في تاريخ الممثل النجم تيم حسن مجموعة كبيرة وقيّمة من الأعمال السورية والعربية، التي كرسته بطلاً في الدراما على مستوى العالم العربي, الشاب الذي تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل على فرص ضخمة, من كتاب كبار ومخرجين استطاعوا أن يخلقوا الطابع الدرامي السوري الخاص جدًا، وذلك بفضل امتلاكهم المهارة الأكاديمية, والثقافة العالية, وتدربهم على أيدي أفضل الأساتذة في سوريا.
عندما أتطلع إلى مستقبل الفنان تيم_حسن, في صدد لعبه الأدوار المعاصرة المشتركة, واتباعه خطة جديدة في مشواره الفني قائمة على الأعمال ذات الطابع التجاري البحت, والتي تخاطب الأكثرية الساحقة بشعبيتها على خطى نجوم مصريين, أبرزهم محمد_رمضان, الذي كرس بفنه هذا النوع من الدراما والسينما التي تشبه إلى حد بعيد السينما الأمريكية التجارية.
أرى أن نجمنا الذي إن تأملنا بقدراته التمثيلية نراها محدودة نوعا ما, مقارنة بزملائه الذين لم يستطيعوا أن يحققوا نصف نجاحه, لكن تيم حسن يمتلك كاريزما, وسامة, وثقافة لابأس بها, وخبرة أكاديمية فاستطاع لفت أنظار المخرجين السوريين أبرزهم الكبير حاتم علي الذي قدمه في أهم أدواره على الإطلاق في مسلسل الملك فاروق, الذي أصبح بعده تيم نجمًا في مصر أم الدنيا.
هذا لا يعني أنه محظوظ فقط, بل موهوب وذكي في اقتناصه الفرص والعمل على الشخصيات ببساطة واريحية دون تعقيد, وهذا لب النجاح التمثيلي, لكن عندما نتأمل بأعماله الحالية نري الممثل السوري النجم يتطرف بشكل كبير, بتقديمه هذه الأنواع من الدراما وكأنه أصبح متمسك بالشعبية وكسب رضا الأكثرية التي لا تمتلك جميعها رؤية فنية ولا تعنيها الرسالة والحالة الفنية للعمل, وهذا إخفاق كبير في تاريخ فنان مثله، فنان يسوق بكل سهولة لأي عمل، ومطلوب بشكل كبير, يستطيع استغلال أدواته وبعمره هذا, بتقديم كاركترات جديدة, مع أعمال ذات قيمة تحمل عمق وصدق المشاعر بنفس الوقت وتنجح جماهيريا, خاصة وأنه أصبح من النجوم المؤثرين على الإطلاق, يحمل مسؤولية كبيرة على عاتقه بانعاش الفن العربي عموما والشامي بشكل خاص,وإن كانت الحالة الإنتاجية السينمائية غير متاحة الأن يمكن أن يحقق ذلك عبر المنصات بأعمال مهمة مثل عمل الموسم قيد مجهول.
ولكن من خلال مراقبتي,أشعر وكأنه أصبح يميل للأعمال السهلة التي تعتمد على الشكل والصورة والأفكار المستقاة من الدراما التركية,ناسيا تاريخه الفني ووصايا من قاموا بتدريسه,وكأنه بدلا من أن يثبت عبر الزمن أن الشكل ليس له تأثير بدأ يعود بما يقدمه ليقنعنا بأنه جميل فقط,وهذا يمنع الفنان من الإبداع ويقصر من عمره الفني الذي على جميع الأحوال لا يحتوي على أي ذاكرة سينمائية.
عندما شاهدت مسلسل الهيبة الجزء الأول,وجدت عمل مختلف ورؤية بصرية وإخراجية مهمة وجديدة,ولكن فكرة النص لا تحتمل كل هذه الأجزاء,ولا تتضمن أي قيمة فنية,وهو عمل تجاري يتكلم عن نفسه,وهذا حق مشروع ولكنني لم أكن معجب بكيفية تقديم هذه الشخصية,لما فيها من تطرف على مستوى الأداء ورغبة بتكريسهاعلى حساب التقليد والمحاكاة لها من قبل الشباب العربي,الذي يعيش فترة مدمرة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والإجتماعي, دون إحساس من قبل الممثل النجم بما يؤثر ذلك على بروز جيل يعشق الخروج عن القانون,ولا يفكر أبعد من أنفه,يسير على قدم واحدة دون النظر إلى أبعد من ذلك.
والذي يميز الممثل عن غيره,إحساسه بالمسؤولية وامتلاكه الثقافة والرؤية,وأن يكون صاحب مشروع حقيقي طالما أنه يدخل كل البيوت ويستطيع حتى تغيير التوجهات السياسية في الساحة العربية .
مطلوب من الممثل الكبير إعادة التفكير بمستقبله الفني, والتوقف قليلا عن التزاحم بتقديم الأعمال التي تشبه الوجبات الجاهزة, وإعادة رسم خارطة الطريق والتفكير بعمل ملتزم وترفيهي بنفس الوقت, وقراءة الواقع العربي لخلق واقع جديد وتكريسه للإرتقاء بالعقل العربي المشتت, خاصة وأن شبابنا لا يقرأون منفتحين على الثقافات الأخرى بشكل جيد ولا يملكون سوى الرغبة بمشاهدة الدراما والسينما ومصدرهم الثقافي السوشال ميديا.
تيم حسن فنان مهم, ويمتلك شعبية كبيرة تجعله الأول في سوريا ولبنان ولا ينقصه شيء سوى استراحة محارب وقفل باب الهيبة لأننا اشتقنا لهيبته وبراعته وقدرته على جذب الكثيير من الناس بشياكته ووسامته.
كنان شقير – سوريا