أبكتْنا نانسي_عجرم أمس بعدما أطلقتْ فيديو كليب أغنيتها الوطنيّة (بيروت الأنثى) التي تتضمّن قصيدةً كتبَها الشاعر الكبير نزار قباني تحت عنوان (إلى بيروت الأنثى مع حبي) عام 1981.
إقرأ: نانسي عجرم تغني للبنان بالفصحى – فيديو
غير الأداء الجيّد الذي اعتدناه من صوتها الذي يجيدُ الطرب، ولا يُخفى على أحد الطاقات الصوتيّة اللافتة التي تمتلكها، إلا أنها أظهرتْ قدرات تمثيلية فائقة الجودة، فبدّلت بين ملامحها بثوانٍ سريعة، بين الفرحِ والألم، بين الضحكة والدمعة، بين التفاؤل والحسرة.
النجمةُ اللبنانية التي تُصنّف الأولى عربيًا مع إليسا، لعبت دورَ مواطنة لبنانية جالسة على سريرِها، تبكي وتسرد عليه القصص وأجمل وأوجع الذكريات.
إقرأ: نانسي عجرم دون مكياج تروج للبنان – صورة
تتذكّر أسرتَها والتقاء أفرادها والجلسات التي جمعتهم برعاية طاقات ممتزجة بين الحبّ والحنين، طاقات إنسانيّة عاطفيّة ما نجحوا باستنزافها رغم حروبهم السافرة علينا وقتلهم إيانا ببطءٍ وبأكثر أسلحة الكون تحريمًا.
مشاهد تمرّ ونراها تودّع شقيقها الذي يختار الهجرة كمعظم شباب هذا الوطن المُفلس على أيادٍ ادعّت إنقاذه، وسُلمت إياها من شعبٍ اعتاش على الطائفيّة حتى أصبحت فئةً أولى لدمائه.
تكابر نانسي، تبتسم لشقيقها فتغمره، تخرج النقيض من الداخل الذي يصاهرُ الوجع، على عكس الوالدة التي تبكي بحرقةٍ كما كلّ أم لبنانية كُتب عليها توديع فلذات كبدها.
تقول لابنٍ تودّعه يغادر أرضًا عاش فيها ألمًا وحرمانًا لسنوات: (تركت لكَ الزعتر والمربى وربطتيْن من الخبز اللبناني، ضعهما في الثلاجة، يمكنهما الصمود).
لقطات مؤثرة جدًا جعلتْ من الكليب يرتقي لمرتبة وطنٍ أمس.
الفن واجهة تعبيرية، وبريد لأنبل الرسائل الاجتماعية والإنسانية، ونانسي كانت أفضل ساعٍ له.
مئات الآلاف من المشاهدات خلال ساعات، إنه عملٌ يستحق الملايين، لكن يُفضّل ألا يُوضع بأي بمقارنةٍ مع الأعمال التجارية الأخرى.
شكرًا نانسي لأنكِ من هذا الشعب، لأنكِ فنانة من صلبِ وجعه، لأنكِ مرآته، وأجمل مرآة..
الكليب للمخرج سمير سرياني، أما الأغنية فلحّنها هشام بولس ووزّعها قائد الفرقة الغنائية لنانسي باسم رزق.
عبدالله بعلبكي – بيروت