نشرت النجمة التركية نسليهان_أتاغول صورتيْن لها من إحدى المناطق الطبيعية، ومن جلسة فوتوغرافيّة أجرتها.
ظهرت جميلةً كعادتها لكنها ارتدت ما لا يليق بها.
إقرأ: نسليهان أتاغول انفجرت غضبًا وزوجها غار من بوراك أوزجيفيت؟ – فيديو
هندامها لم يعجب الأتراك الذين هاجموها ووصفوا ذوقها بالملابس بالسيء جدًا.
نلاحظها أحيانًا ترتدي ملابس بشعة رغم أنها جميلة جدًا.
ما يعني أنها تحتاج استشارةً من أخصائي بالأزياء ينصحها بملابس تليق بها.
إقرأ: نسليهان أتاغول من طفولتها وماذا يقول علم النفس؟
ما سبب تركيزنا المستمر عما نرتديه ويرتديه الآخرون؟
كيف بدأت (الموضة) وعلم (الأزياء)؟
كيف تعبّر عن شخصياتنا وطبقاتنا الاجتماعيّة؟
بمنتصف القرن العشرين، ظهر مصطلح “الموضة” كمفهوم.
لم تعد الملابس عملية بحتة، ولم تعد كيانات خارجية تتحكّم بها وترسم مساراتها، بل سرعان ما أصبحت طابعًا فردانيًّا بحتًا وأداةً للتحديد الذاتي والتعريف بالنفس والحديث عن الهوية.
أصبحت الصناعات الموجهة نحو الملابس منتشرة بشكل متزايد في المجتمعات، وبدأ منتجو الملابس بإنشاء وتسويق ونشر المزيد من الأنواع والأنماط والتصميمات أكثر من أي وقت مضى، مّا خلق مجموعة لا حصر لها من الاحتمالات لمرتديها.
كلّ تلك المستجدات أدّت لما يمكن تسميته بعلم نفس الأزياء ” the psychology of fashion”، أي محاولة دراسة أثر الملابس والثياب على النفسية وما يتعلّق بها من ثقة وصورة النفس ومزاج وما إلى ذلك. إضافةً لفهم دوافع الأفراد بامتلاكها وتغييرها وأثر النزعة الاستهلاكية على الصحة النفسية والعقلية للأفراد.
فسيولوجيًّا، يمكن الرجوع إلى “مبدأ المكافأة”، تُحفّز أجزاء معينة في الدماغ في حالات الحصول على شيء جديد أو ما هو مرغوب، ولذلك نسعى دومًا لتحقيق أو الحصول على الأشياء الجديدة لتحفيز الهياكل العصبية المسؤولة عن سمة الحوافز والدوافع والمشاعر الإيجابية، تحديدًا تلك التي تنطوي على المتعة كمكوّن أساسي. ووفقًا لعلم الأعصاب، يمكن تعريف المكافأة بأنه كلّ ما لديه القدرة على جعلنا نقترب منه ونستهلكه.
يمكننا القول أنّ الفائدة من الحصول على قطعة جديدة من الأزياء ربح عصبي، بمعنى أنّ الأمر يمنحنا شعورًا جيدًا بتجربة شيء نحبه ونريد أن نكون جزءًا منه. لكن الأمر يتحوّل لوجهٍ آخر حينما يعتاد المرء على امتلاك تلك الأشياء الجديدة والاستكثار منها، ما يثبط من نظام التحفيز بالدماغ ويختلّ تعريف الحافز والدافع، فيصبح الفرد ميّالًا أكثر للامتلاك وتصبح الأشياء الجديدة التي اعتاد عليها لا تفي بالغرض ولا تؤدي لمستوى المشاعر الإيجابية المطلوب، فينتج ما يمكن أنْ نسمّيه بالانفجار، سواء فيما يتعلّق بالطعام أو الأزياء أو غير ذلك.
للفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسيّ “جيل ليبوفيتسكي” تحليلًا اجتماعيًا مميّزًا عن ظهور الموضة وتصاعد أفقها في جميع طبقات المجتمع.
يرى “ليبوفيتسكي” أنّ التنافس بين الطبقات ونزعة المظهرية أدّى إلى نشوء وتشكّل ظاهرة الموضة “الشاذة”.
فكلما ابتكرت طبقة النبلاء أو الطبقة العليا في أي مرحلة تاريخية زيًا ما، سعت الطبقات الأقل منها لتقليده واستنزاله إلى طبقتها، السلوك النابع من رغبة لاشعورية بالانتماء للطبقة الأعلى.
بما أنّ الطبقات الأقل لا تستطيع في جميع الأحوال الاحتفاظ بتفاصيل وتكاليف الأزياء الباهظة بما لا يتناسب مع ميزانياتها وإمكانياتها المادية، فتجد نفسها تلجأ لتقليدٍ شبيه لكنّه مشوّه بعض الشيء، ما يدفع بالطبقة الأعلى للتخلي عن الزي وابتكار آخر جديد تتميز به، وهكذا يستمرّ التنافس محصورًا في دائرة مغلقة.