جدل كبير رافق مطالبة الكنيسة المارونية اللبنانية إلغاء حفلة فرقة (مشروع ليلى)، المقررة في 9 آب – أغسطس المقبل ضمن فعاليات مهرجانات بيبلوس في مدينة جبيل، واتُهمت الفرقة بالإساءة الى المعتقدات الدينية.
المشروع الفني ليس الأول الذي يسيء للأديان السماوية، ولسنا بوارد الدفاع أو رجم أعضاء الفرقة الشابة التي تطرح عددًا من القضايا والتي تعد من المحرمات في الشرق.
إن عدنا لزمن السيد المسيح والنبي محمد، عندما كانا على قيد الحياة، وكيف كانا يتعاملان مع المسيئين لهما، سنعرف إنهما لم يجلدا أحدًا يومًا، وكان السلام والمسامحة شعاريهما وعنوانيهما اللذين ارتقيا بالانسانية.
يسوع عُذب على الخشبة، وكان بإمكانه أن يزلزل الأرض تحت أقدام المسيئين الذين مارسوا بحقه أبشع أنواع التعذيب الجسدي واللفظي، لكنه قال آيته الشهيرة: (يا أبتاه اغفر لهم، إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون!).
النبي محمد كان يلجأ لمعاهدات الصلح مع الأعداء عندما صار قويًا يستطيع سحقهم، ويدعهم يعيشون معه وأتباعه، رغم كل الأذى الذي لحق به، وكانت ثقافته بالحياة السلام والمحبة.
لو نتمثل بهما، ونعرف إننا سببٌ بإبتعاد هؤلاء عنهما، لو نعود إلى صورتهما الحقيقية ونروّج لها أمام المسيئين الذين كانوا ضحيةً للصورة المشوّهة التي لطالما أخرجناها عن الديانات السماوية، وعن الله.
رجال الدين يروجون للدين وكأنه مساحة للتطرف ومنع الابداع وتقييد الانسان، بينما أتى ليحرره من التبعية والجاهلية ويمنحه الحرية الواسعة التي يستطيع عبرها فعل كل ما يريد، لكن من يقول هذا في المساجد والكنائس؟
يشتمون محمد ويسوع لأننا لم نخبرهم عنهما، ولم نتمثل بأخلاقهما، ولم ندعُ للمحبة كما فعلا، وكنا نجلد ونعذّب ونتطرف ونحقد ونكبّل الآخرين، ونطبق كل تعاليم الشيطان ونقول هذه تعاليمهما!
لو يصبح كل منا محمد ويسوع، سنجنبهما الاهانة، وأنفسنا أيضًا!
https://www.instagram.com/p/B0VstRrAjxW/
عبدالله بعلبكي – بيروت