إن الورود لا تموت ابداً بل تبقى أرواحها تحوم فوق خيالنا.
ولكن وردتي المخبأة بين هذه الحروف تختلف عن كل ورود الأرض.
وردتي هذه التي ابكيها بصمت هي وردةٌ رحيقها كرائحة القهوة الماكرة وقوامها كعود الخيزران الرقيق وأوراقها مصطفة كفيلقٍ من الجنود الوقورة العابسة التي ترفض الانحناء وما بها تخرج اشواكها الحنونة الحادة لكل معتدٍ يحاول أن يسلبها صدقها فتعطيه من شوكها ما يستحق وتبكي.
هل سبق ورأيتم قوارير معبئة بسائل يسمى ماء الورد؟
إنه الشاهد الحقيقي على استغلال الناس للورود.
يقهرون الوردة ويجعلونها تنزف أعذب الدموع، ثم يسرقونها ويعبئون دمعها في قوارير رخيصة ويبيعونها لقاء ثمن زهيد يساوي قيمتهم.
لأن دمع الورود غالٍ جداً ولا يباع ابداً ولأن وردتي المدللة سرقوا حياتها لم تكن تسمح بالمتاجرة بحزنها.
وذات يوم نظرت في المعجم لاعرف معنى اسمها فقرأت أن اسم نوال يعني الخير والعطاء دون مقابل أو منفعة فذُهلت لهذه المصادفة الموحشة
إنها نوال السعداوي تلك الأم التي لطالما قدمت للجميع كل المحبة وكل المعرفة وكل الحياة إنها تلك الوردة التي صرخت اعتى الصرخات المدوية بوجه الكذب.
إنها من قالت أن الحقيقة خطيرة ومتوحشة في عالم مملوء بالكذب إنها سيدة المعارك الشجاعة.
إنها من قدمت حياتها للعلم ولم تجد إلا قلة قليلة لا تزال تسقي روح هاتيك الوردة الميتة.
أختار هذا الفيديو من مقابلات نوال السعداوي وتكاد تكون المقابلة الوحيدة التي احترمت فيها المحاورة نضال_الأحمدية ضيفتها العبقرية نوال السعداوي
حيدر حسام ورور – سوريا