في ظل تصاعد الأحداث في غزة، يطرح الفلسطينيون والمراقبون سؤالًا مهمًا: من سيوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استمرار بناء الممرات التي تهدد حقوقهم وأراضيهم؟ إسرائيل تقوم حاليًا بإنشاء ممرات جديدة داخل قطاع غزة، مما يثير تساؤلات حول نواياها الحقيقية في المنطقة.
ممر فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود بين غزة ومصر، أصبح تحت السيطرة الإسرائيلية منذ أيار الماضي. ورغم الضغوط الدولية المستمرة !!!!! ، يرفض نتنياهو سحب قواته، متذرعًا بمخاوف من استغلال حماس لهذا الممر في تهريب الأسلحة.
هل هذه الخطوات هي جزء من استراتيجية إسرائيلية أكبر لفرض السيطرة الكاملة على غزة؟ وكيف يمكن للفلسطينيين التصدي لهذه التحركات التي تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي في القطاع؟
بالإضافة إلى ممر فيلادلفيا، تواصل إسرائيل تعزيز وجودها العسكري في ممر نيريم، الذي يقسم قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب. الهدف من هذا التقسيم قد يكون فصل العائلات والمجتمعات، وزيادة تعقيد الحياة اليومية للفلسطينيين. ولكن الأمر لا يتوقف هنا، إذ تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن إسرائيل قد تكون بصدد إنشاء ممر ثالث في شمال غزة. فهل هذا الممر الجديد سيزيد من عزل الفلسطينيين في مناطق مجزأة، كما حدث في الضفة الغربية؟
مع كل ممر جديد يُنشأ وكل خطوة إضافية نحو تكريس الاحتلال، تتقلص الخيارات المتاحة للفلسطينيين تدريجيًا. ما الذي تبقى لهم من خيارات إذا كان كل نداء للتفاوض يُواجه بالتجاهل والقمع؟ وإذا لم تكن المقاومة هي الخيار الوحيد، فما هي البدائل الأخرى لاستعادة حقوقهم وإنهاء معاناتهم؟
العالم مطالب باتخاذ موقف حاسم. من سيقف مع الفلسطينيين في هذه اللحظة الحرجة؟ من سيعيد الأمل لشعب أرهقته الحروب والنزاعات؟ وهل سيستمر المجتمع الدولي وبشكل خاص العالم العربي، في الصمت بينما تُنتهك حقوق الفلسطينيين بشكل صارخ؟
إذا لم تكن المقاومة هي الحل الوحيد، ما هي الخيارات المتبقية للفلسطينيين الذين تُركوا وحدهم في مواجهة أحد أشرس الجيوش في العالم؟ ما هي الرسالة التي يرسلها العالم إلى الإنسانية بينما تستمر هذه الوحشية وتحدث هذه الإبادة الجماعية أمام أعين الجميع؟ كيف يمكن تفسير صمت العالم بينما تُرتكب هذه الفظائع ضد الفلسطينيين؟
ضياء الأحمدية