لا يزال الإعلام الفني المرئي بخير، هذا ما رددته بيني وبين نفسي مبتسمًا ومتأملًا بمستقبلٍ ظننته غير مشرقٍ، بعدما تابعت لقاء الزميلة نسرين ظواهرة مع الفنانة اللبنانية القديرة سميرة توفيق على شاشة (الجديد) منذ قليل.
كنتُ دائمًا أعاتب بعض الزملاء الذين لا يجيدون فن التعامل مع كبارنا، لأنهم آخر كبار هذه الأمة ولا كبار من بعدهم، وأغضب عندما أشاهد إهانة تُوجّه لعملاقٍ قدّم للبنان المنكوب على يد ساسته.
لكن نسرين اليوم قلبت المعادلة مجددًا، فأعادت فن التعامل مع القديرين من النجوم إلى أعلى وأرقى مستويات الحرفيّة، وأثبتت أن نجاح المحاور لا يكمن بتطفلاته على ضيوفه، بل بكيفيّة الاستماع إليهم واستخراج كلّ ما يريده منهم من أجوبةٍ شافية وقيّمة ابتعادًا عن استخدام لغة الاعتداءات السافرة.
قليلات المذيعات اللاتي يستمعنّ كنسرين، ويعرفن متى يطرحنّ أسئلتهنّ ومتّى يقاطعنّ ضيوفهنّ دون أن يزعجنّهم، يتواصلنّ معهم بلغة وطاقة حبّ وعند النقد يطرحنّ عتابًا ولا يهاجمنّ بهدف إثارة التفاعل.
سميرة توفيق الكبيرة شأنًا وفنًا وخلقًا طمأنت اللبنانيين على صحتها بعدما أجرت عملية جراحية في أبو ظبي منذ أيام، لكن بعدما تلّت نسرين مقدّمة جميلة أشعرتنا بالحنين لمسيرة الفنانة اللبنانية العظيمة، لتمنحها ما تستحقه من ثناءٍ وتقديرٍ.
إقرأ: الكبيرة سميرة توفيق تعب قلبها والزميلة لينا رضوان أخبرت التالي!
قالت سميرة إنها بخير وشكرت كل المحبين الذين صلّوا لها وظلّوا يسألون عنها خلال أزمتها الصحية.
تابعت: (أفتخر بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تقف مع الفنانين، لن أنسى ما فعلوه معي، وأتمنّى لهم كل الخير، بسبب طيبتهم وإنسانيتهم انظروا كيف وصلوا إلى المريخ، أبارك لهم هذا الانتصار العظيم).
أضافت تتمنّى للبنان: (أتمنّى أن يعود الفرح والأمان للبنان الحبيب).
أكملت القديرة: (لم يمرْ على لبنان بعد أزمة صعبة كهذه بتاريخه، أتمنّى أن يلهم الله السياسيين ليساعدوا الموجوعين والمضطهدين من اللبنانيين الذين يعانون كثيرًا).
الحوار مع العظماء كسميرة، يحتاج إلى تقنيات مختلفة ومعقّدة: لغة جسد منضبطة، تعاطي أخلاقي رفيع المستوى، الكثير من الاستماع الجيّد والقليل من الكلام، تعقيبات مطلوبة لكن في مكانها، سلاسة، هدوء، وتواضع لا يمنع الغوص بأجرأ الأسئلة والمواضيع.. إنها مجموعة متطلبات صعبة على كثر من مقدّمي البرامج، لكن ليس على نسرين.
بالرابط أدناه تقرأون ماذا كتبته رئيسة التحرير نضال_الأحمدية عنها، وبعدها اسمحوا لي، لا يمكنني أن أضيف حرفًا.
إقرأ: نسرين ظواهرة القيّمة ترد على الزاحفين!
عبدالله بعلبكي – بيروت