دخل الإعلامي اللبناني نيشان، سجن رومية مع فريق عمل برنامجه (أنا هيك)، وتواصل بشكل مباشر مع حالات مختلفة وسجناء مختلفين، منهم من تعاطفنا معهم، ومنهم من تركوا لدينا تساؤولات عدة، عن السبب الذي دفعهم إلى القتل أو السرقة، وأكثر من أثّر بنا الصبي في سجن الأحداث، والذي سُجن لأنه سرق ربطة خبر، وقبلها سرق طعاماً، ولم يسرق وطناً، ولا يزال في سجن الأحداث.
كل ما عرضه نيشان من سجن رومية، نرفع له القبعة، لأنه نقل أوجاع المساجين، أو أغلبيتهم من الذين يعانون من أوضاع صعبة في السجن وتهمتهم الجوع والخوف.
كلهم عبّروا عن ندمهم، رغم أن أغلبهم دخل السجن لأنه ضحية مجتمع ضحل وطبقة سياسية فاسدة حوّلت لبنان إلى مقبرة للفقر والجوع والحاجة، وشبابنا أصبحوا عاطلين عن العمل من لم يهجر منهم اتجه إلى المخدرات وترويجها لتأمين لقمة عيشه اليومية..
نيشان في برنامجه (أنا هيك)، ذكّرنا بالممثلة والمعالجة بالدراما والمديرة التنفيذية لمركز (كثارسيس)، زينة دكاش، التي دعتنا لحضور مسرحيتها (جوهر في مهب الريح)، في سجن رومية العام 2016، وتعرّفنا على بعض المساجين، ودخلنا مبنى المحكومين كما يُطلق عليه، وكانت أول من نقلت أوجاع المساجين من خلال مسرحياتها (جوهر في مهب الريح) العام 2016، (12 لبناني غاضب) التي قدّمها سجناء (رومية) العام 2009 و(شهرزاد) التي قدّمتها سجينات بعبدا العام 2012.
اقرأ: زينة دكاش المرأة المناضلة والثائرة وقصص سجناء رومية تبكي الحجر – خاص بالصور
حكايات السجناء مع نيشان، أو مسرحية زينة، أحزنانا كثيراً وأصابانا بالصميم..
جملة لا أنساها حين دخلنا سجن رومية لمشاهد مسرحية (جوهر في مهب الريح)، قالها عجوز من السجناء، ولا أعرف ماذا فعل به الزمن به الآن: (لعلّ أقسى الأقدار وأكثرها ظلماً تلك التي تحكم على المريض النفسي حكماً غير معروف الأمد في سجنين: سجن القضبان الخارجي وسجنه الداخلي)
“برافو” نيشان على الجزئين وعلى محاورتك الرائعة للسجناء دون فوقية أو خوف..