منذ 8 سنوات 
أكاد لا أصدّق حجم الحقد الذي تكنّه بعض الممثلات السوريات، وأقول وأشدّد على كلمة بعض، وأقصد هنا الناشئات، اللواتي تحقدن على الممثلات اللبنانيات اللواتي لسوء حظّ “الغيورات” تسيطرن على الساحة وتتصدرن “الأفيشات” إلى جانب نجوم لبنانيين كبار ونجوم سوريين ومصريين كبار أيضاًَ، بينما هنّ لن تجدن لأظافرهنّ مكاناً إلا في مسلسلات “النص كم”، لأنّهن لا تنفعن ولن تفعلن ولو نطحت رؤوسهنّ السماء!
أقول كل هذا لأنّي وبينما كنت أتصفّح موقع Facebook لفتني حوار أجراه الزميل وائل العدس مع الفنانة الطيبة تولين البكري، وفي العنوان تقول تولين: تشبيهي بـِ نادين نجيم يسعدني.
إلى هنا لا شيء في هذا الكلام، وواضح جداً أنّ الزميل سأل تولين عن رأيها بكلام من يشبهونها بنادين نجيم شكلاً، فردت بموضوعية وعفوية وبأخلاق عالية.. وأنّ تشبيهها بها يسعدها، من باب الإطراء بنادين الجميلة والنجمة التي صارت تنافس أكبر اسم في الدراما العربية، شاء من شاء أن يعترف أو ينكر!
على لينك المقابلة، تعليقات بالجملة والمفرّق، ومن بينها لواحدة تدعى سارة نخلة، كتبت التالي: “هلأ إذا عالزواج تتزوج ألف مرة أنا معها مو ضدا كلنا هذه الانثى .. بس على نادين نجيم هيك بدنا نزعل منها”، فردت عليها تولين:
– “تزعلي مني؟!!! ليش انا اللي شبهت حالي ب نادين نجيم ولا الصحفي اللي حكا! أنا اللي بدي أزعل منك اذا عادة بتعطي رأيك قبل ماتقري.. ووقت كتير ناس نتقدتك سارة بمواقف وفيديوهات بتخص الشكل أنا ما قيّمتك بظن”.
سارة هذه ردّت على تولين لتوضح وكتبت: “بالنسبة لشكلي عندي ثقة بنفسي ما بتخليني رد أصلاً على حدا، وبالنسبة للفيديوهات أنا غير نادمة على أي شئ لأنني ممثلة والممثل بيعمل أي شي.. أنا هلا بشو غلطت بحقك.. أنا قلت أنا معك بقصة الزواج لأن أنا كمان هيك.. بس بالنسبة للشبه بدي إزعل منك إذا قلتي هيك لأنك أحلى منها بألف مرة، بيكفي إنك طبيعية وأكبر منها ولسه محافظة على شكلك الطبيعي.. مو من شدة إعجابي فيها كونها سودة زرقا.. إنتي حكمتي عليي غلط مو أنا”.
سارة التي عرفنا منها مما قالته هنا أنّها ممثلة، رغم أننا لم نسمع بها مرّة ولم نرها في حياتنا لا على شاشة ولا على الإنترنت ولا سمعنا باسمها لا بين النجوم ولا بين الإعلاميين ولا المنتجين يوماً، حاولت أن توضّح لتولين أنها لم تكن تقصد الإساءة لها، فهجمت على نادين نجيم ووصفتها بأنها “غير طبيعية” و”سودا زرقا”، بينما كان بإمكانها أن تبدي رأيها بها بطريقة أكثر أناقة تعكس صورة متزنة عنها، لكنّ سارة رمت بكل غلّها وحقدها على نادين التي طبعاً لم تسمع باسمها أيضاً تماماً مثلنا، ووصفتها بعبارات سوقية مقيتة.
بعد التوضيح، ردت تولين بلطف على سارة، لكنها لم تعلق على رأيها بما وصفت به نادين من بشاعة، ما يعني أنّها لم تتورط ولم تتبنَّ، بل حتى في ردها لقنت سارة درساً بأنها لا تقيّم أحداً ولا تحب أن تقيمه، ما يعني أنّها وجهت لها رسالة علّها تنتبه إلى أنها أساءت لنادين دون أسباب واضحة، وتولين هي ممثلة سورية جميلة ومهذبة وملتزمة مهنياً ومجتهدة.
تولين ردت بالتالي: “أول شي بشكرك على كلامك..انتي ماغلطتي بحقي أنا عم رد على كلمة بدي أزعل منك.. وأنا ماقلت عن حالي بشبه حدا لتزعلي مني، أنا بشبه حالي بأنا وفخورة بأنا! إذا حدا شبهني بحدا فهاد موذنبي.. وأنا ما عم بنتقد لا أسلوبك ولا فيديوهاتك ولا أي شي بالعكس، ما في أحلى من إنّو المرأة تكون واثقة بحالها، بس عم بقلك إني ما قيمت ولابحب قيّم أي إنسان، لأني لما بدي قيّم أن كان سلبيا أو إيجابياً بدي كون ملاك.. وأنا مو هيك. .بكل الأحوال مبسطت لأنو بسبب هالمقال رجعنا تواصلنا وبتمنالك كل التوفيق”.
ردّ سارة الأخير على كلام تولين، كان الأكثر إساءة واستفزازاً، وكشف عن حقيقة هذه الصبية المسكينة، التي لا تعيش عقدة نادين فقط، بل كل اللبنانيات، حين ردّت بقلة أدب وكتبت:
“ما عم أعرف ضيفك.. وإلي الشرف كون بعرفك.. وضفرك بكل لبنانيات الله خلقا”!
تولين قامت بـLike لكلام سارة، وكتبت لها: “خجلتيني”، لكنها حتماً لم تنتبه إلى أنّ المدعوة سارة شتمت اللبنانيات ووضعت ظفرها عليهنّ، لكن ما نعرفه أنّ هذه التي تدعي أنها ممثلة وعارضة لكل شيء إلا الأزياء وأيضاً ملكة جمال العرب وسوريا، شتمت اللبنانيات وقللت أدباً فكشفت عن أنياب عقدتها وكثيرات غيرها من كل ممثلة لبنانية، ولأننا نعرف تولين وأخلاقها سألناها علناً على الـFacebook عن ما قصدته هذه السارة، فردت تولين:
– “مسا الخير علاء، السؤال لصاحبة الجملة اللي انقالت مو إلنا أنا ووائل. لقائي الصحافي اللي نزل كان كلام فيه واضح، وخصوصاً بإنسانة ونجمة أنا بحبا كتير عالمستوى الفني والشخصي (نادين نجيم)، ويا ريت ما حدا يدخلني بجدل ما إلي أي صلة فيه”.
فرددت عليها بأني أعرف كيف تفكّر وقرأت كلامها جيداً وأعرف أنها لا تعاني من عقدة نقص وتحب نادين كما أنها، أي تولين تجتهد لتقدم دائماً أدواراً مختلفة جميلة كقلبها، واستنكرتُ ما كتبته هذه السارة وكتبت: “ما بعرف شو بدي قول.. شي بيحزّن وبيخزي” فردت تولين: “وأنا متلك ما بعرف شو بدي قول”.
آسف لأنّ مقالتي هذه ستعطي المدعوة سارة بعض شهرة وانتشار على ظهر نادين وظفر قدم كل لبنانية، لكنّي اضطررت للردّ، علّ من مثل هذه الأشكال من أنصاف الممثلات، تستحين و”تتضبضبن” وتكفنّ عن إعلان حالة “الفقعان” التي تصيبهنّ.
ليكن الله بعون سارة ومثيلاتها وهن لسن قليلات ممن تكرهن اللبنانيات لأنّهن تبرزن حضوراً وسحراً وأناقة وجمالاً، وممن تكرهن نادين التي صارت أولى، بأدائها وتطورها ونجوميتها وجمالها وشعبيتها على امتداد الوطن العربي، واضعة على الرفّ كثيرات كنّ تنعمن بالمرتبة الأولى!
علاء مرعب
)
