ناصيف_زيتون، الشاب الرقيق المهذّب، أراقبه عبر (السوشيال ميديا)، وأدرك أهميّة الفكر الذي يتمتع به، فيبعده عن تلك المواقع ويجنّبه الغرق في دهاليزها.
هذا النجم ترفعه أخلاقه قبل فنّه، يلمع بثقلِ مبادئه قبل أعماله، يتوهّج بإنسانيّته وما يمتلك من صفات، قبل مسيرته التي يصنعها مُستمّرًا بإصرارٍ وكفاحٍ.
يديرها ناصيف ولا تديره، ولا يستخدمها إلا عند الحاجة لدعم عمل فنيّ أو الإعلان عنه، بينما يتراكض آخرون خلفها لنشر جلّ سخافاتهم، وتفاصيل حياتهم التي لا تعنينا من صور وفيديوهات وتسجيلات وإلى آخره من تفاهات!
إقرأ: ناصيف زيتون لمَ أحترمه وهل غيّرته النجومية؟
عبر تلك الوسائل التواصليّة، يكبر ناصيف في أعينِنا، ويدعم متسابقي الموسم السابع من برنامج (ستار_أكاديمي)، أي رفاقِه السابقين الحاليين، فيهنئهم على أعمالهم التي يطرح روابطها أمام الملايين من عشاقه، ما يساهم بطبيعة الحال بازدياد أرصدة مشاهداتها.
نجمٌ مثله استطاع اختراق أهم الصفوف، فالوصول إلى النجوميّة العربيّة، لا عن فراغ بل بعد تعبٍ واجتهادٍ ورؤية فنيّة صائبة شاركها بها مدير أعماله السيد غسان الشرتوني.
نجم مثله بعد كلّ هذه الامتيازات التي استحقها بضميرٍ، حافظ على جينات التواضع التي خُلقت وسُجلّت حتّى الأبد في جوفِ شخصيته.
نعم ناصيف تفوّق على جميع منافسيه السابقين، فقط العراقية رحمة رياض من تجاوره رقميًّا، وتحصد نجاحات كُبرى، لكنّه مثلها أيضًا، لمْ يغتر أو يتخلَ عن علاقاته بزملائه، بل سخّر كلّ إمكاناته من أجل دعمهم والترويج لمشاريعهم الفنيّة، وآخرهم السعودي عبد العزيز لويس.
هذه من وسائل التعرّف إلى شخصيّة النجم السوري الراقيّة التي تفرض علينا الاحترام، أما ما نلاحظه عبر تتبّعنا حركة حسابه أيضًا:
- ناصيف مقلّ بنشاطه الإلكترونيّ، لكنّه لا يغيب، يكتب في المناسبات الوطنيّة الرسميّة العربيّة مثلًا، يروّج لمشاريعه كما يجب، يتواصل مع جمهوره كما يجب، لكنّ ليس أكثر.. أي يعتمد سياسة ذكيّة تجنّبه مصير بعض زملائه الذين أحرقتهم تلك المواقع لكثرةِ ما غرقوا فيها.
- لا ينشر سوى صور قلّة، ويختارها بعنايةٍ، لا يستعرض ملابس ثمينة ولا يصوّر نفسه جالسًا على كراسي الصفوف الأولى من الطائرات الخاصة. يحترم الجمهور بصورِه الرزينة التي تشي بحجم المبادئ الرفيعة التي يعتنقها، وبكمية احترامه لنفسه وصورته أمام كلّ من يثق به ويمتثل به نموذجًا.
- لا يفاخر بنفسه رغم أهمية ما حقّقه خلال سنوات، أي لا نراه يعرض نسب مشاهدات أغنياته باستمرار، رغم أنّ هذا من حقه، ويفعلها الكثير من زملائه.
- يتابع ناصيف العديد من المشتركين بالموسم الذي فاز بلقبه من (ستاراك)، ولا يقول: (أنا أنجح منكم، كيف أتابعكم؟) كما البعض ممّن فاز بألقاب أخرى أو نجح أكثر من أصدقائه، وهنا نذكر دعمه الجميل لرحمة رياض عندما واجهت حملةً مغرضة بسبب جلوسها على كرسيّ لجنة تحكيم برنامج (عراق أيدول).
كلّ هذه الملاحظات تجعلنا ندرج ناصيف ضمن خانة النجوم الرصينين الذي يسهل عليهم كسب محبتنا، لأنّهم مرتفعو الأكتاف، ثقلاء، واثقون بأنفسهم، أذكياء، يلمعون مجدًا في تواجدِهم وحتّى عندما يغيبون.
عبدالله بعلبكي – بيروت