تجددت المظاهرات في العاصمة البيلاروسية، السبت تنديدًا بإعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الذي يحكم البلاد، بيد من حديد، منذ 26 عامًا في الجمهورية السوفياتية السابقة.

وقال لمسؤولين حكوميين في اجتماع متلفز “العدوان على بيلاروس يتوسع. علينا الاتصال ببوتين، الرئيس الروسي، كي أتمكن من التحدث إليه الآن. لإن الأمر لا يشكّل تهديدا لبيلاروس فحسب”.

تكريما لروح محتج قتل أثناء المظاهرات

واحتشد قرابة 5 آلاف من أنصار المعارضة، قرب محطة مترو بوشكينسكايا في العاصمة، تكريما لمتظاهر قضى هناك هذا الأسبوع خلال قمع الشرطة للمتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات، التي جرت الأحد الماضي وأعلن لوكاشينكو فوزه فيها.

ووضع المتظاهرون الزهور في الموقع الذي قضى فيه المتظاهر الكسندر ترايكوفسكي، (34 عاما) الإثنين، وسط هتافات “ارحل” فيما رفع البعض صورًا لمحتجين ظهرت عليهم آثار كدمات قوية بعد انتشار روايات عن تعرضهم للضرب والتعذيب خلال توقيفهم.

وأكد المسؤولون وفاة شخصين في الاضطرابات، أحدهما ترايكوفسكي الذي يقولون إنه قضى في انفجار عبوة بين يديه خلال التظاهرة، ورجل آخر توفي أثناء اعتقاله في مدينة غوميل (جنوب شرق).

المعارضة تستعيد زخمها

ومع استعادة المعارضة الزخم بعد أيام من الاحتجاجات، دعت سفيتلانا تيخانوفسكايا منافسة لوكاشينكو، والتي لجأت إلى ليتوانيا مطلع الأسبوع، إلى مظاهرات “حاشدة” خلال عطلة نهاية الأسبوع. واستعرضت قوّتها البارحة الاحد من خلال “مسيرة من أجل الحرية” تنظّم في وسط مينسك كما نشاهدون في الفيديو.

وكانت تيخانوفسكايا (37 عاما) التي حصلت على 10% من الأصوات بحسب النتائج الرسمية، ندّدت بعمليات تزوير واسعة النطاق وطلبت من لوكاشينكو “التخلي” عن السلطة. وتيخانوفسكايا حديثة العهد في عالم السياسة ويقول أنصارها إنها غادرت بيلاروسيا بعد تلقيها تهديدات من جانب النظام. وزوجها الذي حلّت محله في السباق الرئاسي، مسجون منذ أيار/مايو.

وتطالب تيخانوفسكايا بمحاسبة السلطات على خلفية قمع الشرطة للمتظاهرين بعد الانتخابات واعتقالهم أكثر من 6700 شخص. واستخدمت السلطات الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، وفي حالة واحدة على الأقل، الذخيرة الحية لتفريق الحشود ما أدى إلى جرح المئات.

الاتحاد الأوروبي يستجيب

واستجاب الشارع الأوروبي لمطالب المتظاهرين معلنًا الجمعة مناقشة احتمالية فرض عقوبات على مينسك بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان، في وقت تبرز شهادات متظاهرين أفرج عنهم بعد توقيفهم، يروون فيها التعذيب الذي خضعوا له في السجن.

وعلى غرار ألمانيا، قالت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنها تؤيد فرض عقوبات على بيلاروس منددة بانتهاكات “للقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان”.

وأكد وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكاي أن بلاده مستعدة لإجراء “حوار بناء وموضوعي مع شركائها الأجانب بشأن كل المسائل المرتبطة بمسار الأحداث في بيلاروس”.

ويحظى النظام في بيلاروس بدعم موسكو التي ندّدت الخميس بـ”محاولات واضحة لتدخل أجنبي يهدف إلى تقسيم المجتمع وزعزعة استقرار الوضع”.

ولم يسمح لوكاشينكو (65 عاماً) أبداً لأي معارضة بترسيخ نفسها. وتم قمع موجة الاحتجاجات السابقة عام 2010 بعنف.

المصدر – فرانس24/ أ ف ب

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار