في عهد المسيح كان الطبيب الإفريقي (آرتيه) يعالج بالجزر الأمراض العصبية والنفسية، وهذا ما أثبتت صحته الدراسات الحديثة. وأقدم وثائق طبية إغريقية ورومانية تحدثت عن فوائد الجزر وعلاجاته، يعود تاريخها لحوالى 2200 سنة، ولا يغيب عن بالنا قصة الأرنب والجزر، وقوة بصره، والحمار والجزرة، وقوة تحمّله للتعب وذاكرته القوية التي تعيده وحيداً مسافة ساعات إلى منزل مالكه وإن قطع الطريق مرة واحدة فقط.
الجزر: إسمه العلمي Daucus carota، مملكته الPlantae، عائلته Apiaceae، ثماره مختلفة الألوان والأحجام، وأكثرها انتشاراً البرتقالي والأرجواني، وهما الأشهى والأكثر فائدة، الأرجواني المحمرّ، الأصفر والأبيض الذي يبدو أنه لم يعد مطلوباً.
اقرأ: فوائد الفجل
نبتة الجزر: غير معمرة، موسمية، تنتج ثمارها على مدار سنتين، مناخها معتدل، تربتها جيدة الصرف، ويشترط فيها خلوها من الحصى، أوراقها مفيدة كعلف للمواشي، تنتج ثمارها تحت التراب مثل البطاطا، الفجل، الشمندر وغيرها.
خصائص الجزر: يحوي كل 100 غرام على 41 كالوري، 88% مياه
كمية كبيرة من فيتامين A ومشتقاته، بيتا كاروتين، لوتين
كمية متوسطة من الألياف، بوتاسيوم، مضادات أكسدة
كمية صغيرة من الكاربوهايدرات، سكريات، بروتينات، كالسيوم، فيتامين C، D، B، حديد، مغنيزيوم، فوسفور، Amino acid، صوديوم، يود، Boron، زيوت ودهون مفيدة.
اقرأ: خمسون نوعاً من الطعام الصحة المذهل
فوائد الجزر: يمدنا 100 غرام من الجزر يومياً بأكثر من نصف احتياجتنا من فيتامين A، يساعد على تنظيم مستوى الكالسيوم والسكر في الدم وإفراز الهورمونات، تجديد الأنسجة، الخلايا، شفاء قرحة المعدة، تدمير عدة أنواع من البكتيريا المعوية وإيقاف النزيف (تخثر الدم). ينشط البنكرياس، الكبد، الكلى والرئتين. يقوي المناعة، الدم، العظام، الأسنان، العضلات، الأعصاب، جدران الشرايين، البصر، الشعر الأظافر، الدماغ والذاكرة. يحمي من سرطانات الجلد، يشفي من التهابات الكلى، يخفف من حرقة المعدة، أعراض مرض السكري، السعال، الرشح، آلام البطن والأمعاء. يعدّل ضغط الدم، يحارب شتى أنواع السرطانات، يصفي الرؤية، يشد الجلد ويخفف التجاعيد.
عصير الجزر: كوب واحد من عصير الجزر يومياً، يخفف الأملاح المضرة في الدم، ترسبات الكلى، الإلتهابات ومنها في الرئتين والصدر، يحارب الأنيميا، يقاوم السرطان، السل، الإنحطاط، ويعدل الضغط. والجزر بعد عصره لا يخسر سوى القليل من الألياف.
-رغم أن الجزر الطازج متواجد على مدار العام، فإن تخزينه سهل في التبريد العادي لأكثر من 4 أسابيع، كما يحفظ مجمداً دون أن يخسر من فوائده. وأكبر إنتاج له في العالم هو في الصين. ويستخدم نيئاً ومهواً في الكثير من الأطعمة، ومخللاً، ومربيات، وفي البرتغال مربى الجزر من المربيات المميزة جداً.
يدخل الجزر في تركيبة كريمات التجميل، حماية الجلد من الشمس، تسمير البشرة دون حروق، بعض أدوية أمراض الجلد، والكثير غيرها.
-بعض الناس يظنون أن الجزر المطهو أسهل هضماً من الجزر النيئ، وهذا اعتقاد خاطئ حسب الدراسات الطبية، أما قشرته فتحوي مثل قشرة الفجل على كمية كبيرة من المغذيات والألياف.
B-carotene-: الكاروتين مسؤول عن اللون البرتقالي في الجزر وكثير من الفواكه والخضار، ويتحول في جسم الإنسان إلى فيتامين A بواسطة الbile salts الموجودة في الأمعاء، كما يُحذر الباحثون من تناوله على هيئة دواء بكميات كبيرة.
اقرأ: عدد الولايات في أميركا وأسماؤها
لمن يشكون من ضعف في النظر، وعدم وضوح في الرؤية الليلية، يجب أن يدخلوا الجزر الطازج في غذائهم بنسبة لا تقل عن 100 غرام يومياً، وهذه ليست قصة خيالية أو أسطورية كما يدّعي البعض، إذ أثبتت الدراسات صحتها بعد أن ثبت وجود كميات كبيرة من الفيتامين A ومشتقاته، ما يساهم في إعادة ترميم الأنسجة والأوردة الدقيقة التالفة في العين وما بين العين والدماغ.