انطلقت ثورة لبنان في ١٧ تشرين الأول – أكتوبر من العام الماضي ضد الطبقة السياسية الفاسدة والتي أهلكت البلاد لمدة ثلاثين عامًا، ولا تزال تستمر رغم كلّ محاولات إخضاعها وإفشالها وتخوينها، ولن تتوقف حتى محاسبة الزعماء الفاسدين، واسترجاع الأموال المنهوبة منهم، وزجهم في السجون التي يستحقون تمضية بقية حياتهم فيها.
فنانون وفنانات لبنانيون أعلنوا دعمهم للثورة، ونزلوا مع الثوار وتظاهروا في الساحات، وبعض منهم استخدم منبره الفعّال ليدعم انتفاضة شبان بلده ضد (زعران) السلطة.
فئة من المتابعين والنقاد والفنانين يرون إن الفنان يخسر الكثير من جماهيريته عندما يبدي رأيًا سياسيًا لا يتوافق مع انتماءات قسم من الرأي العام، وعليه بالتالي أن يلتزم الصمت ويهتم بعمله فقط، أي يطالبونه بالابتعاد عن مجتمعه ومشاكله وأزماته ورسالته الفنية المتمثلة بنقل أوجاع الناس.
الفنان صاحب رسالة مهمة عليه أن يستغلها ليساهم بدعم الأبرياء ونقل صوتهم إلى العالم، وكان العظماء أول من رفعوا الصرخة ضد الظلم وتحدثوا بنبرة الموجوعين، ونذكر فيروز التي طرحت مآسي لبنان وجعلتنا نحبها بصوتها، وصباح التي مررت العديد من الرسائل السياسية بمسرحياتها ولقاءاتها، والرحابنة الذين انتفضوا ضد الحكام ولم يخضعوا لأي سلطة، ولم نلحظهم يسقطون يومًا بل دخلوا التاريخ وحظيوا باحترام الجميع.
قارنا بين شعبية الفنان اللبناني قبل إبداء رأيه وبعده، وإن تأثر سلبًا كما يزعمون، ونضع أمامكم النتائج التي أثبتت أن اللبنانيين يحبون النجم الصادق الذي لا ينسلخ عن واقعه، حتى لو اختلفوا معه في التوجهات السياسية:
- راغب علامة ظلّ يكتب ضد الطبقة السياسية بأكملها ويهاجم النواب والوزراء منذ ١٧ تشرين وقبل الثورة أيضًا، ولم تسقط نسب البحث عن اسمه وأعماله، بل استقرت أسهمه تقريبًا رغم أنه لم يصدر عملًا منذ شهور.
- إليسا التي تنتقد يوميًا الحكام الفاسدين، وتعقّب على أي قضية تحدث لأنها ابنة هذا الشعب، لم تفشل أسهمها بعد ١٧ تشرين، وحققت عمليات بحث وصلت إلى الملايين، غير التقدم اللافت في نسب مشاهدات أعمالها السابقة، أما أغنيتها الوطنية (عم ثور) فنالت مئات آلاف المشاهدات بعد أسابيع من طرحها على قناتها الخاصة لا قناة شركتها (روتانا).
- كارول سماحة منذ اليوم الأول ساندت الثورة وتحدثت بإسهاب عن فساد الزعماء السارقين، وحافظت أسهمها الشعبية على ثباتها، واستمر مئات آلاف المتابعين يبحثون عن اسمها وأعمالها.
- ماجدة الرومي تمسك المتابعون بحبها وبمتابعتها، رغم إطلاقها مواقف معارضة لنهج الفساد المعتمد في السلطة منذ تسعينات القرن الفائت.
أما الذين صمتوا ولم يبدوا رأيهم، فتراجعوا وأهمهم:
- جوليا بطرس انخفضت أسهمها بشكل كبير، ولم ترتفع إلا في 17 تشرين الأول، لأن اللبنانيين ظنّوا أنها ستؤيد انتفاضتهم كونها أشتُهرت بأغنياتها الثورية، لكنها خذلتهم وفضّلت مساندة زوجها وزير الدفاع السابق إلياس بو صعب، لتعود وتسقط فشلًا لا يحترمها إلا قلّة من مؤيدي السلطة.
- ميريام فارس التي لم تكتب موقفًا واضحًا عما يجري، والتزمت الصمت، لتتراجع قليلًا عمليات البحث عنها، رغم أنها تبرعت مرتيْن لحملة دفى التي تنظمها النائبة بولا يعقوبيان.
- نجوى كرم تدنت أسهمها بشكل طفيف، بعدما قالت إنها لا تفضل أن يبدي النجم رأيًا سياسيًا.
عبدالله بعلبكي – بيروت