استشهد الطفل محمد مهدي يعقوب جراء الغارات الصهيونية، وقال البعض إن حزب الله يجنّد الاطفال للمشاركة في الحرب الدائرة على لبنان.
لكن السيدة سلام المقداد، والدة الشهيد، وجّهت رسالة مؤثرة وأسكتت كل المنتقدين، وقالت إن ابنها كان متواجدًا في منطقة آمنة أي أنه لم يكن على محور القتال.
اقرأ: اليسا: المتصهين ينتمي الى بيئة حزب الله وليس سمير جعجع
وكتبت: (بلغني أنّ شرار خلق الله وعبيدهم من أبناء بلادي يتاجرون بشهادة وحيدي فاقتضى التّوضيح: ولد وحيدي وحبيبي وثمرة فؤادي محمّد مهدي في ١٣ أيّار ٢٠١٠، وقد نذرته منذ ذلك اليوم للقضيّة- قضيّة أمّتي المظلومة المستضعفة المحتلّة أرضها المنهوبة خيراتها المستباحة حرماتها ومقدّساتها بيد الكيان الصهيوني سكّين الشّيطان الأكبر الأمريكي في خاصرة الأمّة. كنت أربّيه ليغدو شابّاً يحامي عن بلاده ويساهم في إفشال مشروع المستعمر في بلادنا ويعمل على إرساء أسس الحياة الطّيّبة له ولأترابه وللأجيال القادمة)
اقرأ: أسرار الضربة الإسرائيلية الأخيرة على ايران فهل سيُقتل نتنياهو؟ – خاص
وتابعت: (غير أنّ الوحش الصّهيونيّ لم يمهله ليكبر. أغار على منزل أخي حيث كنت قد استودعت وحيدي مع أقربائه ورفاقه في مكان خارج نطاق تهديدات الوحش الصّهيوني (لا ينخدع أحد ويعتقد أنّ الصّهيونيّ يضرب المكان الّذي يحدّده على الخريطة حصراً)..أغار على المنزل وقتل أخي وزوجته وأولاده الأربعة (أكبرهم كانت جنيناً في حرب تمّوز والأصغر لم يكد يتمّ السّادسة) وترك وحيدي الغالي جريحاً قد قطعت قدمه وأثخن جسده بالجراح والحروق والكسور، حيث جالسته لليالٍ ثلاث يكابد الآلام وضيق الأنفاس ويشكو لي عطشه فلا أقدر على سقياه بسبب كلّ الأجهزة الموصولة بجسده..حتّى اختار الله أن يلحقه بابن خاله الشّهيد رفيق الطّفولة والصّبا)
وأضافت سلام المقداد: (ولأن لا كلام لي مع مهرّج جيش الكيان الّذي لا نعترف به أصلاً ولا بالنّاطقين باسمه، أقول لعبيده في الدّاخل قول مولاتي زينب عليها السّلام: لئن جرّت عليّ الدّواهي مخاطبتكم فإنّي لاستصغر شأنكم واستعظم تقريعكم ولكنّ تكليفنا هو أن نعرّي كذبكم ونفاقكم وارتهانكم لوليّ نعمتكم الصّهيونيّ والأمريكيّ أيّها الادعياء، خسئتم أن تستخدموا حزني على ولدي، وأنا أمّ ككلّ امّ، للمسّ باشرف جبهة مقاومة عرفها تاريخنا)
اقرأ: هل تنتصر الدولة العميقة في إيران على الحرس الثوري
وختمت كلامها: (نحن لا نربّي أولادنا على انّ الموت لعبة بل ننشؤهم على التّمهيد لحياة طيّبة على هذه الأرض، حياة يستخدم فيها العلم لسعادة البشر وإعمار الأرض، لا لحرق الأطفال وقطع الأعضاء وبقر البطون، ونعلّمهم أنّ كلّ شيء يرخص في سبيل حياة العزّة والكرامة، فيرَوْن الموت في سبيل إحقاق الحقّ سعادة والحياة مع الظالمين المفسدين في الأرض بَرَماً. أخبروا المرتزقة الّذين يتلطّون خلف جرحي بحبيبي لينفّذوا أجندة مشغّلهم الصّهيوأمريكي أنّني والله ما رأيت إلّا جميلا)