نُتهم كثيرًا بعدم إنصاف النجم السوري ناصيف_زيتون الذي يُصنّف اليوم حسب عدّادات الأرقام وبيانات الإحصائيات وسجّلات الحفلات وحسابات المنتجين كواحدٍ من أبرز الأسماء التي تحتلُ الواجهة الغنائيّة العربية.
إقرأ: ناصيف زيتون يناجي بيروت – فيديو
أتحدّث عن نفسي الآن لا زملائي كوننا نختلف أحيانًا بالرأي حيّال القضية نفسها، ولأنّنا من جنسيات وبيئات ومجتمعات مختلفة، ولدينا تكويناتنا الفكرية والنفسيّة الفريدة، التي لا تتشابه.
الاختلاف ميزة هذه المؤسسة التي تسمح لكلّ أفرادها إبداء آرائهم بصدقٍِ شرط عدم الاعتداء، حق مشروع منحتنا إياه رئيسة التحرير نضال_الأحمدية منذ لحظات العمل الأولى.
تابعتُ ناصيف منذ دخوله برنامج (ستار_أكاديمي) بموسمِه السابع، شجّعتُه كونه بتقييمي كما تقييم أغلب المتخصصين والمشاهدين، آنذاك كان يمتلكُ الموهبة الأفضل بين رفاقِه.
تابعتُه لساعات متتالية لنتعرّف سويًا إلى شابٍ راقي ومهذّب ومحترم لا يهوى المناكفات ولا يختلق المعارك، يجتهد ويسعى فقط لحصد أهدافه بما يتلائم مع أخلاقياته وقيمه، الطرق الملتوية يكره قيادتها، لا يحبّ سوى المستقيمة منها.
فاز باللقب باستحقاقيّة لا يمكن إنكارها حتّى من نوادي معجبي منافسيه، لينطلق غنائيًا هاويًا تحت يد واحد من أهم منتجي لبنان، هنا نتحدّث عن غسان الشرتوني الذي يتمرّس صناعة النجوم ويعي أسرار تقنيّات هذه الصناعة من قشرة تفاصيلها حتّى أعمقها.
إقرأ: ناصيف زيتون يرتل الآلام وحيدًا في كنيسة بيروت – فيديو
هذا بطبيعة الحال لا يشجب موهبة ناصيف الاستثنائية وصوته الجميل وإصراره المستمر بتحقيق أكبر أحلامه المهنيّة.
تفوّق النجم السوري وصار نجمًا حتّى لامست نجاحاته نجاحات نجوم الصف الأول في الشرق العربي، وأطلق أغنيات وألبومات عديدة قد نناقش مكنونات بعضها اللحنيّة والكلاميّة، ربما لصفحات طويلة على أسس نقديّة رصينة، لكن لنجاحها وانتشارها الواسعيْن حقيقة لا تُطمس ولم نعتاد أن ننكرها عنه أو عن غيره.
يلفتني ناصيف بشخصيتِه المستقيمة، فنانٌ مثله يكتب كلّ هذه الإنجازات على صفحاته، يسمح ببعض الأخطاء على مسوداتها.
لن يخاف المجتمع الذكوري الذي سيبرّر له لأنّه رجلٌ، ولا الوسط الذي سيتفّهم كون الغالبية الساحقة من النجوم اتبعوا ولو مرةً القواعد الشاذة!
لكنه ظلّ ذلك الشاب الرزين المتمسّك بأخلاقياته ومبادئه وقيّم مجتمعه، كما كلّ أفراد أسرته وأصدقائه وكلّ من عرفه قبل احترافه المهنة.
صورةٌ أدناه نشرها في المصعد، تظهر بوضوحٍ نقاء ملامح هذا الشاب الرائع وتواضعه واتزانه.
ناصيف لا علاقات عابرة تستهويه، لا يمضي أوقاته في الحانات الليلية، لا يقامر، لا يهدر أمواله، لا يعرف الممنوعات.
لا صور جريئة ينشرها، لا فيديوهات تُظهره بأوضاع حرجة، لا يعتمد الابتذال، وينبذ التنازلات.
لذا أشعر أنّني أكنّ له احترامًا بالغًا، علمًا أنني انتقدته لمرات سابقة، مرات مرّت لم يهني بها أو يدفع مكتبه للرد علي بدنائةٍ أو الإساءة إلي كما فعل موظفو مكاتب أخرى لنجوم ونجمات يسبقونه بالشهرة والاسم، حقّروني ونعتوني بأقذر الصفات.
هذه المرة أجد نفسي أمام ناصيف (ابن البيت)، أقول له دون حرج: (أنتَ نجم بأخلاقكِ، ونجوميتك لم تأتِ من فراغ).
عبدالله بعلبكي – بيروت