أطلقتْ نانسي_عجرم فيديو كليب أغنيتها الأحدث (إمّي)، التي أهدتها لكلّ أمهات الكون بمناسبة عيدهنّ الذي يصادف الواحد والعشرين من هذا الشهر، أي عند بداية فصل الربيع.
إقرأ: نانسي عجرم تطرح أمي – فيديو
العمل بأكمله يفوق درجة الجيّد، نسبةً للكلمات غير المُستهلكة التي كتبها إميل فهد أما ألحان يحيى الحسن فأتت هادئة لا تزعج الآذان وتحرّك القلوب.
التوزيع لباسم رزق، الذي أجاد تقسيم المقاطع اللحنيّة بشكل متجانس، فلم نشعر بكلّ كوبليه وكأنّه قادم من كوكب مختلف، كما يحدث ببعض الأعمال الغنائية العربية.
تبدأ نانسي تغني عن الأمّ التي تقف في حيرةٍ أمام الهدية التي تليق بها: بين الورد والذهب..
لكنّها تتذكّر: لا شيء يوازي عشر تضحياتها الجليلة، ولا يمنحها ما تستحقه.
الكلام بالنسبة لنانسي، كما لكلّ ابنٍ وابنةٍ كما لكلّنا، لا يمكنه إيصال كلّ مشاعر التقدير التي تفيض من قلوبنا نحو من حملنا لشهورٍ تسعة في أحشائها.
أم أمضت عمرها كلّه تحمل مآسينا وهمومنا وأحزاننا، دون اعتراض.
الأغنية جميلة بإحساس صاحبتها التي اعتادت أن تصيب باختياراتها الفنيّة، لذا تستقر مسيرتها لبداية العقد الثالث على التوالي، وتتراوح أسهمها المرتفعة بين الصفوف الأولى عن كلّ الشرق العربي.
أما الكليب فعفويٌ ابتعد مخرجه سمير سرياني به عن التكلّف البصري أو القصصّي، لتظهر نانسي بلقطاتٍ متعددة من المكان نفسه، تبتسم، تشرد في التفكير، تضحك، وتشعر بالحنين..
تلك البساطة التي تلفتنا بالنجمة اللبنانية منذ سنوات، فنراها تشبه الفرنسيات بأسلوب حياتهنّ، أو الممثلات التركيات بكيفيّة إبعاد آثار شهرتهنّ على حياتهنّ الشخصيّة.
وفي عيد_الأم، تطلّ نانسي لمرة أخرى، كأجمل الأمهات بين فنانات الشرق.
معها تظهر أمهات عديدات بفئات عمريّة متنوعة، تتحدّثن بطاقة عشقٍ لا يمكن التشكيك أو المُتاجرة بها، لا تقبل الاستعراضات.
أمهات تسردنّ بالكليب مشاعرهنّ النقيّة نحو فلذات أكبادهنّ.
كليبٌ ما بين الأغنية الجميلة، والكلام الخارج من القلب، والمشاعر الفياضة، يرتقي لرتبة أجمل ما شاهدناه من مشاهدٍ فنيّة، خلال الشهور الفائتة.
إقرأ: نانسي عجرم: كل واحدة من بناتي تشبهني بشيء – فيديو
الكليب يحقّق نجاحًا آخر لنجمةٍ، رافقتها نجاحات تكاملتْ في الميدانيْن المهني والشخصي.
نانسي التي لم تسرقْ الأمومة منها فنًّا يملأه الشغف وتحصّنه الطموحات، ولم يسلبها الفنّ أجمل مشاعر تعرفها المرأة قط في حياتها.
عبدالله بعلبكي – بيروت