لم نتخطَ بعد أغنية (كلنا مننجر) التي أسرتنا كما كل المستمعين، فحقّقتْ ما يزيد عن ٣٠ مليونًا خلال شهرٍ واحد، محطّمًا بهذا صاحبها النجم وائل_كفوري رقمًا قياسيًا كأول لبنانيّ يحصد هذا الإنجاز خلال العام.
إقرأ: (كلنا مننجر) وائل كفوري أجمل أغنيات العام وهذا سرّها!
عاد وائل مصرًّا على جذبِ مسامعنا نحوه، مكبّلًا مشاعرنا بقبضةِ صوتِه وعظمة إحساسه، ليطلق عملًا حديثًا تحت عنوان (المرأة القوية)، متغزّلًا هذه المرة بحبيبةٍ لا يستطيع العيش دونها، جاعلنا حائرين بمواصفاتِها التي دون شك تغرق أي شابٍ في إدمان عشقِها.
إقرأ: وائل كفوري لمن يقول البنت القوية؟
الألحان والكلمات للفنان اللبنانيّ سليم عساف، الذي تمرّس كتابة أجمل البيوت الشعريّة الغنائيّة وصناعة أهم الألحان.
الموسيقى تدغدغ المشاعر، وكأنّها تدعونا كلّنا إلى رقصةٍ كلاسيكيّة عنوانها الحبّ نحو الجنون، لكنّ بإتزانٍ رجل أدرك أهمية المرأة المعشوقة في حياتِه.
سليم يجيد مزج كلماته بألحانه، وكأنّهما يخلقهما معًا، لكلّ كلمة مقطع لحنيّ مؤازر، يمنعنا من ملاحظة الأخطاء الغائبة أصلًا، الأغنيّة تمر بسلاسةٍ، وللتوزيع هنا دور، يعود لعمر صباغ، الإسم المُرتبط بنجاحات متواترة، لا يلهث خلف الشهرة، موزع يبدع في ميدانِه، بصمتٍ يخلق الإنجازات، ليصبح من أهم الموزعين في جيلِه.
سليم اجتاز مرحلة الاختبارات، السقوطات لا تُحسب، فعلامات الامتيازات عديدة، هنا يحقّق نجاحًا كذلك وائل الذي لا يُصعب عليه أي مقام، ولا يرهق صوته البهيّ أي تنقلات موسيقيّة، والأرقام توثّق تفوّقًا آخر، هو في الحسبان وأقل التوقعات: مليونًا من المستمعين العرب خلال ١٤ ساعة، والرصيد إلى ازدياد.
(يا ويلي من حبّا، سكّر على مربّى)، من البيوت الشعريّة التي كتبها سليم عساف، لا استهلاك، لا تكرار، لا نمطيّة، المرادفات شعبيّة، يردّدها المتيّمون، لكنّ لا نسمعها كثيرًا في الموسيقى الشرقيّة تحديدًا اللبنانيّة التي تعاني مرض الإعادات، هنا عُدّلت الصورة، وبث مباشر جميل أطلق خلاله وائل الأغنية عبر (اليوتيوب)، رافقته آلاف التعليقات الإيجابيّة.
قرأنا بعضها ونحن أبلغ السعداء، فوائل فنانّ أصيل، يكتسح سوقًا ظنّه البعض ملكًا حديثًا للصغار المتسلقين، لكنّ الأصل يفوز، والكبير يظلّ شامخًا على القمةِ.
عبدالله بعلبكي – بيروت