يكثر الحديث مؤخراً عن موجة كورونا الثانية. وغالباً ما يترافق هذا الحديث مع حالة من الخوف والذعر، لا سيما أنّ البعض نبّه من أنّها ستكون “أقسى” و”أصعب” من الأولى، على الرغم من تصنيف لبنان بين 15 دولة نجحت في هزيمة كورونا.
تجدد انتشار فيروس كورونا حتمي، هذه المسألة أكّدها مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الدكتور فراس أبيض ورئيس الحكومة حسان دياب.
أمّا بالنسبة إلى وزير الصحة حمد حسن، فطمأن اللبنانيين بتغريدة جاء فيها: “رغم تعدد السيناريوهات الكارثية عن وباء كورونا في بدايته، يكثر الحديث عن الموجة الثانية وسوداوية المشهد؛ ولذا أؤكد أننا كما بالوعي والتعاون ربحنا الرهان الأول، سنجتاز التحدي القادم بالتزامنا بفك قيود التعبئة العامة تدريجياً بإذن الله”.
فما هي السيناريوهات المتوقعة؟
نشرت مستشارة دياب للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري على حسابها على “تويتر” رسميْن بيانيْن، دعت بموجبهما إلى التزام اللبنانيين بشروط التباعد الاجتماعي والوقاية.
وعلّقت خوري بالقول: “إذا التزمنا جزئياً بإجراءات كورونا الوقائية، عندها ستكون ذروة الموجة الثانية أقوى بنسبة 30% من ذروة الموجة الأولى، وسيكون إجمالي عدد الإصابات أعلى بنسبة 50% بالمقارنة مع الموجة الأولى “، وحذرت خوري: “من شأن الإهمال أن يعاقبنا الإهمال في نهاية المطاف، أمّا المسؤولية واليقظة فسينقذاننا جميعاً”.
من جهته، أوضح مدير وزارة الصحة الدكتور وليد عمار في حديث مع صحيفة “النهار” أنه “عندما نتحدث عن موجة ثانية نقصد بها الموجة الني ستأتي في الخريف المقبل، في حين أن الموجة الأولى لم تنتهِ بعد”، محذراً: “وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة سنشهد ذروة في مسار الإصابات من جديد”.
على مستوى السيناريوهات المحتملة، قال عمار: “في حال لم تلتزم الناس بالإجراءات الوقائية سنشهد على زيادة في الحالات قبل شهر تموز، البعض قد يعتبرها ضمن الموجة الأولى التي لم تنتهِ أصلاً، في حين قد يُسميها البعض الآخر الموجة الثانية للفيروس.
لكن الأكيد هو احتمال عودة الفيروس في موسم ثانٍ عند حلول الخريف”.
وتابع عمار: “عندما اتخذت الحكومة قرار تخفيف التعبئة العامة شدّدت على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية عند الخروج. وإذا لم يتخذ الناس احتياطاتهم في ظل وجود أشخاص يحملون الفيروس من دون أعراض، ستُسجل إصابات جديدة. كما على أي مؤسسة خاصة أو عامة”.
وطمأن عمار اللبنانيين قائلاً: “في حال التزم اللبنانيون بالإجراءات الوقائية (من ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي…) فلن نواجه أي مشكلة صحية أو وبائية.
أما في حال لم يلتزموا، فعندها سنضطر إلى العودة إلى الحجر المنزلي نتيجة تغيّر في مسار الإصابات وارتفاع عدد الحالات من جديد”.
في المقابل، اعتبر الأستاذ في علم الوبائيات وطب المجتمع في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور سليم أديب في حديث مع “النهار” أن “الموجة الثانية تفرض وجود مصدر داخلي أو خارجي للفيروس”.
وأكّد أديب: “داخلياً لا إمكانيات لحدوث انفجار ثان، ربما سنشهد على أخطاء صغيرة منها السماح بخروج مريض لا أعراض عليه ومن ثم يظهر الفيروس في جسمه لأن فترة الحضانة تتراوح بين 6 أيام وصولاً إلى شهر”.
إلاّ أنّ أديب حذّر من أنّ “الخطر الأشد والأكبر يبقى في قدوم الفيروس من الخارج، أي عند وصول الطائرات بكثافة مع عودة المغتربين إلى لبنان. ففي حال أخطأت الوزارة لسبب أو لآخر بعدم متابعة أي حالة مصابة عند قدومها، فهي قد تًشكل خطرا حقيقياً”.
المصدر: لبنان ٢٤