجياً من وجه شريف في اللقطات القديمة، ووجه وهو يجلس مع عائلته ويروي لهم القصة.
– أغنية النجم المصري محمد حماقي (اللقا) رائعة جدا، ومتماشية تماماً مع أحداث الفيلم، ولا نتعجب لهذا فأيمن بهجت قمر أمهر الشعراء في كتابة أغنيات الأفلام والمسلسلات، ودائماً ما يأتي بكلمات تليق بأحداث الأعمال التمثيلية إلى حد كبير.
– (من 30 سنة) يشهد على عودة اللبنانية نور بعد غياب ستة أعوام عن التمثيل، وعودتها موفقة بفيلم قوي مع نجوم كبار.
– الفيلم طويل ومدته الزمنية حوالي ثلاث ساعات تقريباً، لكنها لم تنتقص من الفيلم، ولم تسبب مللاً للجمهور، بل العكس، لم يكن فريق العمل يستطيع إتمام الفيلم وحبكة أحداثه، إن تم اختصاره في ساعتين فقط، كما أنه يُحسب لصناع الفيلم زيادة مدته الزمنية في الوقت الذي يستسهل بعض الآخرون وينجزون أفلاماً لا تتخطى مدتها الساعة والنصف!
– الخطأ الذي وقع فيه فريق عمل الفيلم، هو أنه عندما احتفلت منى زكي بزواجها من أحمد السقا، بعد وفاة زوجها شريف منير، كُتبت على الشاشة جملة (بعد مرور ثلاث شهور)، وعدة المرأ ة الأرملة أربعة شهور وليست ثلاثة.
– حبكة الفيلم وتصاعد الأحداث جاء منطقياً إلى حد كبير، فيما عدا مشهد اعتراف السقا لمنى زكي، فكيف يعترف بكل شيء وهي اقنعته أنه أمامه دقائق ويموت؟ كيف لا يُهم لمحاولة إنقاذ نفسه، أو يهلع من فكرة موته بعد دقائق ويعجز عن الكلام؟
– إجمالاً الفيلم من أجمل الأفلام التي شاهدتها مؤخراً، ويستحق أن يُصنف ضمن المراتب الأولى لهذا العام، وهنيئاً لكل أبطاله وفريق عمله، وشكراً لهم لأنهم حرصوا على تقديم عمل محترم وجيد في زمن يغلب عليه الإسفاف.
دينا حسين – القاهرة
)
