معظم نجوم الشرق تعاطفوا مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ أيام، اعتداءً حقيرًا سافلًا من عدوٍ غاشم يسمّونه الكيان الصهيوني.
أنا لا أسميه شيئًا، إنّه اللا شيء، دون هوية، دون وجود، دون أهمية..
الاعتداء الجديد تمثّل بنيّة الصهاينة الاستيلاء على عقارات الفلسطينيين في حي الشيخ الجراح، بصورةٍ غير قانونيّةٍ تمامًا كما احتلوا فلسطين عام ١٩٤٨، بعيدًا عن أي شرعيّة تُذكر سوى تلك التي سُجلّت في عصبة الأمم المتحدة (التي لا تنادي الحقوق ولا تعرف عنها شيئًا!).
يمكنكم قراءة التفاصيل عبر الرابط أدناه:
إقرأ: نجوم ونجمات العرب كيف تضامنوا مع الشعب الفلسطيني البطل؟
اعتدنا أن نغطي أخبار نجوم تركيا، نسبةً لشهرتهم الواسعة في الشرق العربي، وحشريّة القارئ العربي لمعرفة المزيد عن أعمالهم وحياتهم الشخصيّة.
نلاحظ هذا عبر النسب المرتفعة من القراءات التي نحصدها عادةً عن كلّ خبر أو مقالة نكتبهما عن أي نجمٍ(ة) تركيّ(ة).
كلّهم صمتوا هذه المرة عن الاعتداء الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني.
لم نرَ أحدًا منهم ينشر صورةً لفلسطيني يقاوم صهيونيًا، أو يندّد ما تفعله إسرائيل جانب المسجد الأقصى.
تركيا ليست وطنًا عربيًا، لكنّ معظم سكانها من المسلمين، ولو أنّ نظامها علماني، أي يُفصل به الدين عن السياسة، منذ ما أسّس له أتاتورك.
الأتراك وفي جولةٍ عبر حسابات عدّة، لاحظناهم يتفاعلون مع القضيّة ويشتمون العدو الإسرائيلي، ويدعون دولتهم إلى إصدار بيان شديد اللهجة يندّد بما يفعله على الأراضي المقدسة (بالنسبة للمسلمين والمسيحيين سويًا).
لكنّ نجومهم التزموا الصمت ولم ينطقوا حرفًا عما يحدث.
علمًا أن القضيّة حديث جميع رواد الأرض، أي ليست جانبيّة بل محوريّة هامة.
ما سرّ صمتهم؟
نستغرب لأنّهم يتضامنون عادة مع معظم المظلومين والمهمّشين في تركيا وخارجها ويضيئون على القضايا الإنسانيّة، ولمرات عديدة أثبتوا قربًا هائلًا بينهم وبين الجماهير، وكنّا لأكثر من مرة دعينا نجومنا للامتثال بتواضعهم وتصالحهم الرفيع مع الذات.
لمَ تخاذلوا الآن؟
لمَ تأخّروا عن إبداء أي موقف شاجب (حتّى لحظة كتابة هذا المقال)؟
هل طلبت منهم السلطات عدم التصريح؟
لكنّ تركيا أيضًا دولة ديمقراطيّة، والنجوم هناك ينتقدون الحكومة والرئيس دون خوفٍ.
أو أن فلسطين التي تشكّل بوصلةً أساسيّة لأي من ينطق الحق ولا يرضى التنازل عنه، لا تهم هؤلاء النجوم الذين يتشدقون العالميّة، فيفرحون إنّ عرض لهم أي عمل في إسرائيل، ويتناسون ما نكّلت وتنكّل به يوميًا بحق كلّ مسلمٍ ومسيحي عربي؟
عبدالله بعلبكي – بيروت