نشرت جريدة النهار تحت عنوان (خاص) أن العميل الصهيوني عامر الفاخوري الذي أُطلق سراحه من السجون اللبنانية وأُعيد إلى أميركا بعد صدور حكم بإطلاقه عن المحكمة العسكرية، توفي اليوم في مكان إقامته في الولايات المتحدة الأميركية.
من هو عامر الفاخوري “جزّار الخيام”؟
مع بداية أزمة كورونا وتحديدًا يوم الجمعة 20 مارس – آذار أُطلق سراح العميل عامر الفاخوري.
جدل واسع فجره إسقاط القضاء اللبناني، تهمة العمالة لإسرائيل عن عامر الفاخوري، الشهير باسم “جزار معتقل الخيام” الذي استخدمته إسرائيل لسجن الأسرى اللبنانيين إبان احتلالها لجنوب لبنان.
وكان حديث متصاعد عن ضغوط مارستها الولايات المتحدة على بيروت لإطلاق سراح الفاخوري الذي يحمل الجنسية الأمريكية، والمسؤول العسكري السابق لميليشيا “جيش لبنان الجنوبي”.
وكان استدعى وزير الخارجية اللبناني في الحكومة المستقيلة ناصيف حتي، السفيرة الأمريكية لدى لبنان دوروثي شيا، على خلفية إخراج فاخوري من سفارة واشنطن في بيروت، وفق إعلام رسمي.
والفاخوري كان القائد العسكري لمعتقل “الخيام”، ثم فر إلى إسرائيل عام 2000، وحصل على الهوية الإسرائيلية.
و”جيش لبنان الجنوبي” (جيش أنطوان لحد)، ميليشيا عسكرية تأسست عام 1976 من أبناء القرى الجنوبية ووحدات منشقة عن الجيش اللبناني، لمواجهة منظمة التحرير الفلسطينية، وتحالفت مع إسرائيل بعد احتلال إسرائيل جنوبي لبنان عام 1978.
وتؤكد مصادر إعلامية لبنانية بأن بيروت تعرضت لضغوط أمريكية منذ اعتقال الفاخوري للإفراج عنه.
وأوقفت السلطات، في أيلول/ سبتمبر الماضي، الفاخوري الذي كان قياديًا في ما كان يعرف بـ”جيش لبنان الجنوبي”، وهي مليشيا مسلحة كانت تتعامل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان خلال الثمانينيات والتسعينيات.
واعترف الفاخوري خلال التحقيق بتعامله مع “إسرائيل”، وبحصوله، بعد فراره إلى فلسطين المحتلة، على هوية وجواز سفر إسرائيليين، غادر بهما المنطقة، واستقر في الولايات المتحدة.
وكان الفاخوري على علم مسبق بموعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في 25 أيار/مايو 2000، وتبلّغ بالإجراءات العسكرية واللوجستية المقررة، قبل أن يعرف أي مسؤول في (جيش لبنان الجنوبي) أو غيره.
سجن “الخيام” هو معتقل يقع على تل مرتفع ضمن بلدة “الخيام” في موقع حصين، يطل على شمال فلسطين من جهة وعلى مرتفعات الجولان السورية من جهة ثانية ويؤمن السيطرة عليهما.
ويتكون السجن من خمسة مبان، ويتألف كل منها من عشرين غرفة، ولا تتعدى مساحة الغرفة الجماعية المترين طولا والمتر ونصف عرضا، كان يحشر فيها من خمسة إلى ستة أفراد، فيما لا تتعدى الغرفة الانفرادية التسعين سنتيمترا طولا وعرضا.
وفي 23 أيار/مايو 2000 هربت القوة المسيطرة على المعتقل بعد الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ، واقتحم الأهالي المعتقل ليطلقوا سراح 142 أسيرا، هم من تبقوا فيه آنذاك.
وانتقل الفاخوري إلى جهاز الأمن التابع مباشرة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وكان يتولى مراقبة الجنوبيين واعتقال من يشتبه العدو به، إضافة إلى تجنيد العملاء في المناطق المحررة.
ووفقا لوسائل الإعلام اللبنانية، فبعد اعتقال الفاخوري مباشرة، دخلت السفارة الأمريكية في بيروت على الخط بحجة أن الفاخوري هو مواطن أمريكي.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق سراح الفاخوري، وحطت طائرة أمريكية قادمة من قبرص الخميس في مقر السفارة الأمريكية في لبنان، حيث يوجد العميل الفاخوري.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان، أن “المواطن الأمريكي عامر فاخوري، المحتجز في لبنان منذ أيلول/سبتمبر، يعود إلى الولايات المتحدة حيث سيتم لم شمله مع عائلته ويتلقى العلاج الطبي العاجل. وتأتي عودته كإغاثة لمن تابعوا القضية بقلق بالغ. نحن مرتاحون لكوننا قادرين على استقباله في الوطن”.
وكان الفاخوري عنوان نقاش بين “الجمهوريين” و”الديمقراطيين” في واشنطن، واجتمع نواب الحزبين على وجوب إطلاق سراحه واستعادته، والتقدم بمشروع قانون لفرض عقوبات على بيروت لاحتجازها مواطنين أمريكيين، فيما هدد بومبيو أكثر من مرة بأن لبنان سيكون أمام عقوبات وخيمة وقاسية، بحال استمر في احتجاز فاخوري، وأجرى أكثر من اتصال بالمسؤولين اللبنانيين لإيجاد أي ذريعة لإطلاق سراحه.
وخشية من إثارة الشارع من جديد، لجأ أصحاب القرار في لبنان إلى توليفة قانونية لإطلاق سراح فاخوري، من خلال وضع صيغة تم تطبيقها على مقاتلي الحرب الأهلية، بذريعة سقوط الاتهامات الموجهة إليه بفعل مرور الزمن، بالإضافة إلى تقديم وكلائه دفاعات شكلية، جرى قبولها لإطلاق سراحه.