نشرت النجمة التركية فهرية_أفجان صورةً جمعتها بطفلها (كاران).
إقرأ: طفل بوراك أوزجيفيت وفهرية أفجان كبر وهكذا أصبح!
غمرته وارتدت معه ملابس شتوية سميكة بسبب الطقس البارد العاصف الذي يضرب تركيا خلال هذه الأيام.
وصفته بكلّ حياتها وأبدت حبًا كبيرًا لا نستغربه لطفلها الوحيد الذي تمضي معه غالبية وقتها، بعدما ابتعدت بسبب الاهتمام به عن التمثيل لسنوات.
الصورة أدناه حصدت تفاعلًا عاليًا في تركيا وكلّ أنحاء الشرق العربي، نسبةً لشعبية فهرية الجارفة عربيًا بسبب أعمالها المدبلجة وزواجها من أحد أشهر نجوم وطنها بوراك_أوزجيفيت.
كيف تتواصل فهرية مع ابنها أو أي أم مع فلذة كبدها؟
ماذا يقول العلم؟
يُعَدّ التواصل العاطفي بين الأم وطفلها أمرًا بالغ الأهمية خلال الحياة المبكرة للطفل، تحديدًا فيما يتعلق بعمليتي التعلم والنمو، ولكن لا يُعرف الكثير عن الأسس العصبية لهذا النوع من التواصل.
وراء هذا التواصل تناغُم وانسجام عقلي، تؤدي حالة الأم المزاجية دورًا كبيرًا في وصوله إلى مستويات قياسية، وفق دراسة بريطانية جديدة، كشفت لأول مرة عن أن موجات المخ لدى الأمهات والرُّضَّع تميل إلى أن تعمل معًا كشبكة ضخمة ‘mega-network’ عبر مزامنة موجات أدمغتهما عندما تتفاعل معًا، ويكون هذا التفاعُل متناغمًا أكثر عندما تكون الأمهات في حالة مزاجية سعيدة.
قال الباحثون بجامعة كمبريدج، إن دراستهم المنشورة في دورية “نيورو إيمدج” NeuroImage، تعتبر الأولى التي تصوّر دماغين لشخصين مرتبطين، للبحث في مدى تأثير الحالة النفسية للأم، على قوة الاتصال العصبي للأطفال بأمهاتهم.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، طُلب من 15 من الأمهات أن يعبرن عن مشاعرهن الإيجابية والسلبية حول عدة أشياء في أثناء التفاعُل مع أطفالهن (بلغ متوسط أعمار الأطفال في التجربة 10.3 أشهر)، في حين يجرى قياس النشاط العصبي لكلٍّ من الأمهات والرضع على نحوٍ متزامن في أثناء تواصلهما معًا باستخدام تقنية تخطيط أمواج الدماغ (EEG).
ووفق موقع مايوكلينك على الإنترنت، فإن تقنية (EEG) هي اختبار يكشف النشاط الكهربي في الدماغ باستخدام أقراص معدنية صغيرة مثبتة على فروة الرأس. ويُظهر هذا الاختبار التغيرات في حالة النشاط الدماغي في صورة خطوط موجية يجري تسجيلها عبر هذه التقنية.
ومن المعروف أن خلايا الدماغ تكون نشطةً في جميع الأوقات حتى عند النوم، وتتصل فيما بينها عن طريق نبضات كهربائية، ما يمكن رصده وتسجيله. ويمكن لهذا الاختبار تشخيص العديد من الأمراض والاضطرابات الدماغية.
وجد الباحثون تزامنًا في موجات الدماغ بين الأمهات والرضع، وبخاصة عند تردد “6 – 9 هيرتز”، تأثير يُعرف باسم “التواصل العصبي مع الآخرين”، وذلك بشرط أن تكون الأم في حالة عاطفية إيجابية، ما يعزِّز قدرة دماغي الأم والرضيع على العمل بنظام واحد، ما يوصف بأن دماغيهما في حالة تناغم، ومن شأنه أن يعزِّز المشاركة الفعالة وتدفُّق المعلومات بين الأم ورضيعها وتدعيم عملية التعلُّم.
تربط نظريات علمية حديثة بين موجات الدماغ والسلوكيات البشرية، وبخاصة ما يتعلق منها بوظائف الذاكرة والإدراك والانتباه.
يمضي الأمهات والرضع الكثير من الوقت معًا في حالة عاطفية إيجابية، إذ ترتبط أدمغتهم ارتباطًا وثيقًا. ووجدت الدراسة أن التفاعل الإيجابي، مع الكثير من التواصل بالعين، يعزِّز قدرة أدمغة الأم والرضيع على العمل كنظام واحد، ما من شأنه أن يعزِّز المشاركة الفعالة وتدفُّق المعلومات بين الأم ورضيعها.
باستخدام طريقة حسابية تقدم تحليلًا للشبكة العصبية، ومن خلال النظر في خواص عملية التواصل العصبي بين الأشخاص وهيكليتها، يمكن للباحثين أن يروا كيف تتدفق المعلومات داخل كل دماغ على حدة، وكذلك كيف يعمل الدماغان معًا كشبكة واحدة.
في المقابل، أظهرت نتائج الدراسة أن أطفال الأمهات المصابات بالاكتئاب أو انخفاض الحالة المزاجية أظهرن قدرةً أقل على التعلُّم بسبب ضعف العلاقة العصبية بين الأم والرضيع؛ إذ إن الأم التي تعاني حالةً ذهنيةً منخفضةً أو سلبيةً باستمرار، يكون تفاعُلها مع طفلها أقل، وغالبًا ما يكون كلامها معه قليلًا، وقد لا تردّ عليه حتى عندما يحاول طفلها لفت انتباهها.
فيكتوريا ليونج، عالِمة الأعصاب في قسم علم النفس بجامعة كمبريدج، وقائد فريق البحث، قالت: “أثبتت دراستنا أن دماغي الأم ورضيعها يكونان في حالة مترابطة وقوية، ويعملان معًا بشكل أفضل عندما تكون الأم في حالة مزاجية سعيدة”.